حالة من القلق والذعر تسيطر على الشارع المصري بعد عودة فيروس أنفلونزا الخنازير خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن حصد المرض أكثر من 24 حالة وفاة وتزايد أعداد المصابين به يوماً بعد يوم في مختلف المحافظات وهو ما يجعلنا نرصد في هذا التحقيق حقيقة المرض ومخاطر الإصابة به والإجراءات التي يجب اتباعها عند الإصابة. يقول الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة: ليس هناك ما يسمى بأنفلونزا الخنازير ولكن السلالة الموجودة حالياً نوع من الأنفلونزا الموسمية التي تنتقل بين البشر وليس الخنازير وليس لها علاقة بها وهي نفس السلالة السائدة في العالم كله وهي في معدلاتها الطبيعية من ناحية الإصابة بالعدوى، كما أنها نفس السلالة التي يحتويها التطعيم واللقاح الذي تم تحضيره هذا العام، بالإضافة إلى سلالتين أخريين وبالتالي ليس هناك داع للقلق والذعر الموجود حالياً على الإطلاق لأن من أخذ التطعيم فهو في مأمن ومن لم يأخذه فالسلالة هي نفسها التي كانت منتشرة العام الماضي، وبالتالي فهو ليس سلالة جديدة تسبب أعراضاً خطيرة، إلا أن الأنفلونزا بشكل عام يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات، حيث يمكن أن تسبب التهابات رئوية وفشلاً في الجهاز التنفسي، خاصة عند الأشخاص الذين لديهم حالات مرضية مزمنة مثل مرض السكر والأمراض المزمنة مثل الفشل الكبدي والكلوي والأشخاص الذين يأخذون الكورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة وكذلك الأطفال من 4 أشهر إلى 5 سنوات، والمرض ينتشر عن طريق الرذاذ ويزيد من حدة وسرعة انتشاره عدم الالتزام بالتعليمات الصحية في التعامل مع المريض مثل عدم التهوية الجيدة للمكان وعدم غسيل الأيدي والملاصقة بشكل ينقل العدوى والتقبيل وغيرها من الوسائل التي يمكن أن تزيد من سرعة انتشار العدوى، ولكن معدلات العدوى ضعيفة ليست منتشرة بشكل وبائي ونسب الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات نسب عادية، ويجب أن ننتبه إلى سرعة علاج هؤلاء الأشخاص الذين تحدث لهم أعراض من الأنفلونزا من خلال عقار التاميفلو الذي حجم الفيروس ولا يجعله ينتشر داخل الجسم ويسبب المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تسببه. وأهم النصائح التي يجب اتباعها هي غسل الأيدي واتباع الوسائل الصحية بعزل المريض في غرفة جيدة التهوية ويكون التخلص من الأشياء خلال المطهرات وعدم التقبيل وتناول الخضراوات والفواكه الطازجة لرفع المناعة مع ممارسة الرياضة، أما كبار السن والأطفال فيجب عليهم أخذ التطعيم كل سنة في شهر أكتوبر، وهم من الفئات الأكثر تعرضاً للخطورة وينبغي أن يكون هذا التطعيم روتيناً يحرص عليه الأهل وينبغي أيضاً اتباع الوسائل الصحية والتعليمات الخاصة بالتطعيم في التعامل مع المرض في المستشفيات والعيادات الخاصة وترصد المرض ومتابعة نشاطه وشراسته في الأشخاص الذين أصيبوا به ومعرفة مدى فاعلية التطعيم. ويضيف الدكتور محمد عبدالعزيز علي، استشاري الأمراض الباطنة والحميات بمستشفى حميات إمبابة: مرض أنفلونزا الخنازير هو أحد أهم أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها نوع من أنواع فيروسات الأنفلونزا التي تؤثر غالباً على الخنازير، وهذا النوع من الفيروسات يتفشى في الخنازير بصفة دورية، وحتى عام 2009 تم التعرف على ستة فيروسات لأنفلونزا الخنازير ومنهم فيروس أنفلونزا الخنازير وتبقى هذه الفيروسات منتشرة عند الخنازير طوال العام إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف والشتاء كله ومن المفترض ألا ينتقل هذا الفيروس من الخنازير إلى الإنسان ولكن زادت احتمالات انتقالية هذا الفيروس في السنوات الأخيرة نتيجة التحورات الجينية التي حدثت في الفيروس وعادة ما تصيب العدوى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير، ولكن يمكن أن تنتقل إلى أشخاص آخرين لا يعملون في تربية الخنازير وعادة ما تكون الأعراض المرضية مشابهة لأعراض الأنفلونزا الشائعة كاحتقان البلعوم وارتفاع حرارة الجسم وإرهاق وآلام في العضلات وسعال وصداع وبعض المرضى يكونون أكثر عرضه لشراسة المرض وهم الأطفال الصغار قبل 5 سنوات والمرأة الحامل والمسنون والمصابون بأمراض نقص المناعة مثل مرضى السكر، فمن الممكن أن يؤدي المرض إلى حدوث التهاب رئوي أو الوفاة بسبب العدوى التنفسية، وفي حالة الإصابة بالمرض ينبغي على المريض التوجه إلى أقرب مستشفى حميات أو صدر، وعند الإصابة بأعراض المرض التشخيص غالباً ما يتم دون وجود عوامل خطورة فإن كانت الإصابة خفيفة ما عليه سوى البقاء في المنزل وتغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال في منديل ثم التخلص منه على الفور مع غسل اليدين جيداً في كل مرة، أما إذا زادت الأعراض فعليه التوجه إلى المستشفى لتشخيص الحالة وعمل الفحوصات اللازمة ويتم العلاج بعقار التاميفلو ولا يوجد حتى الآن لقاح يقي من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، ولكن من الممكن أن يوفر اللقاح الموسمي للأنفلونزا بعض الحماية ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، وفي حالة الشعور بالمرض يجب عدم مغادرة المنزل والالتزام بالراحة وعدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين، وفي مناطق الأوبئة يجب ارتداء القناع الواقي عند الخروج من المنزل والابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة، وفي حالة الشك الشديد والأنفلونزا الشديدة أو يوجد علامات في الأشعة الصدرية تدل على الالتهاب الرئوي يستحسن أن يبدأ المريض العلاج بالتاميفلو حتى ظهور نتيجة التحاليل، فإذا ثبت أنه مصاب بأنفلونزا الخنازير يتم تكملة العلاج بالتاميفلو، أما إذا ظهرت سلبية العينات فيتوقف عن التاميفلو ويكمل العلاج بالمضادات الحيوية.