عصام شحاتة واحد منهم شعر بما يعانون من الم وبما يمرون به من صعاب في معترك الحياة وعلم أن العزلة هي مرضهم العضال وأنه وإن كان قد قاوم ونجح في حياته فهناك من خلفه آلاف إبتلعتهم تلك العزلة ففكر في إنشاء كيان يهتم بهم ويدافع عنهم ويكون متنفسا لهم فكانت جمعية رعاية الأقزام بالأسكندرية التى تعد أول كيان لرعاية الأقزام في مصر. يقول عصام شحاتة رئيس جمعية رعاية الأقزام بالإسكندرية: فكرت فى إنشاء كيان للأقزام يهتم بهم ويدافع عنهم عندما كنت في الكويت حيث كنت اعمل في مطعم "عالم الأقزام" وهو مخصص للأقزام وكان يأتيه الأقزام من مختلف أنحاء العالم العربي خلال فترات أجازاتهم وكانوا يستمتعون بوجودهم فيه فأدركت أهمية ذلك وقررت أن أنشيء لهم كيانا يرعاهم في مصر وأنشأنا هذه الجمعية في 2012. ويضيف عصام شحاتة الأقزام طوال عمرهم مهمشون وفي عزلة عن المجتمع خوفا من الاستهزاء بهم والسخرية منهم.. مشيرا إلى أن اهم أهداف الجمعية هي رعاية وخدمة الأقزام في مجال الصحة والتعليم وكذلك مجالات العلم والثقافة وفي المجال الرياضي أيضا حيث ابرمنا بروتوكول تعاون مع مديرية الشباب والرياضة بالإسكندرية يسمح لأطفالنا بممارسة الرياضة بنادي سموحة مجانا. وتابع.. نعمل من خلال الجمعية علي توفير فرص عمل للأقزام وقد توجهنا لمديرية القوي العاملة لتوظيف الأقزام ولكنهم للأسف يوفرون لنا أعمالا بالقطاع الخاص ونحن لا نريد ذلك لأن هذه الأعمال لا تتناسب مع ظروف الأقزام وقدراتهم مثل العمل بالمخازن مثلا وهم لا يقدرون علي ذلك.. ونحن نناشد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب والرئيس عبدالفتاح السيسي بتوفير فرص عمل مناسبة للأقزام. وأضاف عصام: قامت الجمعية بجهد كبير من أجل أن يتضمن الدستور الجديد مادة تضمن الحفاظ علي حقوق الأقزام ورعايتهم وقد نجحنا وتم إدراجنا في المادة 81 من الدستور والتي تنص علي أن " تلتزم الدولة برعاية ذوي الإحتياجات الخاصة والأقزام" بما يعني أن للأقزام نفس حقوق المعاقين ونحن ننتظر بشغف مجلس الشعب الجديد حتي يتم تفعيل هذه المادة في صورة قوانين تطبق علي الأرض حتي يجني الأقزام ثمارها ويشعرون بأنهم جزء من هذا الوطن.. مشيرا إلى أن هذه المادة ستتيح للأقزام الحصول علي شهادة ال5% التي تتيح لهم استخراج كارنيه التأهيل المهني وكارنيه المواصلات وفي نفس الوقت تتيح لهم التعيين في الوظائف الحكومية. وأكد شحاتة أنه في إطار رغبة الجمعية في رعاية الأقزام في جميع أنحاء مصر فقد تم إنشاء فروع للجمعية في 6 محافظات هي البحيرة والمنيا والقاهرة وبورسعيد والإسماعيلية بالإضافة إلي مقر الجمعية الأم بالإسكندرية. وقال عصام: الجمعية تقوم علي الجهود الذاتية ولا تحصل علي تمويل من أحد سواء رجال أعمال أو الدولة وحينما طلبنا الدعم من وزارة الشئون الاجتماعية اشترطوا مرور ثلاث سنوات علي إنشاء الجمعية ولم يمض علينا سوي عامين فقط . وأضاف عصام أن الجمعية تقوم بنشاطات عدة لمحاولة تغيير نظرة المجتمع الي الأقزام وطريقة تعامله معهم ومن أمثلة ذلك حملة "هنغير الواقع" التي نفذتها الجمعية من خلال مجموعة من طلاب المدارس والجامعات بالنزول إلي الشارع وتوعية الناس بمشاكل الأقزام في مصر باعتبارهم بشر عاديون مثلهم وحثهم علي عدم السخرية منهم ونأمل أن تغير مثل هذه الحملات من نظرة الناس الي الأقزام وترفع الظلم الواقع عليهم من المجتمع. وطالب عصام بتفعيل المادة 81 من الدستور لكي يستفيد بها 75 ألف قزم علي مستوي الجمهورية.. مضيفا.. نحن لا نفهم لماذا الإصرار علي ربط تفعيل المادة بوجود مجلس النواب فهناك كثير من مواد الدستور فُعلت قبل مجيء مجلس النواب ونحن نطالب بتفعيل هذه المادة من خلال قرار لمجلس الوزراء أو رئيس الجمهورية لأننا في أمس الحاجة لتفعيل هذه المادة التى تتيح لنا التعيين. وطالب عصام أيضا بتفعيل ال5% لتعيين الاقزام ونطالب بإعلام مديريات الشئون الصحية أو مديريات القوي العاملة أو مديريات التضامن الإجتماعي بإصدار شهادة ال5% للأقزام في حالة تفعيل المادة 81وإذا لم تكن الدولة قادرة علي تفعيلها الأن فليعطونا كارنيه التأهيل المهني لنستقل به المواصلات وندخل به الحدائق والمتنزهات. وأضاف أن من حق الأقزام وجود ممثل عنهم في مجلس الشعب يطرح مطالبهم ولن يتحقق ذلك إلا بالتعيين لأن الأقزام لا يوجد منهم من لديه القدرة علي الإنفاق علي الإنتخابات. وتابع عصام.. نطالب بإتاحة سيارات المعاقين لنا لأن قانون السيارات يتيحها لمن طوله أقل من100سم فقط في حين أن تعريف الأقزام في القانون هو من أقل من 135سم فلماذا هذا التناقض الذي يحرمنا من حقوقنا؟. وناشد عصام وزارة التربية والتعليم بوضع إرشادات في نهاية الكتاب المدرسي تحث علي تحسين نظرة المجتمع للأقزام.. مشيرا إلى أن علي الفنانون أيضا أن يتوقفوا عن السخرية منا وتقديمنا دائما في قالب مهين وأن يتصدوا لمناقشة مشاكلنا بموضوعية كفئة من هذا المجتمع فأطفالنا يعودون كل يوم مهانيين بسبب شيء ليس بأيديهم إنما هو شيء خلقهم الله به من بين عباده فبأي ذنب وأي جريمة ارتكبوها.