يرأس كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس ولا يتحرك جندى إلا بأمره قوات الإحتلال أطلقت عليه لقب "رأس الأفعي" وفشلت في القبض عليه منذ 20 عاما رفض المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار بين الجانبين أملا في الحصول على مكاسب جديدة للحركة تعرض ل 4 محاولات اغتيال قتل خلالها العشرات بينما نجا هو في جميعها لكنه تعرض لإصابات خطيرة أفقدته بعض أطرافه من يقود الحرب ضد إسرائيل ؟ قد يكون هذا هو السؤال الأكثر إلحاحا هذه الأيام ،والإجابة عنه أنه في حين أن إسماعيل هنية يقود حركة حماس سياسيا إلا أن الجميع يأتمر بأمر محمد دياب المصري الملقب ب "محمد الضيف " قائد كتائب القسام المطلوب من قوات الإحتلال منذ ما يزيد على عشرين عاما ،وهو الذي يقود الحرب حاليا ضد إسرائيل باعتباره قائد الجناح العسكري للحركة, ووفقا لتقارير إعلامية فإن "الضيف" يقود العمليات العسكرية المقاومة لإسرائيل ،حيث يقود مجموعة من قيادات القسام المعدودة على الأيدي والتي تتواصل معه بصفة شخصية . وأوضحت التقارير أن "الضيف" يتواصل مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الآونة الأخيرة بصفة دائمة ولا تعجبه سلوك "مشعل وهنية" في الأشهر الأخيرة, كما أنه خسر أكبر حليف وصديق له وهو نائبه أحمد الجعبري الذي اغتيل بداية عملية عامود السحاب عام 2012 حيث كانا لا يفارقا بعضهما البعض من حيث المواقف في مختلف القضايا بجانب ذلك يعد مروان عيسى القيادي في كتائب القسام ونائب محمد الضيف هو من يحرك كل الكتائب بأوامر من الضيف نفسه واتهمت التقارير الإعلامية "الضيف" الذي يبلغ من العمر 50 عاما بعرقلة جهود مصر في التوصل لاتفاق تهدئة جديد بسبب تشدده ورفضه للوساطة المصرية لأنه يريد حلولا جذرية لكثير من القضايا التي تطالب بها حماس ويعتقد أن المفاوضات المطروحة حول التهدئة فرصة لتحقيق هذه المطالب حتى ولو تأخرت التهدئة على حساب استمرار القصف. وحول حياته الشخصية فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أنه متزوج وله أبناء لكن هناك غموض كبير يكتنف حياة هذه العائلة غير المعروفة تفاصيلها ومسمياتها. ووفقا للمعلومات تطلق إسرائيل على الضيف لقب "رأس الأفعى" ولم يطلق هذا اللقب الإسرائيلي من فراغ، فقد تمكنت أجهزة الأمن منذ بداية تشكيل الجهاز العسكري لحماس نهاية الثمانينيات من القرن الماضي من تصفية واعتقال غالبية رجال حركة المقاومة، ولكن لم تستطع فعل ذلك معه،حيث حاولت عشرات المرات اغتياله، وبالفعل تعرض لأربع محاولات اغتيال معروفة، قتل خلالها العشرات، بينما نجا هو في جميعها، وفي آخرها تعرض لإصابات خطيرة، فقد فيها بعض أطرافه، وأصبح قعيداً على كرسي متحرك، فضلا عن تعرضه لمشكلات في السمع ،لكن كل هذه الإصابات لم تمنعه من استئناف دوره ، وظل الرجل الأول في القسام، وفي حماس ككل، ووفقا لمصادر داخل الحركة، فإن الضيف ابتعد لفترة بشكل نسبي في السنوات الماضية، لصالح تلميذه أحمد الجعبري، الذي بات القائد الفعلي للقسام لعدة سنوات، قبل أن تغتاله إسرائيل عام 2012. وبعد اغتيال الجعبري عاد الضيف للواجهة، وتولى من جديد مهمة قيادة كتائب القسام، من مكان لا يعلمه سوى قلة قليلة، وتعجز إسرائيل منذ سنوات عن تحديده، رغم ما تمتلكه من تقنيات فائقة، ومن استخبارات قوية، وعملاء ينتشرون في قطاع غزة بشكل لا يخفى على أحد. ومع كل الشهرة التي يحظى بها الضيف، والمكانة الرفيعة له في حماس، فإن العامة في فلسطين لا يعرفون شكله الحقيقي، حيث تعود آخر صورة له إلى ما قبل 20 عاماً، ليصبح بالنسبة للكثيرين مثالا للقدرة على التخفي والعمل بعيداً عن الأضواء رغم الخطر الذي يحيط به من كل جانب. وتفسر الصحف الإسرائيلية دائماً الفشل في الوصول إليه بتمتعه بقدرة بقاء غير عادية، وحرصه الشديد على الابتعاد عن الأنظار، إلى جانب ما يتحلى به من صفات قيادية مؤثرة يستطيع من خلالها انتقاء رجاله بدقة وبطريقة يصعب اختراقها. ولِد الضيف عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة أجبرت بفعل إرهاب القمع الإسرائيلي على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطينالمحتلة ؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة واضطرته هذه الظروف الصعبة خلال دراسته إلى محاولة إقامة مشروعات كي ينفق على نفسه، حيث أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم قام باستصدار رخصة قيادة سيارات كي يعمل سائقا ليساعد