من نوستراداموس إلى جماعة يوم القيامة الروسية تتعدد أسماء العرافين والمنجمين وهواة ضرب الودع وقراءة الكف والفنجان،لكن الشىء الوحيد الذى نضمنه أن كل هؤلاء العرافين كاذبون حتى ولو صدقوا أو صدفوا فى بعض نبوءاتهم.. وكالعادة.. مع بداية كل عام جديد، يتلقف كثيرون نبوءات أشهر العرافين والمنجمين لعلهم يجدون مايشفى غليلهم، ويرضى تطلعاتهم المشوبة بالخوف والأمل والرجاء نحو مستقبل مجهول لا يعلم خباياه إلا الله سبحانه وتعالى.. وفى هذه الجولة.. تتبع أشهر نبوءات العرافين على مدار التاريخ، وصولاً إلى نبوءة قيام الساعة فى العام الجديد 2012، والتى مازال بعضهم يصر على أن نهاية العالم ستكون فى هذه السنة.. وتحديداً فى شهر ديسمبر2012.. ارتبط اسم هذا الرجل بالكوارث الكبرى والأحداث المأساوية فى تاريخ الإنسانية فى القرون الخمسة الماضية، كما إرتبط اسمه بأشهر النبوءات منذ ظهوره فى القرن ال?16 إلى الآن، فعلى مدى أكثر من أربعة قرون كانت نبوءات نوستراداموس المادة الرئيسية لاهتمام معظم وأشهر العرافين والمنجمين وهواة جمع وتفسير النبوءات لهذا كان أول مافعله من أذهلتهم أحداث 11 سبتمبر الدامية أن عادوا إلى إرث الطبيب والمنجم الفرنسى نوستراداموس الذى بدأت شهرته فى الظهور مع الوباء الثانى الذى أصاب فرنسا سنة 1545 حين استطاع أن يبتكر علاجاً قضى على هذا الوباء. ومن أشهر نبوءاته التى يقول مفسرو نوستراداموس أنه تنبأ بها وتحققت هى بعض النبوءات عن اختراع السيارة والطيور الحديدية «الطيارة» والقنبلة الذرية وظهور نابليون وهتلر أو «هسلر» كما تقول النبوءة وسقوط الاتحاد السوفيتى ورمز له باسم امبراطورية الدب، كما تنبأ بمقتل كيندى وكانت عبارته «الرجل العظيم فى أعظم دولة تصرعه صاعقة فى عز الظهر وأخوه بعد ذلك، أما أشهر تنبوءاته التى ينتظرون تحقيقها فى القرن ال 21 فهى نهاية العالم، وأن تصبح العوامة «الوسادة الهوائية» وسيلة النقل الأساسية للبشر وتغير لون جلد الإنسان واستعادة المسلمين قوتهم وغزوهم لأوروبا وتأسيسهم لما يعرف بالولاياتالمتحدة الإسلامية. وقد توارى نجم نوستراداموس لفترة إلى أن عاد إلى صدارة المشهد عقب أحداث 11 سبتمبر وتضاعفت مبيعات كتب نبوءاته بصورة غير مسبوقة حين اعتبر الكثيرون أنه قد سبق وتنبأ بهذا الانفجار بتفصيلاته الدقيقة حيث أعادو قراءة بعض أبيات من نبوءاته ونصها: فى سنة القرن الجديد وتسعة أشهر يأتى من السماء ملك الرب وتحترق السماء.. الحريق يقترب من المدينة الكبرى الجديدة فى مدينة يورك.. يحصل انهيار كبير... شقيقان كبيران يفصل بينهما الفوضى فى حين يسقط الحصن.. الزعيم الكبير يقضى والحرب الكبرى الثالثة تبدأ حين تلتهم النيران المدينة الكبرى ومن ساعتها وكتاب نبوءات نوستراداموس من أعلى الكتب مبيعاً، ومن الغريب والملفت للنظر أن هذا الرجل الذى توقع أحداثاً رهيبة وقعت فى القرن العشرين لم يتوقع أن تموت زوجته وابنه وابنته معاً!! أحلام فانجا ومن نوستراداموس للعرافة البلغارية «فانجا» والتى مثلت نموذجاً لظاهرة غامضة اهتم بها البسطاء وحتى أصحاب القرار والسلطة فى دول عدة منذ عشرات السنين وحتى الآن، وقد ولدت «فانجا» فى بلغاريا فى 31 يناير عام 1911 وتوفيت فى أغسطس 1996م، وقد عاشت فانجا طفولة عادية وفى أحد الايام حدثت عاصفة قوية أظلمت فيها السماء واشتدت الرياح كانت فانجا وقتها فى الثانية عشرة من عمرها حين عصفت بها الرياح فى الحقول، وقد عثر عليها بعد وقت طويل بعد أن أثرت الرياح الشديدة بما تحمله