توجه الناخبون في الأقاليم التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا شرقا إلى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب سلطات تنفيذية وتشريعية للأقاليم رغم الرفض الغربي والأمريكي لها. وتجري الانتخابات في مدينتي (دونيتسك) و(لوجانسك) اللتين أعلنتا استقلالهما في أبريل الماضي وشكلتا ما يسمى بجمهورية (نوفوروسيا) أي روسيا الجديدة. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في (دونيتسك) فتح 360 مركزا للاقتراع لاستقبال أكثر من ثلاثة ملايين ناخب فيما يبلغ عدد الناخبين في (لوجانسك) نحو مليوني ناخب وتمت إقامة 100 مركز انتخابي. ويتنافس على منصب الرئاسة في (دونيتسك) ثلاثة مرشحين هم رئيس الوزراء الحالي ألكسندر زخارتشينكو والنائب الأول لرئيس البرلمان ألكسندر كوفمان والنائب يوري سيفوكونينكو فيما تتنافس حركتان سياسيتان على شغل مقاعد البرلمان البالغ عددها 50 مقعدا هما (تجمع الجمهورية) وحركة (دونباس الحر). ويخوض الانتخابات لشغل منصب الرئاسة في (لوجانسك) ثلاثة مرشحين هم القائم بأعمال الرئاسة الحالي أوليج بلوتنينسكي ورئيس اتحاد النقابات أوليج اكيموف ووزير الصحة لوريسا أيروبتيان فيما تتنافس ثلاث حركات سياسية على شغل المقاعد ال50 للبرلمان هي حركة (السلام في لوجانسك) واتحاد (لوجانسك الاقتصادي) و(الاتحاد الشعبي). وكان الناخبون بالمناطق الخاضعة لسيطرة الإنفصاليين في (دونيتسك) و(لوجانسك) قد قاطعوا الانتخابات التشريعية التي جرت في أوكرانيا يوم الأحد الماضي. وأعلنت السلطات الأوكرانية وأوروبا عدم شرعية الانتخابات التي تجري في الأقاليم الشرقية ورفضها الاعتراف بنتائجها فيما اعتبرتها واشنطن انتهاكا لاتفاقية (مينسك). ويرى المراقبون السياسيون أن هدف الانتخابات هو تشكيل سلطات شرعية تتولى قيادة السلطة في شرق أوكرانيا وخلق ورقة ضغط إضافية على كييف للإسراع في عملية البحث عن حل سياسي جدي للنزاع والتخلي عن محاولات حسم الصراع بالقوة. يذكر أن التطورات في الأقاليم الشرقية في أوكرانيا منحى خطيرا في فبراير الماضي بعد الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش حيث رفضت الأقاليم الشرقية الإعتراف بالسلطات الجديدة واتخذت موقفا مناوئا لها. وقررت السلطات الجديدة في (كييف) التصدي للحركات الإنفصالية في أبريل الماضي بعد إصدار القائم باعمال الرئاسة ألكسندر تورشينوف قرارا بتشكيل مركز لمكافحة "الإرهاب" واستخدام القوة للقضاء على الإنفصاليين وإعادة السيطرة على تلك الأقاليم. وأعلنت السلطات الميدانية في (دونيتسك) في السابع من أبريل الماضي الاستقلال وتشكيل جمهورية شعبية تبعها قرار إعلان مماثل عن قيام جمهورية (لوجانسك) الشعبية فيما أعلن الطرفان في مايو الماضي الاتحاد في جمهورية واحدة باسم (نوفوروسيا). وفشلت القوات الأوكرانية في حسم الصراع بالقوة لصالحها حيث تمكن الإنفصاليون من إحراز انتصارات ميدانية أرغمت كييف على الجنوح للسلام عبر التوقيع في إطار مجموعة الاتصال في (مينسك) على اتفاقية وقف إطلاق النار وسحب القوات وتبادل الأسرى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وكان النزاع المسلح في شرق أوكرانيا أودى بحياة 3707 أشخاص وجرح نحو 10 آلاف آخرين وتشريد مليون شخص من مدنهم ومنازلهم فضلا عن الدمار الكبير في البنية التحتية في المدن والبلدات في شرق أوكرانيا.