أسرته وينفق على نفسه، إلا أن مطاردته من قبل قوات الاحتلال لم تسمح له بالعمل في مهن أخرى؛ لتحقيق أحلامه الشخصية وعرف الضيف طريق المساجد مبكرا، وشكلت مساجد بلال بن رباح، والإمام الشافعي، والرحمة المحاور الثلاثة التي صقلت شخصيته حتى بات من قيادات العمل الإسلامي والنشاط الدعوي ،ليصبح فيما بعد خلال دراسته الجامعية من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة. وانضم الضيف إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين التي انطلقت من رحمها حركة حماس نهاية عام 1987 وكانت جماعة الإخوان وقتها تركز في عملها على الدعوة الإسلامية والتربية، حيث إنها لم تكن قد اتخذت قرارها بعد بالانخراط في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال , ومثلما برع الضيف في العمل العسكري لاحقا، برع وقتها في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي والإغاثي وحتى الفني، حيث يصفه كل من عرفه في تلك الفترة أنه كان "شعلة نشاط" وساهم الضيف في إنشاء أولى الفرق الفنية الإسلامية في خان يونس، وتدعى "العائدون" والتي كانت تقدم المسرحيات الهادفة وكذلك الأناشيد الإسلامية, واشتهر بلقبه الحالي وهو "أبو خالد" من خلال دوره التمثيلي في إحدى هذه المسرحيات، وهي مسرحية المهرج، وكان يلعب فيها دور "أبو خالد" وهي شخصية تاريخية عاشت خلال الفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي وأدت شهرة المسرحية التي كانت قد عرضت في قطاع غزة والضفة الغربية، وفلسطينالمحتلة عام 1948 إلى اشتهار الضيف بهذا اللقب أبو خالد حتى الآن , بجانب ذلك كان الضيف مسئولا عن اللجنة الفنية خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها عام 1988 بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم وفي عام 1989 اعتقله الجيش الإسرائيلي بسبب نشاطه في الجهاز العسكري لحماس، التي كانت حينها مجرد تنظيم صغير لا يملك عناصره سوى الحجارة والمقلاع، واعتقاله تم مع مجموعة شملت مؤسس حماس الشهيد أحمد ياسين، ثم أُطلق سراحه بعد عام ونصف, بعد خروجه من السجن، كانت كتائب عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري لحركة حماس، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها جنبا إلى جنب مع الشهيد ياسر النمروطي وإبراهيم وادي وغيرهما من الرعيل الأول من قادة القسام الذين ماتوا شهداء أو ما زالوا ينتظرون في معتقلات الاحتلال أو في الشتات , كماعرف عنه أنه كثير الحظر حيث ظل مجهولا كناشط عسكري إلى أن اندلعت الخلافات عام 1992بين حركتي حماس وفتح بسبب اتفاقات السلام ،ولكنه كان يرفض توجيه السلاح لعناصر فتح مؤكدا أن سلاحه لا يوجه إلا للأعداء , منذ تلك اللحظات بدأت رحلة الضيف مع المطاردة الإسرائيلية، واستطاع خلالها بعقليته الفذة وملكاته القيادية التغلب على واحد من أقوى أجهزة مخابرات العالم والنجاح في الإفلات من محاولات الاعتقال والاختطاف والاغتيال،كما نجح في كسر الحصار حوله وتوجيه العديد من الضربات التي شكلت لطمات قوية للاحتلال ومخابراته وتعترف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أنها بذلت جهودا مضنية في مطاردة الضيف الذي أعلن اسمه مرارا كمطلوب رقم واحد، وعد بين أخطر المطلوبين من رجال المقاومة،ووفقا للتقارير فإن الموساد الإسرائيلي لديه ملف مكون من آلاف الأوراق يتضمن صفاته الشكلية بدقه والأماكن المحتمل تواجده فيها أملا في العثور عليه وتشير مصادر إسرائيلية إليه باعتباره المسئول المباشر عن تنفيذ وتخطيط سلسلة عمليات نفذها الجناح العسكري لحماس أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين، إلا أن أخطر التهم الموجهة إليه هي إشرافه وتخطيطه لسلسلة عمليات الانتقام لاغتيال إسرائيل ليحيى عياش التي أدت لمقتل نحو 50 إسرائيليا بداية عام 1996 ونفذها الأسير حسن سلامة، وتخطيطه كذلك لأسر وقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة في منتصف التسعينيات وحاولت المخابرات الإسرائيلية التفاوض مع المسئولين الفلسطينيين لتسليمه في مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى والسماح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على مدينة القدس وبالفعل تم اعتقاله ودخل السجن في بداية شهر مايو عام 2000 ، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية الانتفاضة الثانية، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم.