شبكة فوكس نيوز الأمريكية: داعش يمتلك طائرات خفيفة تستطيع الوصول إلى أوروبا خلال أقل من ساعة - إيطاليا الأقرب جغرافيا فى أوروبا لخطر التنظيم وتسعى جاهدة لإيجاد تسوية سياسية فى ليبيا
- آلاف المقاتلين الأجانب يلبون دعوة داعش ويتوجهون إلى سرت
- محمد الدايري: دعوة التنظيم إلى أعضائه التوجه لليبيا يكشف عن نياتهم للتمدد فى شمال إفريقيا
- طارق الخراز: الجنوب الليبي مهدد بتدفق عناصر تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي
مع تمدد تنظيم داعش داخل ليبيا، خصوصا في مدينة سرت التى أحكم سيطرته عليها بالكامل خلال العام الحالي، انطلقت التحذيرات المصرية مناشدة العالم للانتباه للخطر الإرهابى فى كثير من المناسبات واللقاءات على المستوى الرئاسى وعلى مستوى وزراء الخارجية، فكثيرا ما حذر الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى من خطر تمدد التنظيم الإرهابى فى ليبيا، ولم تخل خطاباته الداخلية والخارجية من الحديث عن الوضع الليبى والفراغ الأمنى بسبب عدم الاتفاق بين الليبيين، كما ظهر ذلك واضحا من خلال تحرك الدبلوماسية المصرية وعلى رأسها وزير الخارجية سامح شكري، الذي أكد دعم مصر الكامل للشعب الليبي في مواجهه الإرهاب، ووجوب دعم قدرات الجيش الليبي وإلغاء قرار حظر السلاح. الدول الأوروبية كانت تؤكد دائما أن دعم الجيش مرهون بالوصول لحكومة وفاق وطني ليبي، حتى جاءت هجمات باريس الإرهابية لتغير من الموقف الأوروبي تجاه الأزمة الليبية، خصوصا الموقف الفرنسي حيث أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال الأيام الماضية، أن محاربة تنظيم الدولة “داعش” فى سرت الليبية أصبحت أولوية أوروبية قصوى وحذر من استمرار وجود داعش ليس فقط فى سوريا والعراق لكن فى ليبيا. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي أن مقاتلين من سوريا والعراق يذهبون إلى ليبيا، وأن محاربة داعش فى ليبيا سيكون الملف الأبرز خلال الأشهر المقبلة. كما حذر وزير الدفاع الفرنسي جان - إيف لو دريان، من خطر تدفق مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي إلى ليبيا، وقال لودريان فى مقابلة صحفية “نرى جهاديين أجانب يصلون إلى منطقة سرت (شمال ليبيا) وهم إذا نجحت عملياتنا فى سوريا والعراق فى تقليص مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش، يمكن أن يصبحوا غداً أكثر بكثير”. وأضاف “هذا خطر هائل، ولهذا السبب يجب قطعاً على الليبيين أن يتفقوا فيما بينهم، لوضع حد للحرب الأهلية الدائرة فى هذا البلد”. ولفت الوزير الفرنسي النظر إلى تمدد التنظيم الإرهابي نحو جنوب ليبيا، أعرب لودريان عن قلقه أيضاً من خطر الاتصال الحالي بين هؤلاء الإرهابيين بمتطرفي جماعة بوكو حرام النيجيرية. تأتى تصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع الفرنسي مع بدء تدفق ملحوظ لمقاتلي التنظيم وبعض قياداته العليا وأيضا عائلاتهم إلى ليبيا وتحديدا لمدينة سرت. كما نشرت الصحف الفرنسية معلومات تفيد بأن التنظيم يطلب من المجندين الجدد الانضمام لفرع التنظيم فى ليبيا وليس فى سوريا والعراق، كما كان فى الماضي، الدول الأوروبية ليس لديها الآن خيار غير إعلان تحالف دولى لمحاربة داعش فى ليبيا فالتنظيم على بعد 500 كيلو متر من الشواطئ الأوروبية وتحديدا الشواطئ الإيطالية، وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء الإيطالى خلال الشهرين الماضيين ، معربا عن قلق بلاده من تمدد داعش فى ليبيا. ومن جهته قال باولو جينتيلوني وزير الخارجية الإيطالي، إن بلاده ستسعى خلال اجتماع دولي فى روما لبحث الأزمة الليبية بهدف التعجيل بتسوية سياسية بين الفصائل المتنافسة فى ليبيا بما يمهد الطريق لمحاربة تنظيم الدولة.