من تراب وغبار على عينيها مما أصابها بضعف البصر حيث بدأت قدرات فانجا تظهر تدريجياً فى شكل أحلام تتحقق إلا أنها ظهرت بوضوح فى سنوات الحرب العالمية الثانية حيث تنبأت بمقتل أخيها قبل خروجه كما قيل عنها أنها كانت تخبر عن المواليد الصغار والأطفال الذين لم يولدوا كما قيل أنها كشفت عن المستقبل، فحسب كلام ينسب إليها فبعد مائتى سنة سيتمكن الإنسان من الاتصال بالكائنات الأخرى العالقة فى الكون، وقد بلغت شهرة فانجا مبلغاً وصل حد اعتراف بلغاريا الشيوعية بها وتسجيلها ضمن كوادر الدولة، أما عن أشهر تنبؤاتها فى 1980 تنبأت بغرق الغواصة النووية الروسية «كورسك» فقالت إن كورسك ستذهب تحت الماء فى شهر أغسطس 1999 أو 2000 وكل العالم سيأسف لذلك، وقد تعجب الجميع آنذاك من هذه النبوءة إذ أن كورسك مدينة روسية كبيرة بعيدة عن البحار والأنهار ولم يخطر ببال أحد أن المقصود من النبؤة غواصة تحمل اسم المدينة، كما أنها تنبأت بدقة بيوم وفاتها فى 11 أغسطس 1996. كما التقت بأنديراغاندى وتنبأت لها بعودتها للسلطة وبمقتلها. ومن القصص الطريفة أن الكاتب السوفيتى «ليونيد ليونوف» والذى كان على اتصال منتظم بها سألها ذات مرة محتجاً لماذا لم تتنبئين بوفاة زوجتى فأجابته بأنها تنبأت بذلك إذ أنها أرسلت فنجان قهوة واحد إليه. جيلر وصدام حسين أما يورى جيلر وهو واحد من أشهر العرافين والوسطاء الروحانيين فى العالم، ورغم جنسيته الإسرائيلية إلا أنه يعيش معظم وقته فى امريكا وأوربا لاستعراض مهاراته النفسية الغريبة، ومن العروض التى قدمها فى نيويورك دفن نفسه حيّاً فى قبر لمدة عشرين يوماً كما اشتهر بمعرفة معلومات خاصة عن أى إنسان من خلال لمس متعلقاته الشخصية، وادعى حسب وكالة رويترز أن القوات الامريكية لم تنجح فى العثور على صدام حسين إلا بفضل نصيحته، بالاستعانة بخبراء الرؤية عن بعد حيث ذكر لمراسل رويترز بأنه حدد للجنود من خلال الرؤية عن بعد موقع صخرة معينة يجدون تحتها صدام وقال: يسعدنى أنهم استمعوا لنصيحتى بهذا الخصوص. أما أغرب العرافين الذين صاروا موضوعاً لمقالات وتحقيقات عديدة فكان الأخطبوط الألمانى بول الذى كان معروفاً بتوقعاته الصائبة حيال مصير المنتخبات المتنافسة فى مباريات كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 حيث تنبأ بدقة بنتائج مباريات كأس العالم فى جنوب إفريقيا ومنها فوز إسبانيا بالبطولة النهائية، وكان بول قد أصبح ظاهرة فى مونديال أفريقيا 2010 إثر تحقيقه معدل دقة تكهنات بلغت 100% فتسارعت إليه القنوات التليفزيونية لعرض تنبؤات نتيجة المباراة التالية فى بث حى ومباشر من حوض الحياة البحرية فى مدينة «أوبزهاوزن» غرب ألمانيا، وقد كانت الطريقة التى يتنبأ بها بول على النحو التالى: ينزل المشرفون على الحوض المائى وجبة الأخطبوط فى صندوقين مختلفين يحمل كل منهما علم أحد المنتخبين اللذين سيلعبان المباراة وعندها كان بول يختار احد الصندوقين وهذا هو دليل تحقيق ذلك الفريق للنصر فى المباراة وقد كان لبول هفواته ولكن ليس فى بطولة كأس العالم وإنما فى بطولة كأس الأمم الأوربية عام 2008 حيث بلغ معدل دقة تكهناته 80%. ومن ألمانيا للمكسيك نجد الساحر الأكبر «انطونيو باسكير» وهو أحد أشهر المنجمين فى المكسيك والملقب بالساحر الأكبر الذى مع بداية كل عام تتسابق إليه الصحف وكاميرات التليفزيون لمعرفة توقعاته للعام الجديد، وعن تنبؤاته لسنة 2011 فتوقع المنجم الأكبر أن ينجو مؤسس ويكليكس «جوليان أسانج» من تهمة الاغتصاب