أكد الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ الأمراض الصدرية ووزير الصحة الأسبق ضرورة التزام المسافرون لأداء العمرة أو الحج بالحصول علي تطعيمات ضد الأنفلونزا الموسمية وضد الالتهاب السحائي ناصحا في الوقت نفسه الفريق الطبي المتعامل مع مرضي مصابون بالأنفلونزا بتوخي الحذر وإتباع الإجراءات الوقاية لتجنب إصابتهم بفيروس كورونا، مؤكدا عدم وجود تطعيم أو مصل ضد الكورونا حتي الآن لكن وسائل الشفاء من المرض ممكنة طالما تم اكتشافها مبكرا وتم تشخيصها وإعطاء المريض الأدوية المناسبة، وقال تاج الدين خلال حوارنا معه أن كبار السن والمصابون بأمراض صدرية مزمنة والأطفال والحوامل والمرضعات أكثر عرضة للإصابة بالمرض ولذا يجب عليهم تجنب سبل انتقال الفيروسات والتعامل بحرص مع أعراض المرض إن ظهر عليهم.. فإلي الحوار.. بداية ما هو فيروس كورونا؟ فيروس كورونا هو أحد الأنواع التي تسبب الإصابة بأعراض الجهاز التنفسي العلوي وهذه الأعراض تتشابه في معظمها وتسبب تقريبا نفس الأعراض التي تنتج عن فيروس الأنفلونزا، ومن المعروف أن فيروس الأنفلونزا بأنواعه المختلفة يؤدي إلي إصابة الجهاز التنفسي العلوي بأعراض تنفسية قد تكون في صورة رشح أو عطس أو احتقان أو التهاب في الحلق وفي بعض الأحيان يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة وفي بعض الأحيان الأخري تكون هناك أعراض عامة تصيب الجسم ويشعر المريض بآلام عامة في الجسم أو ما يمكن وصفه بشعور ب"تكسير في العظام" ووهن أو ضعف عام وهذه هي الأعراض السائدة في معظم الإصابات بالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية ومنها أيضا فيروس كورونا وفي بعض الأحيان الأخري يحدث التهاب أو مضاعفات في الجهاز التنفسي العلوي مثل التهاب القصبة الهوائية أو التهاب الشعب الهوائية أو في بعض الأحيان تحدث التهابات رئوية. ومتي يصل المريض لمرحلة الخطورة أثناء إصابته بفيروس كورونا؟ الخطورة تبدأ عادة حين يصاب المريض بالتهابات رئوية ففي هذه الحالة المريض قد يحتاج علاج مكثف سواء في المنزل في بعض الأحيان أو قد يحتاج إلي دخول المستشفي ونسبة من هذه الحالات قد تؤدي إلي التهابات رئوية حادة وشديدة مما ينتج عنه فشل في وظائف التنفس ويحتاج معه المريض لتنفس صناعي وهذه هي نسبة الخطورة العالية التي قد تؤدي إلي الوفاة في بعض الأحيان بفيروس كورونا الحالي وهو أحد أسباب الإصابة بأعراض تشابه الأنفلونزا إنما كطبيعة فيروسات الجهاز التنفسي قد يحدث تغير أو تحور في هذه الفيروسات بحيث أن الإصابة به تكون شديدة وتصل إلي أن الجسم البشري مناعته في هذه الحالة لا تكون مستعدة للدفاع عن نفسها ضد هذا الشكل الجديد أو ضد هذا الفيروس الجديد وهذا ما حدث عام 2003 في جنوب شرق آسيا عندما تحور الفيروس هناك وسبب الالتهابات الرئوية الحادة التي سميت في هذا الوقت "سارس" وهذه المرة هذا الشكل الجديد بدأ في الجزيرة العربية وأدي إلي متلازمة جديدة شبيهة بال"سارس" وسميت متلازمة الشرق الأوسط الناتجة عن فيروس كورونا الجديد. وما هي أهم أعراض الإصابة بالكورونا؟ أعراضه متشابهة تماما مع أعراض الأنفلونزا لكن قد يكون في بعض الأحيان التهابات في الجهاز الهضمي ينتج عنها إسهال أو مشاكل في الكلي وفي بعض الأحيان تؤدي إلي التهابات حادة والتي ينتج عنها الفشل التنفسي بصرف النظر عن كورونا أو أي أنواع أخري إذا أصيب المريض بالتهابات جهاز تنفسي حادة وشديدة وينتج عنها فشل تنفسي وفي هذا الحالة تكون نسبة الوفيات عالية تتراوح بين 30 إلي 40 % . وما هي طرق الوقاية من الفيروس؟ هي نفس طرق الوقاية من الفيروسات الأخري لأنه في هذه الحالة تنتشر العدوي عن طريق زفير مريض مصاب لأنه في الأساس فيروس يصيب الجهاز التنفسي ففي هذه الحالة المصدر والفيروس منقول عن طريق الجهاز التنفسي من إنسان مصاب عن طريق الرذاذ أو العطس أو السعال ينتقل الفيروس إلي إنسان آخر وأيضا لوحظ في هذه المرة أن الفريق الصحي المتعامل مع المرضي إذا لم يتبعوا الإجراءات الوقائية الهامة والبسيطة جدا قد ينتقل إليهم العدوي لأنه وجد هذه المرة أن هناك ارتفاع في نسبة إصابة الفريق الطبي في الجزيرة العربية بهذا الفيروس. وما هي الإجراءات التي يتبعها أعضاء الفريق الطبي لحماية أنفسهم من الإصابة بالعدوي؟ الوقاية تأتي عن طريق عدم ملامسة أغراض المريض والتي قد تكون محملة بالفيروس وارتداء "ماسك" أو كمامة وحماية نفسه من التعرض للعطس أو الرشح الصادر عن المريض المصاب بفيروس كورونا. ما الفرق بين فيروس كورونا وفيروس أنفلونزا الطيور أو الخنازير الذي انتشر بمصر خلال السنوات الماضية؟ جميعهم فيروسات لكن فيروس أنفلونزا الخنازير بدأ بإصابة الخنازير ثم وصل للطيور ثم تحور وأصبح شكل آخر وهو ما نطلق عليه H1N1 ففيروس أنفلونزا الخنازير نوع من أنواع الأنفلونزا العادية A ونوعه H1N1 لكن الكورونا صنف آخر من الفيروسات. وما هي طرق العلاج لفيروس كورونا؟ عندما تكون أعراض أنفلونزا مصحوبة بعطس أو رشح يوصي يتناول أدوية تقلل من الأعراض التي يشكو منها المريض ومنها أدويه "انتي هيستامين"، وإذا كان يعاني من ارتفاع في الحرارة أو تكسير في الجسم أو آلام ينصح بتناول "الباراسيتامول". هل يوجد مصل يعالج فيروس كورونا بشكل نهائي؟ حاليا لا يوجد دواء متخصص لعلاج هذا الفيروس، لكن من ناحية أخري عندما يصاب الإنسان بالمضاعفات مثل التهابات شعبية أو رئوية ففي هذه الحالة هناك علاج حسب نوع الحالة التي تصيب المريض فإذا كان مصاب مثلا بالتهاب رئوي بكتيري يتناول المضادات الحيوية المماثلة أو يتم الاستعانة بالأكسجين ويتم التعامل مع الحالة حسب الأعراض الموجودة لديه، وإذا كان هناك التهاب رئوي شديد وأدي إلي فشل تنفسي ففي هذه الحالة نضع المريض علي جهاز تنفس صناعي ويتم التعامل معه في هذه الحالة علي أنها حالة فشل تنفسي بصرف النظر عن نوع الفيروس المسبب له. وماذا عن الوضع الصحي في مصر بالنسبة لانتشار فيروس كورونا؟ هناك حالة مؤكدة والتي أعلن عنها وقد شفيت تماما، والوضع حاليا بشكل عام هناك حالة ترقب وترصد ومتابعة وإتباع إجراءات وقائية واتخاذ استعدادات لأي ظرف طارئ لاكتشاف حالات مصابة بهذا الفيروس ما مخاطر الحج والعمرة وسط انتشار المرض؟ الحل الأمثل في مثل هذه الحالات هو إتباع كل الإجراءات الوقائية الموصوفة للحد من نقل المرض وانتشاره فهناك تعليمات منذ اكتشاف فيروس أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور وحتي الأنفلونزا العادية ننصح بها كل المعتمرين أو الأماكن الموجود بها تجمعات والنصيحة الرئيسية والأساسية هي إتباع الوسائل الوقائية للحد من نقل المرض وانتشاره، فإذا ما أصيب شخص ما بالأنفلونزا أيا كان نوعها فإذا ما استكان المريض واستراح في مكان منعزل وتناول العلاج الوقائي حسب درجة إصابته ففي هذه الحالة يستفيد ويفيد الجميع أو كما يقولوا" نضرب عصفورين بحجر " فالفائدة الأولي أننا نحد من انتشار المرض بحيث أنه لا ينتقل لشخص آخر وكذلك نقي المريض من المضاعفات التي قد تحدث له، وننصح المسافرين إلي أماكن تجمع مثل العمرة أو الحج بأن يحرصوا علي تناول تطعيم ضد الأنفلونزا العادية الموسمية وكذلك تطعيم ضد الالتهاب السحائي لأنهما أكثر الأمراض القابلة للانتشار في التجمعات. هل هناك علاقة بين التطعيم من الأنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا؟ لا علاقة بينهما، فحتي الآن لا يوجد مصل خاص بالكورونا، لكن بالطبع يوجد الآن فيروس الكورونا ويوجد كذلك فيروس الأنفلونزا العادية ولكي نقلل من إصابات أحد الأنواع والمتوافر لها مصل يجب التطعيم به حتي نقلل من نسبة الإصابة وكذلك ليحمي من هو مسافر لأداء مناسك الحج أو العمرة نفسه من الإصابة بالأنفلونزا فيجب علي كل مسافر أو مواطن عادي مقيم في بلده أن يحصل علي تطعيم الأنفلونزا الموسمية. هل هناك فئات أو أعمار أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟ هناك فئات أكثر عرضة للإصابة وأكثر عرضة لمضاعفات المرض وهذه المجموعات تشمل كبار السن والمصابون بأمراض صدرية مزمنة مثل حساسية الصدر أو الضيق الشعبي الهوائي المزمن أو ما تسمي "السدة الرئوية" أو الامفزيما أو مشاكل صدرية أخري وكذلك الأطفال الأقل من خمس سنوات والمصابون بأمراض مزمنة في القلب أو من يتناولون أدوية تقلل أو تثبط مناعة الجسم وكذلك مرضي القلب المزمنين أو المصابون بفشل في أحد أعضاء الجسم أو من قام بزرع أحد أعضاء بالجسم وكذلك الحوامل والمرضعات وكل من ينتمي لهذه المجموعات يجب إتباع الحذر والحرص أكثر حتي لا يصابوا بالمرض من ناحية أو يصابوا بالمضاعفات من ناحية أخري.