نصح محمد أحمد أستاذ علم الفيروسات في المركز القومي للبحوث بالقاهرة، الحجاج بارتداء الكمامة لتجنب الإصابة بفيروس "كورونا" الذي ظهر في السعودية قبيل موسم الحج، ولا يوجد له علاج أو أمصال حتى الآن. واضاف أن "الفيروس في حد ذاته ضعيف، لكن مشكلته أنه من العائلة التي تتحور، ومن ثم يصعب ذلك من مهمة إنتاج العلاج والأمصال بسرعة، لكن هذا الأمر ليس مستحيلاً". ونصح أحمد الحجاج بالنظافة الشخصية ووضع الكمامة على الوجه، مشيراً إلى أن ذلك هو الحل الوحيد للوقاية من الإصابة بالفيروس، وتوقع نجاح السعودية في محاصرة الفيروس قبيل موسم الحج، لأنه لم ينتشر بالشكل الكبير، فضلاً عن أن الأجواء الحارة بها لا تسمح له بالبقاء طويلاً. واكتشف الفيروس الجديد قبل نحو أسبوعين في مدينة جدة السعودية عند مريض في عقده السادس، عانى من التهاب رئوي حاد وفشل كلوي، ليتبيّن من التحاليل لاحقاً أنه مصاب بفيروس نادر من نوع "كورونا"، وأدى الفيروس لاحقاً إلى وفاته وسعودي آخر، كما نقل قطري في حالة صحية حرجة إلى أحد مستشفيات لندن، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى إطلاق تحذير عالمي بشأن هذا الفيروس. وكانت المنظمة قد أعلنت سابقاً أن الفيروس الغامض الجديد ينتمي إلى عائلة "كورونا" التي ينتمي إليها فيروس "سارس"، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن في أن السارس، عدا كونه يصيب الجهاز التنفسي، فإنه قد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء، أما الفيروس الجديد فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهابًا حادًا في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي. وعن أعراض هذا الفيروس، قال أحمد إنها تبدو مثل أعراض نزلات البرد، لكنها تتطور لدرجة تصل إلى الوفاة، بحسب كفاءة جهازه المناعي، وأوضح أن أعراض الإصابة بالفيروس الجديد تتطور إلى التهاب حاد في الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة، خاصة كبار السن، ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ويشتكون من نقص المناعة. من جانبه، دعا ماهر هاشم الجمل نائب مدير عام الحجر الصحي بالطب الوقائي في وزارة الصحة المصرية، الحجاج إلى استخدام التطعيمات ضد الأنفلونزا الموسمية المتاحة حالياً، مشيراً إلى أنها يمكن أن تجنب الإصابة بالمرض. وطالب الجمل الحجاج باتباع تعليمات الوقاية، ومن بينها غسل الأيدي باستمرار مع النظافة الشخصية، واستخدام القناع الواقي وتغييره ثلاث مرات في اليوم. ولم توص منظمة الصحة العالمية، رغم إصدارها تحذيراً عالمياً من الفيروس، بفرض قيود على السفر بسببه، لكنها قالت في بيان صحفي، إنها تعمل عن كثب مع السلطات السعودية بشأن الإجراءات الصحية خلال موسم الحج. وفي السياق ذاته، أكد طه أبو كريشة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن ارتداء الحاج للكمامة للوقاية من الفيروس الجديد، لا يفسد الحج من الناحية الشرعية، وذلك رداً على أسئلة أثيرت على مواقع التواصل الإجتماعي حول هذا الأمر، وأضاف : "لا يوجد مانع شرعي من لبسها، إذ سبق أن أجزنا أثناء انتشار أنفلونزا الخنازير إرتداء الحاج للكمامة دون أي فدية عليه، وهو ما أجمع عليه مجمع البحوث الإسلامية"، بحسب ما بثته وكالة أنباء الأناضول. ونفى أبو كريشة اعتبار الكمامة نوعاً من الغطاء الممنوع شرعاً على الحاج ارتدائه، أو المخيط المحرم ارتداؤه أثناء أداء فريضة الحج، بما يستوجب فدية على الحاج، وقال : "هي تعد مثل وضع اليد على الفم لمنع الرذاذ عند العطس وقت الزحام حتى لا يتأذى المحيطون بالشخص الذي يعطس". غير أن محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، اشترط وجود توجيه من الأطباء لإجازة ارتدائها، وقال: "يجوز لبس الكمامة إذا أكد الأطباء ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية من الجهات الطبية أو غير لك للتحصين ضد الفيروسات".