سرت قاعدة داعشية وفي ظل انشغال العالم بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والعراق، حول التنظيم الإرهابى إمارته فى منطقة سرت الليبية إلى “قاعدة” يجند فيها مئات المقاتلين الأجانب ويدربهم على تنفيذ هجمات فى الخارج. ويؤكد خبير الشئون الليبية فى معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو “أن القيادة المركزية لهذا التنظيم استثمرت فى ليبيا منذ وقت طويل، والآن بات المقاتلون الأجانب يتدفقون على سرت بدلا من التوجه إلى سوريا”. وأضاف أن معقل التنظيم فى ليبيا “يتحول إلى مركز الاستقطاب الرئيسي للمتشددين فى المنطقة”. فى حين ذكرت دراسة نشرتها مؤسسة “فيريسك مايبلكروفت” التي تقدم استشارات أمنية أن تنظيم الدولة الإسلامية “يدرك أن الفوضى فى ليبيا توفر له فرصة لتعزيز قدراته”، معتبرة أن التنظيم “يستطيع المحافظة على وجود مهم له فى ليبيا بما يدعم فروعه فى المنطقة كلها مادام أن الحرب فى هذا البلد قائمة”. وفى اتصال هاتفي بالمتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي الرائد محمد الحجازي قال:”أصبحت سرت مقر قيادة وتحكم لأعضاء التنظيم، حيث يجري فيها تدريب المقاتلين الجدد ونشر الفكر الداعشي، وقد تمركز مئات المقاتلين الأجانب في سرت والمناطق المجاورة لها، قادمين من تونس والسودان واليمن وحتى من نيجيريا، ليتدربوا ويتجهزوا ويستعدوا لتنفيذ هجمات فى دول أخرى. وأضاف حجازى أن سلاح الجو الليبي يستهدف منذ الأسبوع الماضي مواقع “للمتطرفين” قرب أجدابيا ضمن خطة للحد من سيطرة المتطرفين على المدينة. أما محمد الدايرى وزير الخارجية الليبى فيقدر أعداد المقاتلين الأجانب فى صفوف التنظيم فى سرت حاليا “ببضعة آلاف”، فإنه عبر عن خشيته “من ازدياد هذه الأعداد فى ظل الضغط الذي يتعرض له التنظيم فى سوريا والعراق”. وأكد الدايري أن التنظيم دعا الراغبين فى الانضمام لصفوفه إلى التوجه إلى ليبيا عوضا عن سوريا والعراق، ما يؤكد رغبة التنظيم فى التوسع بشمال إفريقيا. كما حذر الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الليبية طارق الخراز، من تعرض الجنوب الليبي لخطر تدفق عناصر تنظيم “بوكو حرام” الإرهابي، وأعرب عن استهجانه نهج دول العالم التي تنظر إلى المشكلة بوصفها سياسية فقط، وأكد أن مدينة سرت خارج إطار السيطرة، سواء كان البرلمان أم الحكومة.
