بدأت فرنسا في تنفيذ طلعات جوية استطلاعية في سماء ليبيا وسط أنباء حول تدخل مُحتمل لبعض الدول الغربية لمواجهة خطر داعش في ليبيا الذي تمدد وتوسع حتى اقترب كثيرا من الهلال النفطي، ومن السواحل الجنوبية لأوروبا. وأظهرت وثيقة رئاسية فرنسية تم الكشف عنها أمس، أن طائرات تابعة لسلاح الجو الفرنسي نفذت طلعتين استطلاعيتين فوق مناطق في ليبيا تتضمن قطاعات يسيطر عليها تنظيم داعش. وجاء في هذه الوثيقة، التي وزعت قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لحاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول المتمركزة قبالة سواحل سوريا، أن الطيران الفرنسي نفذ طلعتين يومي 20 و21 نوفمبر الماضي حول مدينتي سرت وطبرق الليبيتين. ولم تُقدم الوثيقة المزيد من التفاصيل، ولكنها أشارت إلى أن سلاح الجو الفرنسي يعتزم تنفيذ المزيد من الطلعات الاستطلاعية، وذلك في وقت شرعت فيه عناصر داعش في اتخاذ سلسلة من الإجراءات لها صلة بتحصين مدينة سرت الساحلية خشية تعرضها لهجمات جوية أو برية. وبحسب مصادر ليبية، فإن التنظيم بدأ في عمليات حفر للخنادق وإقامة السواتر الترابية غرب وجنوب مدينة سرت، بينما لا تزال عناصره تحاصر مدينة أجدابيا المرشحة للسقوط في أي لحظة، ما يعني تهديد منطقة الهلال النفطي الممتدة ما بين مدينتي بنغازي وسرت. وتحتوي منطقة الهلال النفطي على المخزون الأكبر من النفط الليبي، حيث توجد بها مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة، وهو ما يفسر تزايد الأصوات التي تعالت خلال الأيام الماضية للمطالبة بضرورة التحرك لكبح جماح هذا التنظيم الذي أصبح خطره يقترب من جنوب أوروبا. ولا يعرف ما إذا كانت الطلعات الاستطلاعية الفرنسية مقدمة لتوجيه ضربات استباقية، ومع ذلك فإنها تعكس إدراكا فرنسيا بمدى خطورة التطورات الميدانية في ليبيا، قد يتحول في مرحلة لاحقة إلى تحرك ميداني مباشر. ويُرجح المراقبون أن تكون تلك الطلعات بداية التحضير لعمل عسكري في ليبيا، استنادا إلى تقارير أشارت إلى إقدام الولاياتالمتحدة وبريطانيا على نشر وحدات خاصة على الأراضي الليبية مهمتها جمع المعلومات حول انتشار مقاتلي داعش الذين زادت وتيرة تدفقهم على البلاد مؤخرا.