منذ 60 عاما يعيش رؤساء مصر وسط قوي غيبيه تحكم قراراتهم وتطيح بأهوائهم، ومنذ ثورة يوليو يستمع الرؤساء لقراءة الفناجين ويطرقون باب العرافات وينتظرون من وراء ذلك معجزة إلهية للإبقاء علي استقرار حكمهم أطول فترة ممكنة شئنا أم أبينا كذب المنجمون ولو صدقوا، ولكن العام الجديد يطل علينا ويطل معه العرافات والدجالين والمتنبؤن بأحوال الأبراج ومستقبل الشخصيات السياسية، والعرافين اكتسبوا شهرتهم من تنبؤاتهم بصعود شخصيات لرئاسة مصر وسقوط حكام آخرين، فمصر تعيش في سلسلة طويلة من القوي الغيبية التي تحكمها الأحلام والرؤي وأضغاث الأحلام وأحلام اليقظة والعلاقة بين الرؤساء والعرافين بمصر تمتد لعهود طويلة فمن عبد الناصر وحتي مرسي يعيش القصر الرئاسي في رؤي وأحلام يقظة قصة مبارك مع أم ماجد والمنجمة الفرنسية علاقة مبارك بالعرافين والدجالين قديمة بدأت في نهاية الخمسينات عندما كان مبارك ضابطا في السودان والتقي بعراف سوداني تنبأ له بأنه سيصبح رئيسا لمصر، في الوقت الذي كان لا يتعدي طموحه السياسي أكثر من محافظ أو سفير وهو ما جعله لا يأخذ الأمر بجدية إلي أن وجد نفسه رئيسا وهذا ما بني جسرا من الثقة بينه وبين العرافين بعد ذلك خصوصا عندما تم تعيينه نائبا للرئيس السادات، قام أثناء هذه الفترة بالتردد علي سيدة في مصر الجديدة اتضح بعد مراقبة أمن الرئاسة لبيت هذه السيدة أنها سيدة تدعي أنها تعرف الطالع وتعرف المستقبل ويتردد عليها الكثير من الأمراء العرب أو ترسل لها طائرات خاصة لتذهب لقراءة الطالع لبعض الحكام العرب وعندما سأل أمن الرئاسة عما يفعله نائب الرئيس لديها ذكرت أن مبارك حضر عدة مرات ليسألها عن مستقبله السياسي فقالت له إن نجمه في صعود وأنها تري دماء كثيرة وقتلي وجرحي فقال لها وأنا ماذا سيحدث معي قالت سيصعد نجمك إلي مرتبة عالية ففرح وانصرف فتحدث أمن الرئاسة مع السادات فقال إن نائبه رجل مجنون أن يصدق الدجالين والمشعوذين.. نفس الكلام الذي قالته له عرافة مصر الجديدة هو ما قالته له منجمة فرنسية بعدها بأنه سيحكم مصر بالدم وهذا ما حدث بالفعل في حادث المنصة الذي راح ضحيته السادات وتولي بدلا منه مبارك رئاسة البلاد.. إيمان مبارك بالعرافين لم يقتصر علي داخل البلاد ففي العام 1982 كان مبارك في باريس حين أحضر له الدكتور بطرس غالي منجمة فرنسية كانت شهيرة في أوساط الدبلوماسيين وقالت المنجمة لمبارك ضمن نبوءات أخري كثيرة ستموت في السنة التي تعين فيها نائبا لك ويبدو أن هذا السبب هو الذي جعل مبارك يرفض طيلة حكمه تعيين نائب له، والبعض أذاع سر زيارة العرافة البدوية أم ماجد لمستشفي شرم الشيخ وقت أن كان مبارك محتجزا بها لتلقي الرعاية الطبية، كما ترددت بعض الأقاويل أيضا أن مبارك قام بزيارة مفاجئة إلي السنغال خلال السنوات الماضية لمقابلة عراف شهير يذهب إليه البعض من رؤساء الدول.. جمال مبارك قام بنفسه خلال السنوات الماضية بزيارة العرافة اللبنانية الذائعة الصيت ليلي عبداللطيف التي أخبرته بأنه سيصبح رئيسا لمصر والغريب في الأمر أن بعد ثورة 25 يناير خرجت عرافة تدعي بسنت يوسف عضو الجمعية البريطانية لعلم "التاروو" تتنبأ بأن مبارك وزوجته سيختفيان من الحياة السياسية إلي الأبد وأن جمال مبارك سيعود مجددا إلي الساحة السياسية وأنه سيترشح لرئاسة الجمهورية بعد 8 سنوات. . ضاربة الودع وجيهان السادات