كذب المنجمون ولو صدقوا - أو صدفوا - قلت هذا وأنا أشاهد الحلقة المثيرة للعرافة التي استضافها طوني خليفة.. وتحدثت عن سوداوية السنوات المقبلة، بعد أن رأت فيما يري الصاحي، أن عامي 2014 و2015 مليئان بالدماء والزلازل والكوارث.. ووضعت أسماء مرشحين للاغتيال أو الموت.. المهم أنها أرادت استعراض موهبتها من حيث التنبؤ بكثير من الحوادث التي وقعت مثل النيازك التي هبطت علي شمال روسيا وغير ذلك، وذهبت الي أنها تنبأت باغتيال السادات وكانت طفلة وقتها، تذكرني الواقعة بقصيدة ساخرة كتبها الشاعر المصري الكبير الدكتور علي الجندي كتب في مقدمتها أن أحد العرافين تنبأ بأن يوم القيامة سيكون في أحد أيام صيف عام 1962، ولم تقم القيامة بالطبع فكتب: كذب المنجم ليته صدق وأباد رب الكون ما خلق.. المنجمون علي مدي التاريخ يربحون لأنهم يصطادون في مياه مجهولة النسب.. وكثير من الفنانين ضاعت أحلامهم في الجري وراء المنجمين، أما زعماء السياسة فحدث ولا حرج، أكثرهم متاهة يلتسين الروسي المخمور دائما وعاشق الفتيات الصغيرات، فإذا ظهر له العراف ديتشيفي ليخبره بأحدث تنبؤاته ترك كل شيء من أجل التفرغ لإلهاماته، وكثيرمنها صدقت لأنها أشياء متوقعة.. وغير مستحيلة التوقع.. وصديقة الرئيس الفرنسي ميتران كتبت كتابا عن أسرار غريبة وقعت من خلال تنبؤاتها التي كان يعتمد عليها ميتران، حيث وصل الأمر أن كان يعتمد عليها في تشكيل اللجان ومواعيد جلسات حضور واستقبال الرسميين، وبرغم أنه كان يعاقبها علي فساد كثير من تنبؤاتها إلا أنه لم يستغن عنها، وحينما سألته «الفيجارو» الفرنسية قال إنها مجرد نوادر تتعلق بالتفاؤل والتشاؤم، وفي أمريكا حاولت عرافة تدعي ريموندا من أصول بلغارية استثمار حادثة مقتل الرئيس الأمريكي چون كيندي وزعمت أنها تنبأت بهذا الحدث قبل حدوثه بتسعة شهور.. بل طبعت كتابا حصدت منه الملايين من الدولارات عن هذه الواقعة حشدته بكثير من الخرافات والأكاذيب.. إلا أن أحد رجال الكونجرس إدوارد چيكسي فكر في استغلال هذه العرافة بعد أن هبط اسمها عامين كاملين وعينها في مكتبه كإحدي سكرتاريته وجاء وقتها أوائل عام 1980 حيث تنبأت بأن حدثا مهما في الشرق الأوسط سوف يهز المنطقة ونشر چيكسي نبوءتها علي مستوي عالي في الصحافة الأمريكية.. وبعد شهور تم اغتيال الرئيس المصري أنور السادات واعتبر المراقبون أن هذه هي النبوءة المزعومة وزاع صيتها في هذه السنوات.. وكان موتها في عام 1986 مثيرا للجدل فقد اختفت، البعض قال إنها عادت الي بلدتها بلغاريا.. وماتت هناك وآخرون قالوا إن أصدقاءها من أهل الجن خنقوها وأخفوها.. وهكذا لا أحد يعرف كيف يتجرأ هؤلاء المنجمون ويعلنون ما لا يعملون.