الرئيس يستقبل قادة مجلس العموم البريطانى.. وتسريبات حول تسليم 143 من قادة الجماعة ما الدور الخفى لرئيس الوزراء الأسبق تونى بلير فى تنظيم الإخوان؟!.. سؤال قد يبدو صعباً، لكن التفاصيل التى حصلت عليها «الموجز» قبل ساعات من صدور تقرير مجلس العموم البريطانى حول الموقف من جماعة الإخوان فى إنجلترا تكشف الكثير من الأسرار والتفاصيل المثيرة، بدأت تحركات التنظيم الدولى على أوسع نطاق داخل العاصمة البريطانية فى محاولة أخيرة للبقاء بعد أن ضاق الحصار حولهم فى عدد من دول العالم إلى جانب الدول العربية بالطبع. فى البداية فإن جماعة الإخوان تم وضعها تحت المراقبة حسب طلب ديفيد كاميرون منذ شهور والذى طالب بفتح ملفاتهم ومتابعة نشاطاتهم وحصر أعمالهم وتحركات قادتهم، وفى هذا السياق تم جمع المعلومات ولم يتبق سوى إصدار تقرير نهائى بالموقف من التنظيم وعناصره ومدى خطورتهم على بريطانيا، وخلال الساعات الأخيرة تم عقد جلسة استماع دعا إليها مجلس العموم البريطانى لمناقشة أفكار الإخوان ومدى علاقتهم بالإرهاب، وشن قيادات التنظيم الدولى للإخوان، هجومًا عنيفًا ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث أكدوا أنهم مستمرون فى مقاضاة السيسى أمام المحكمة الأفريقية، لارتكابه ما وصفوه ب«انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر»، وأوضحوا أنهم قاموا بتكليف محامٍ بريطانى بهذا الأمر.. وقال إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان والمتحدث باسمه فى أوروبا، فى كلمته أمام جلسة الاستماع: إن الجماعة ملتزمة بالسلمية رغم الانتهاكات التى تتعرض لها من قبل الداخلية فى مصر. أما رونالد ديكسون، عضو الفريق القانونى لحزب «الحرية والعدالة» بإنجلترا، فأكد أن جماعة الإخوان بصدد إقامة دعوى قضائية ضد النظام الحاكم فى مصر أمام المحكمة الأفريقية، موضحاً أنها قدمت بالفعل بلاغات لهيئات تحقيق وطنية فى عدة دول بينها بريطانيا، وقالت دباريرا زواتر أحد المتحدثين بجلسة اجتماع مجلس العموم البريطانى إن جماعة الإخوان تتميز بأن لها هيكلاً تنظيمياً منظماً، ولها قاعدة شعبية تمتد لكافة الأعمال المجتمعية والدعوية والتربوية، وشنت هجوما عنيفا ضد مصر ورئيسها وسط تصفيق قيادات الجماعة!! ووصف «جون سبتيو»، أستاذ الدراسات بجامعة «جورج تاون» الأمريكية، جماعة «الإخوان المسلمين» بأكبر قوى المعارضة المصرية. وأضاف «سبيتو»: «إن الإخوان طوال عهدهم لم يمارسوا العنف»، مدللًا على ذلك بنقد زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهرى لهم، لسياساتهم السلمية فى الحكم،وشارك فى الجلسة إبراهيم منير، أمين التنظيم، والدكتور عمرو دراج، وعبدالموجود الدرديرى، القياديان بحزب «الحرية والعدالة»، ومنى القزاز، المتحدثة باسم إخوان لندن، والطيب على محامى الإخوان فى بريطانيا. عزام التميمى القيادى بالتنظيم الدولى، قال: إنه يتوقع ألا تدين التحقيقات البريطانية الإخوان، الأمر الذى يُضعف موقف السعودية ضد التنظيم، واعترف بوجود تنظيم دولى للإخوان، ووصفه بأنه عبارة عن مجلس يضم ممثلين للأقطار يجتمعون عند الضرورة، لتنسيق المواقف وتقديم العون والمشورة. جون جينكينز؛ رئيس اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق فى جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، أوشك على الانتهاء من إعداد التقرير الذى كلفه به ديفيد كاميرون؛ رئيس الحكومة البريطانية، عن الجماعة وتقديمه للحكومة قبل نهاية شهر يونيو، هرول قادة التنظيم الدولى إلى العاصمة البريطانية لندن وقدموا طلبات عاجلة لجينكينز للمطالبة بلقائه قبل تقديم تقريره عن الجماعة، وأكد قادة التنظيم الدولى أن لديهم وثائق ومستندات تبرئ ساحتهم من جرائم الإرهاب التى شهدتها مصر طوال العام الماضى ومنذ عزل محمد مرسى من السلطة وحتى الآن، وأشاروا فى رسالتهم لرئيس لجنة التحقيق البريطانية أن لديهم وثائق تبرئهم من أى جرائم إرهابية ارتكبتها تنظيمات إسلامية فى الدول العربية والإسلامية أو أى مكان فى العالم. وسط هذا التصعيد الإخوانى بدأ مكتب النائب العام، المستشار هشام بركات فى التحرك حيث أرسل ملفا عبر وزارة الخارجية المصرية إلى جون جينكيز رئيس هيئة التحقيق يتضمن أسماء 143 قياديا فى الجماعة، يطالب جهاز «الانتربول» الدولى باعتقالهم وتسليمهم لمصر باعتبارهم «إرهابيين». الملف، الذى أرسلته السلطات المصرية للجانب البريطانى، تضمن توثيقا ل«ثورة 30 يونيو وانتفاضة المصريين، وإسقاط حكم وهيمنة جماعة الإخوان»، وفيديوهات توضح جرائم الإخوان وتسجيلات تتضمن قتل الأبرياء وقائمة بأنواع الأسلحة التى كان يستخدمها الإخوان فى حربهم ضد المصريين. وأوضح الملف أن جماعة «الإخوان المسلمين» لها علاقات بالحركات والجماعات «الإرهابية» مثل تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وتنظيم «القاعدة» و«أنصار بيت المقدس». وفى خلفية هذه الأحداث المتصاعدة تم الكشف عن الدور الخفى لتونى بلير فى المعركة ضد مصر ورئيسها، حيث كشفت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية عن أن مؤسسة تونى بلير الدينية التى تأسست عام 2008 وتهدف إلى مكافحة التطرف لديها اثنان من كبار المستشارين على صلة وثيقة بالإخوان المسلمين، الأول هو الدكتور إسماعيل خضر الشطى، والثانى هو المفتى السابق للبوسنة والهرسك مصطفى سيريتش الذى تربطه صلات بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وجاء هذا الاكتشاف ليوضح طبيعة الصراع وكيفية محاولة التنظيم التحريض ضد مصر باستخدام الأموال والنفوذ واستخدام منظمات سياسية أيضاً، ولاشك أن تونى بلير يهدف هو الآخر إلى الظهور من جديد بعد تراجع شعبيته بشكل كبير حتى ولو كان على حساب الحقائق، لكن الشعب البريطانى لن يغفر له مساندته لجماعات الإرهاب، ولقد جاء تقرير «هيئة الجمعيات الخيرية البريطانية» ليمثل ضربة موجعة لبلير وأنصاره من الإرهابيين حيث رصدت الهيئة أنشطة مشبوهة لبعض الجمعيات الخيرية الإخوانية فى بريطانيا، ومنها إرسال أموال إلى مسلحين فى سوريا، وبعض الجماعات والتنظيمات المسلحة فى اليمن ومصر، والتى زادت خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث ذكر التقرير الذى تسلمته اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان، أن نشاط تلك الجمعيات ظل بعيدًا عن أى مراقبة ذاتية من أعضاء تلك الكيانات، وأيضًا عدم وجود مراقبة فعلية مؤثرة من الحكومة البريطانية. تقرير هيئة الجمعيات الخيرية البريطانية، أوضح أن هذه الجمعيات وعلى رأسها «قرطبة» و«جمعية الجالية المصرية فى المملكة المتحدة» و«مصريين من أجل الديمقراطية» و«المجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث»، كانت لها أنشطة إغاثة فى باكستان وأفغانستان واليمن والصومال وغزة، إلا أن جانبًا من هذه الأنشطة اتجه لدعم مقاتلى حركة حماس، ومقاتلى شباب الصومال ومسلحين فى باكستان وأفغانستان، ولكن لا توجد تقارير مؤكدة حول دعم أنشطة تنظيم «القاعدة». التنظيم الدولى أرسل تعليمات لشباب الجماعة بعدم السفر إلى بريطانيا لحين انتهاء لجنة التحقيق من عملها، لمنع إثارة أى شكوك حولهم، وأن يتجه شباب الإخوان إلى دول أخرى ومنها النمسا وهولندا، فيما قرر التنظيم الدولى أيضًا خلال اجتماع مصغر عقد مؤخرًا فى جنيف برعاية يوسف ندا عضو التنظيم ومسئول العلاقات الدولية، تفويض لجنة ثلاثية مصغرة تضم راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية وعضو مكتب الإرشاد العالمى، وإبراهيم منير أمين عام التنظيم، ويوسف ندا، تتولى اتخاذ القرارات السريعة والعاجلة لإدارة التنظيم دون الحاجة لعقد اجتماعات موسعة. فى حالة صدور التقرير البريطانى بالإدانة لجماعة الإخوان سيكون بمثابة النهاية للتنظيم فى دول العالم، وسيصبح مطاردًا ومجرَّمًا فى أكثر من 88 دولة تتواجد بها فروع للتنظيم. كل ما يحدث فى بريطانيا قد يتحول خلال ساعات إلى كارثة على رأس قادة الجماعة الإرهابية حيث وصل إلى القاهرة -صباح السبت- وفد رفيع المستوى من مجلس العموم البريطانى يضم 20 فرداً برئاسة النائب دافيد أنتونى، على متن الخطوط الجوية المصرية وذلك لمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتقديم التهنئة على فوزه فى الانتخابات الرئاسية وهناك تسريبات حول اتفاق الجانبين على تسليم 143 من قادة الجماعة والذين طالبت مصر بتسليمهم إليها لارتكابهم جرائم إرهابية. تنظيم الإخوان زعم أن المجلس جاء إلى القاهرة لتهنئة السيسى بتنصيبه رئيسا للجمهورية، وأنه حمل معه أيضاً مبادرة مصالحة وطنية لإعادة الإخوان إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد الاعتراف بشرعية المشير وإشراكهم فى الحكومة القادمة والبرلمان، وهذه أوهام الجماعة التى ضاق الحصار حولها وتنتظر شهادة الوفاة الرسمية على يد الرئيس السيسى الذى سيوضح للوفد البريطانى حقيقة أكاذيبهم.