لماذا لم يأمر موظفيه بالنفى بدلاً من إطلاقهم لنهش منتقديه؟! اعتذر موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة «طومسون رويترز» يوم الأربعاء 4 فبراير 2015، عن خبر نشره يوم 21 يناير 2015 بعنوان «أبوهشيمة يقيم عشاء عمل للسيسى فى سويسرا مع 120 رجل أعمال»؛ وذلك أثناء تواجد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سويسرا لحضور مؤتمر دافوس الاقتصادى. وقال الخبر أو نفى الخبر: «إن موقع أصوات مصرية نشر تقريرًا إخباريًا، تبين أنه تضمن أخطاء معلوماتية، لذا فإننا نسحب التقرير ونزيله من على الموقع، وتؤكد أصوات مصرية حرصها على مصداقيتها الكاملة لدى القارئ بما يستوجبه ذلك من تحرى الدقة التامة فيما تنشره». هكذا، ببساطة، تم نفى الخبر الذى تداولته الصحف والمواقع الإخبارية فى مصر والعالم العربى طوال أسبوعين، وهو الخبر الذى نشرته «أصوات مصرية» على حسابها بموقع «تويتر» بعنوان مختلف قليلاً «فى فندق شهير مملوك لقطريين.. أبوهشيمة يقيم عشاء عمل للسيسى فى سويسرا مع 120 رجل أعمال». والسؤال: هل سيتم إزالة الخبر من على عشرات المواقع التى تناقلته حرفياً عن رويتر؟ الخبر أو التقرير كان مستفزاً، لدرجة جعلتنى وكثيرين نضرب كفاً بكف، على ما احتواه من إساءات لمؤسسة الرئاسة المصرية، حتى خرج المتحدث باسم الرئاسة لينفى الخبر جملة وتفصيلاً قبل أن تضطر رويترز وموقعها أصوات مصرية لحذفه بعدما يقرب من ال10 أيام! هل كان أبوهشيمة ينوى تسوية «أمر ما» بينه وبين وكالة رويترز قبل أن يوضح عبر وسائل الإعلام التى يمتلكها أو تلك التى اعتاد الظهور فيها، ملابسات نشر هذا التقرير، ومدى صحة أو خطأ المعلومات الواردة فيه؟! ألم يكن من الأجدى أن يأمر أبوهشيمة أحد موظفيه بكتابة حقيقة ما حدث وتقصى حقيقة ما تم نشره وكيف تسرب ما فيه لوكالة الأنباء الشهيرة وموقعها؟! أم أن رجل الأعمال الشاب لا يعرف استخداماً لوسائل الإعلام التى يملكها غير إطلاقها ك«الكلاب السعرانة» لتنهش كل من ينتقده أو يضع علامات استفهام حول علاقاته واستثماراته وشركائه وطبيعة تحركاته السياسية التى يتم استخدامها ضد النظام؟! الخبر الذى نشره موقع «أصوات مصرية» التابع لوكالة أنباء رويترز والذى كان عنوانه «أبوهشيمة يقيم عشاء عمل للسيسى مع 120 رجل أعمال بسويسرا»، كان مسيئاً فى رأيى لمؤسسة الرئاسة.. وعن «أصوات مصرية»، نقلت العديد من الصحف والمواقع الخبر، وأبرزته بشكل مبالغ فيه! بل واستخدمته مواقع وقنوات فى توجيه الانتقادات للنظام الحاكم فى مصر وللرئيس السيسى. فى الخبر، تزعم رويترز أن مسئولا حكومياً فى المجموعة الاقتصادية، طلب عدم نشر اسمه، قال «إن رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة سيقيم «عشاء عمل» للرئيس عبدالفتاح السيسى مع 120 رجل أعمال من مختلف دول العالم فى سويسراً، على هامش المشاركة فى «دافوس». المسئول الحكومى، قال أيضاً إن «أبوهشيمة سيتحمل نفقات عشاء العمل الذى سيقام فى فندق شهير مملوك لقطريين»، مشيراً إلى أنه «نظراً لازدحام أغلبية الفنادق خلال فترة انعقاد المنتدى، لم تكن هناك خيارات متعددة». ومن هذا المسئول المجهول، عرفنا أنه تم رفع الأمر لإبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لترتيب اللقاء مع رئاسة الجمهورية! وزعمت «رويترز» أن مسئولاً حكومياً أكد ذلك، وأيضاً مسئولاً فى شركة «حديد المصريين» التى يرأس مجلس إدارتها أبوهشيمة ويشارك فى ملكيتها، مع رجل الأعمال القطرى، محمد بن سحيم آل الثانى، ورجل الأعمال الكويتى عبدالله شاهين! مسئول شركة «حديد المصريين» قال إن «الشركة بالفعل رتبت لقاء مع رجال الأعمال بحضور الرئيس السيسى على هامش منتدى دافوس». وأضاف المسئول، الذى طلب «أيضا!» عدم نشر اسمه، أن اللقاء «لن يقتصر على رجال أعمال مصريين أو عرب فقط وإنما رجال أعمال دوليين». وأشار إلى أن هناك تنسيقاً يُجرى فى هذا الصدد مع مكتب لازارد الفرنسى، الذى يعمل كمستشار للحكومة والمسئول عن تنظيم القمة الاقتصادية فى مارس. هل بعد الذى جاء فى الخبر إساءة لمؤسسة الرئاسة؟! وهل يكفى أن يحذف موقع «أصوات مصرية» الخبر ويعتذر عما وصفه بمعلومات غير دقيقة، تاركاً التقرير بكل تفاصيله على العديد والعديد من المواقع دون أن يوضح أى تلك المعلومات صحيحة وأيها غير دقيق؟!