علي النقيض تماما كان الرئيس السادات لا يؤمن بالعرافين فقد كان ينفر من هذه الممارسات، وذات مرة طلبت منه حرم الرئيس الإسرائيلي حاييم هرتسوج أن تقرأ له الكف، فاعتذر، وقال: أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك وبالفعل فقد روي أنها كانت تستعين ببعض العرافين من داخل الكنيسة للحفاظ علي حبها مع الرئيس السادات فضلا عن تنبؤ عرافة لها بأنها ستصبح سيدة مصر الأولي وقالت لها العرافة وقتها: إنها ستصبح ملكة مصر في الوقت الذي كانت هي وزوجها الضابط الصغير «أنور السادات» المفصول من الجيش يبحثان عن أجرة البيت فاستغرقا في الضحك من سذاجة هذه العرافة وقد تنبأت إحدي العرافات اليهوديات في 1981 بقتل الرئيس السادات قبل نهاية العام وقد نشرت الصحف الإسرائيلية هذا الكلام وقتها عبد الناصر والشيخ لبيب أما الرئيس جمال عبد الناصر فقد كان يحب أن يستمع إلي المشتغلين بالأرواح والعفاريت، من بينهم الشيخ محمد لبيب، وكان يستدعيه لتسلية الضيوف بألعابه الغريبة، وليست فيها خدعة واحدة، فكلها خداع بصري، يضع الكوب في جيبك ويستخرجها من جيب أي واحد من الحاضرين، ويلقي بالكوتشينة إلي السقف فتستقر هناك ويستدعيها ورقة ورقة، وقد طلب ذات مرة من السيدة أم كلثوم في حضور عبدالناصر خاتمها، فرفضت، فأخذه من زوجها الدكتور حسن الحفناوي ووضعه في كوب من الماء وألقاه من النافذة وطلب منها أن تبحث عنه في حقيبة يدها، فرفضت دخول العفاريت في شنطتها، وأشارت ناحية أنيس منصور الذي كان موجودا بين الحضور وقالت: عندك أنيس وكلكم عفاريت زي بعض! وخرج الخاتم من جيبه؟.. ولكن تبقي أغرب قصة سحر مرتبطة باسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد أن أعلن حاخامات مسئوليتهم عن قتل ناصرباستخدام السحر الأسود، حيث اعترف الحاخام بنياهو شموئيلي بمسئولية 3 حاخامات عن تصفية عبدالناصر عام 1970، والحاخامات الثلاثة هم إسحق كَدُّوري، وشاؤول داود حي معلم، ويوسف زاروق، وقال إن الثلاثة ينتمون لحركة القبالاة «التصوف اليهودي»، المشهورة بإتقان أعمال السحر الأسود والشعوذة، والتي تتمتع بتأثير واسع في إسرائيل، من خلال المداومة علي صنع الأحجبة والأعمال السحرية، وتوزيع «البركات» علي الجنود، ورجال الأعمال حتي كبار السياسيين قبل كل معركة انتخابية وأن الثلاثة اجتمعوا وقرروا إيذاء عبدالناصر وقتله بالسحر وأحضروا كبد بهيمة وقلبها ورئتها، واتفقوا علي استخدام أسماء الجلاله اليهودية الواردة في مخطوط ديني قديم، وكتابة تعويذة منها علي الكبد، لاستخدامه في قتل عبدالناصر، ولكن فجأة هبطت عليهم ملائكة من السماء، ورن هاتف في أذن الحاخام شاؤول داود حي معلم، وقال له: لا تفعل هذا الأمر، إياك واستخدام أسماء رب العزة، فقال الحاخام: حسنا، لن أستخدم الأسماء المقدسة، لكن عليكم أن تقوموا بهذه المهمة، فليمت عبدالناصر، ويختفي اسمه من سجل الأحياء، وأخذ الحاخام شاؤول دافيد والحاخام إسحق كدوري 100 مسمار وشرعوا يغرسونها في قلب البهيمة، وكانوا يرددون بعض الكلمات المبهمة مع كل مسمار يغرسونه في القلب، وفي النهاية وضعوا القلب علي موقد طبخ لمدة 3 أيام حتي تفحم تماما، وصار أسود اللون ولا يمكن التعرف عليه، بعد ذلك دفنوه، وأعلنوا لتلاميذهم أن عبدالناصر مات. أنصار مرسي وأحلام اليقظة ما أن تم عزل الرئيس المعزول محمد مرسي حتي انبري أنصاره