الإعلام الأوروبي يرفع راية الخطر تصدر التمدد الداعشي فى ليبيا كل الصحف العالمية، ففي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال عن تنامى التنظيم فى سرت على مدى العام الماضي من نحو 200 مقاتل ليصل إلى 5000 مقاتل معززة بمتصرفين إداريين وماليين. أما صحيفة لاستمبا الإيطالية فقد نشرت تقريرا أكدت أنه مع تشديد الخناق على مدينة الرقة فى سوريا، يمكن أن ينقل تنظيم الدولة عاصمته إلى مدينة سرت الليبية، التي يمتلك فيها موارد بشرية وعسكرية مهمة، عززها أخيرا بإرسال قادة ميدانيين لإحكام قبضته على هذه المنطقة. وأضافت أن تزايد حضور تنظيم الدولة فى سرت، أثار مخاوف مصر من أن يكون أبو بكر البغدادي قد قرر نقل مركز عملياته خارج سوريا، بسبب القصف العنيف وتزايد خسائره بعد اتساع التحالف الدولي ضده. أما شبكة فوكس نيوز الأمريكية، فذكرت أن تنظيم داعش يستخدم طائرات خفيفة فى عمليات تدريب لبعض عناصره، وبرغم أنها طائرات غير متطورة فإنها تستطيع الطيران بانتحاريين ومتفجرات لتصل إلى مدن أوروبية خلال أقل من ساعة وتعتبر تهديدا نوعيا جديدا لمدن أوروبا.
الشمال الإفريقي ينتفض في ظل تلك التطورات كان على دول الشمال الإفريقي أن تتأهب لردع عناصر التنظيم ، وهو ما تقوم به تونس بحزم، حيث أكدت تصريحات رسمية أن تونس تأخذ على محمل الجدّ التهديدات القادمة من ليبيا، مع تمدد تنظيم الدولة الإسلامية ومع وجود عدد غير معلوم من التونسيين يقاتلون فى صفوفه أو تدربوا فى معسكراته أو فى معسكرات تنظيمات متطرفة أخرى. ففى سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت السلطات التونسية اعتقال فرنسيين كانا يحاولان الدخول عبر الصحراء إلى ليبيا للانضمام لمعسكرات التدريب فى مدينة صبراتة في الغرب الليبي.
تحركات التنظيم داخل ليبيا بعد سيطرته الكاملة على مدينة سرت وعلى بلدة النوفلية التى تبعد 120 كيلو مترا شرق سرت، بدا واضحا، أن التنظيم يستهدف مدينة أجدابيا الواقعة على بعد 350 كلم فى منتصف الطريق بين سرت وبنغازي والموجودة ضمن منطقة الهلال النفطي. ومنطقة الهلال النفطي هي المنطقة التي تحتوى على المخزون الأكبر من النفط الليبي، حيث توجد بها مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة، وهو ما يفسر تزايد الأصوات التي تعالت خلال الأيام الماضية للمطالبة بضرورة التحرك لكبح جماح هذا التنظيم الذي أصبح خطره يقترب من جنوب أوروبا، ومن الحدود الغربية المصرية. وبرغم تصدى قوات الجيش الليبى لتنظيم داعش حتى الآن فإنه فى ظل استمرار توقف تقديم الدعم اللوجستى والعسكرى والتسليح من أسلحة نوعية متطورة ومده بالذخائر، بجانب ضغط المجتمع الدولى متمثلا فى الأممالمتحدة على خروج الفريق الركن خليفة حفتر من قيادة الجيش الليبى والتباحث بين الفرقاء الليبيين بعد تشكيل حكومة وفاق على قيادة جديدة للجيش، كل هذا قد لا يجعل التنظيم يصمد طويلا.
من صاحب الضربات الجوية؟ تأتى كل هذه المعطيات مجمعة لتؤكد التحذيرات المصرية المستمرة منذ بداية هذا العام، ضرورة مواجهه تنامى تنظيم الدولة “داعش” فى ليبيا، فربما يكون ديسمبر الحالى هو الأقرب لإعلان تحالف مصرى أوروبى لمحاربة داعش فى ليبيا. خصوصاً بعد زيادة حجم الضربات الجوية لبعض مواقع التنظيم فى سرت خلال الشهرين الماضي والحالي من طائرات مجهولة لم يتم الإعلان حتى الآن عن هويتها الدولية.