المنسوبة إليه فى السويد وألا يتم ترحيله إلى الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس حيث توقع أن يتوصل مؤسس ويكليكس لصيغة اتفاقية منع ملاحقة قد تتضمن عدم الكشف مجدداً عن معلومات سرية مقابل عدم اعتقاله، كما طالت تنبؤاته الرئيس الأمريكى باراك أوباما حيث توقع خلال هذا العام أن تنخفض شعبيته بسبب الوضع الاقتصادى وألا يتم انتخابه لفترة رئاسية جديدة كما توقع الساحر الأكبر للصين أن تعصف بها الظواهر الطبيعية كالزلازل والأعاصير. رؤساء وعرافات أما «إليزابيث تيسيه» وهى العرافة التى شاركت الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا ميتران الحكم خلال ست سنوات مملوءة بالأحداث المحلية والعالمية وخاصة غزو العراق للكويت وحرب الخليج حيث ارتمى الرئيس ميتران فى أحضان العرافة الفرنسية المعروفة اليزابيث يستنجدها فى محاولة معرفة مايخبىء له المستقبل وما يجب عليه أن يتخذه من قرارات لدرجة أنه استشارها فى مسألة تعيين رئيس الوزراء برغم أنها قالت بأشياء كثيرة لم تتحقق خاصة فيما يتعلق بانتهاء حرب الخليج والوساطة الفرنسية وانهيار الاتحاد السوفيتى. والعرافة «جين ديكون» التى كانت قد تنبأت بأن الرئيس الديمقراطى الذى سيحكم أمريكا عام 1960 سوف يموت قتيلاً فى الشارع وليس فى مكتبه وهو ما حدث للرئيس الأمريكى جون كيندى وتنبأت باغتيال شقيقه. وقد اشتهر كثير من القادة والسياسيين بتتبع الطالع والاستئناس بآراء المنجمين والدجالين وفى مقدمتهم العرافة «كريستين داجوى» نائبة رئيس الاتحاد العالمى للروحانيين والفلكيين التى تقول أن السحرة هم الذين حددوا موعد عملية عاصفة الصحراء وإن حكام العالم من ملوك ورؤساء وكبار رجال السياسة يلجأون إليها لحل مشكلاتهم اليومية. نهاية العالم فى 2012 أغرب التنبؤات التى ساقها المنجمون والسحرة هى أن نهاية العالم ستكون فى 2012، ففى حين يتوقع البعض للعام الذى سيبدأ بعد أيام المزيد من التقدم للعالم وإحلال السلام والرفاهية يتوقع آخرون حدوث كوارث عظيمة لم تشهدها البشرية من قبل وهم يرون أن ملامحها قد بدأت ويعتبر المنجم «روبرت سايت» من جملة هؤلاء الذين يتوقعون نهاية مأساوية للعالم فى 2012 مستنداً إلى أن شعب المايا الذى بنى حضارة قديمة وعظيمة فى أمريكا اللاتينية كان يتبع تقويماً ينتهى فى 21 ديسمبر 2012 مشيراً إلى أن هذا التاريخ يتوافق مع يوم انقلاب الشمس فى الشتاء لافتاً الانتباه إلى عدد من النظريات التى التى تؤكد ان الأرض فى ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسى أى شروق الشمس من مغربها وهى من علامات الساعة الكبرى لدى المسلمين. أما عالم الرياضيات اليابانى «هايدوانياكاوا» فقد تنبأ بأن كواكب المجموعة الشمسية سوف تصطف فى خط واحد خلف الشمس وأن هذه الظاهرة سوف تصاحب بتغيرات مناخية تنهى الحياة على سطح الأرض بحلول عام 2012م هذا برغم فشل تنبؤات سابقة بنهاية العالم فى 1986 ادعى خلالها البعض بأن الأرض ستميل عن محورها فجأة فتختفى قارات بأكملها وتحرق البراكين الأرض ومن عليها وقد مر منذ ذلك التاريخ 26 عاماً ولم يحدث شىء من هذه المخاوف والأوهام، وبنفس الاعتقاد خرجت جماعة يوم القيامة الروسية وهى جماعة دينية ظهرت فى روسيا فى عام 2007 تعتقد بنهاية العالم فى مايو 2008م حيث مكث أعضاء يوم القيامة فى كهف لأشهر إلى أن أجبرتهم السلطات الروسية على الخروج بعد ما أحضرت السلطات بأمر المحكمة زعيم الجماعة «بيوتو كوزنيتسوف» الذى يخضع حالياً للعلاج النفسى.