من فوق منصة رابعة العدوية لرواية قصص علي أنها رؤي صادقة وكان الهدف منها تثبيت حشود الجماعة بالميدان ورفع الروح المعنوية للإخوان بعد الإطاحة بكل أحلامهم في السلطة والمال، فقد زينوا لبعضهم البعض الكلام ليخدعوا به البسطاء، حيث روي الشيخ فوزى السعيد رؤية سقوط مبارك وحكم مرسى من سنة 85 وهي رؤية عجيبة لأحد المعتقلين الاسلاميين عام 1985 والتى رأى فيها سقوط صورة حسنى مبارك ووضع صورة رجل بلحية خفيفة وقد كتب تحت صورته "بالمؤمنين رؤوف رحيم" سبحان الله الرؤية خرج الشيخ أحمد عبدالهادي من وعاظ جماعة الإخوان المسلمين، على المعتصمين قائلا إن "بعض الصالحين في المدينةالمنورة أبلغه برؤيا أن جبريل عليه السلام دخل في مسجد رابعة العدوية ليثبت المصلين"، وأنه أيضا رأى مجلساً فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، والرئيس مرسي والحضور، فحان وقت الصلاة، فقدّم الناس الرسول ولكن الرسول قدّم مرسي". رؤيا أخرى رآها أحد الصالحين كما يقول عنه الشيخ عبدالهادي "أنه شاهد صحراء بها 50 جملاً وبها شباب وأطفال صغار يلعبون في الرمل ولكن مع الوقت جاع الشباب والإبل واشتد بهم العطش فكان الفزع لله ومع اشتداد الاستغاثة بالله انفلقت الأرض فخرجت ساقية ارتفاعها 10 ادوار تقلب الارض وشربت الابل وشرب الناس والأطفال وسمع الناس صوتا "ارعوا إبل الرئيس محمد مرسي". فيما شبّه الشيخ مسعد أنور الرئيس المعزول محمد مرسي بالنبي يوسف عليه السلام، من جهة أنهما حكما بعد سنوات من المعاناة والسجن. ورسالة أخرى أبلغها د.جمال عبدالهادي "أن د.عبدالعزيز سويلم أحد العلماء الصالحين شاهد 8 حمامات خضراء على كتف الدكتور محمد مرسي فأولَها بأن مرسي سيكمل مدة 8 سنوات". كارتر يزور عرافة نزلة السمان الإيمان بالسحر لم يقتصر علي رؤساء مصر فقط فهناك العديد من رؤساء الدول الأجنبية الذين اعتقدوا بالسحر علي رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر فعندما زار مصر في منتصف السبعينات كان أول ما طلبه كارتر وسأل عنه سيدة غجرية تعيش في منطقة نزلة السمان بالهرم واندهش الحاضرون حتي كشف كارتر عن السر وقال إنه زار مصر في الستينات وقبل أن يفكر في الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التي تنبأت له بأنه سيصبح رئيساً لأمريكا ونفس الأحداث تتشابه مع ما وقع لجعفر نميري رئيس السودان الأسبق عندما فوجئ وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان ثم يختفي وعندما تولي جعفر نميري الحكم في السودان فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك عصا ثم يختفي وظل نميري محافظاً علي تلك العصا لا يتركها من يده حتي كان اليوم الذي انكسرت فيه فحزن ولم يخرج من بيته إلي مبني الاتحاد الاشتراكي حيث الاجتماع السياسي الهام ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله.. هذا ما ينطبق أيضا علي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والروسي السابق بوتين والفرنسي السابق ساركوزي، ورئيس دولة بورما السابق ، فهو رجل مصاب بهوس السحر لدرجة دفعته للقيام بنقل العاصمة من مدينة يانجون 6 إلي قرية نيبيداو التي تفتقر إلي المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة فضلا عن ذلك فهناك العديد من الرؤساء والزعماء العرب طالتهم شائعات اللجوء إلي العرافات والمنجمات