قال جنرال إسرائيلي إن بلاده أطلقت قذائف مدفعية على غزة أثناء القتال الشهر الماضي يفوق خمس مرات القذائف التي أطلقتها في حرب 2008-2009 لكنها لم تستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل هذه المرة. مقدرا عدد القذائف بحوالي نصف القذائف المدفعية التي أطلقتها قواته على غزة منذ الثامن من يولية وعددها 34 ألفا وكذلك مئات صواريخ تموز وهي صواريخ أرض- أرض موجهة بكاميرات. وتعرضت إسرائيل لانتقادات العام الماضي من قبل جماعات حقوق الإنسان بعد الحرب السابقة لأنها عرضت المدنيين لخطر الحرق بقصف القطاع المكتظ بالسكان بالفوسفور الأبيض لعمل سحب من الدخان. وقالت إسرائيل العام الماضي إنها تتخلص تدريجيا من هذه القذائف. وقال البريجادير جنرال روي ريفتين قائد سلاح المدفعية إنه خلال الحرب التي اندلعت في الثامن من تموز فإن أفراد قوات المدفعية الإسرائيلية استخدموا فقط أثناء تقدمهم قذائف "الدخان الرمادي" إم 116 محلية الصنع التي لا تحتوي على أي فوسفور أبيض. وقال في مقابلة في مقر قيادة القوات البرية في جنوب إسرائيل "من المؤكد أن قذائف سحب الدخان التي تحتوي على الفوسفور الأبيض لم تستخدم. فرضنا هذا بطريقة صارمة". ورغم أن إسرائيل وجهت اللوم لضابطين كبيرين بالجيش بسبب هجوم في عام 2009 قرب مقر للأمم المتحدة في قطاع غزة استخدم فيه قذائف سحب الدخان قال ريفتين إنه لا يوجد قيد قانوني على استخدام الفوسفور الأبيض. وتعتزم قواته الاحتفاظ بقذائف إم 825 أمريكية الصنع التي تحتوي على المكون الكيميائي الحارق بصورة مقلصة. وقال ريفتين إنه يجري تجنب استخدام الفوسفور الأبيض في الوقت الحالي أساسا لأن "شكله سيئ في الصور" - في إشارة إلى السحب المميزة الشبيهة بالاخطبوط التي تشكلها القذائف وزخات الجمر القاتلة الناجمة عن ذلك التي تغطي المناطق المدنية. وقال "عندما يكون هناك بديل يستخدم البديل. وإنني مقتنع بأنه إذا لم يكن هناك بديل فلن تكون هناك مشكلة" في استخدام الفوسفور الأبيض مرة أخرى. وقال ريفتين إنه نظرا لأن الدخان الناجم عن قذائف إم 116 تتلاشى بسرعة أكبر من دخان الفوسفور الأبيض فإنه كان يتعين استخدام المزيد منها. وفي المقابل لم يستخدم سوى سبعة آلاف قذيفة فقط في قطاع غزة في حرب 2008-2009. وقال ريفتين إن ذلك استدعى استخدام قذائف أثقل شديدة الانفجار في القتال الحالي لزحزحة المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا متمترسين بشكل أكثر فاعلية وقتلوا 64 جنديا إسرائيليا في القتال في المناطق الحضرية رغم تفوق إسرائيل في السلاح. وأكد ريفتين أنه في الحالتين وكذلك في حالة ثالثة أبلغ فيها رجال المشاة أن المقاتلين الفلسطينيين يحاصرونهم من جانبين كثفت قواته وابل القذائف لتغطية إجلاء القتلى والجرحى الإسرائيليين وفي محاولة لمنع حماس من أخذ الأسرى بعيدا. وأضاف "فعلنا ما يلزم في الأماكن التي تعين علينا أن نحمي قواتنا فيها لأنهم كانوا معرضين لخطر كبير".