مؤسسة كلينتون منحتها لقب رائدة سيدات الأعمال فى الشرق الأوسط وأفريقيا ريم فوزى يوسف اسم يتحدى النسيان، لأنها حفرته مبكراً بحروف من ذهب في ذاكرة الزمن، ونقشت سيرتها على جسد التاريخ، فهى سيدة الأعمال الناجحة التى استطاعت أن تقفز للعالمية بالإنجازات والنجاحات التى حققتها لكى تحافظ على اسم مجموعة شركاتها "ريمو تورز للسياحة " فى وسط الإنهيار والإغلاق التى تمر به السياحية عامة، وقامت برفع علم مصر عالياً فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد منحها لقب رائدة سيدات الأعمال فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا من مؤسسة كلينتون العالمية وتكريمها من قبل المؤسسة ذاتها على النجاحات التى حققتها فى هذا المجال.. " الموجز" التقت رائدة سيدات الأعمال وأجرت معها هذا الحوار والتى ألقت فيه الضوء على مسيرتها العملية وكيف استطاعت الحصول على هذا اللقب؟.. فى البداية قالت "فوزى" : تخرجت من كلية التجارة وإدارة الأعمال جامعة حلوان، ثم بدأت حياتى الوظيفية كمحاسبة فى شركة سياحية لمدة 8 سنوات، وتدرجت فى المناصب حتى شغلت منصب مديرة نفس الشركة، إلا أننى أبيت الاستسلام لصورة العمل التقليدى للمرأة، وأردت أن أرفع سقف أحلامى عالياً، فقررت أن أمتلك شركة باسمى، لكى يكون لى كيانى المستقل واستطيع تحقيق أحلامى، واخترقت عالم سيدات الأعمال ، وأخذت فى إعتبارى احتمال النجاج والفشل، وفى حالة فشلى فسيكفينى شرف المُحاولة، فتركت العمل بشركة السياحة عام 2000، وقمت بتأسيس مكتب سياحة صغير باسم "ريمو تورز" للسياحة بمطار القاهرة، واستطعت أن أحقق نجاحاً كبيراً فى هذا المجال، وأحسست أننى وضعت قدمي على أول سلم النجاح. وأضافت : لم أكتف بذلك النجاج الذى وصلت إليه، بل طرأت على ذهنى فكرة تاكسى العاصمة، وبالفعل توجهت إلى محافظة القاهرة لعرض الفكرة، ولكنهم لم يهتموا بها فى البداية، فسافرت إلى الخارج للإستفادة من هذه الفكرة المُطبقة بالفعل على أرض الواقع، وبعد ذلك التقيت بمحافظ القاهرة، وقمت بعرض الفكرة مرة ثانية، فرحب بها، واستطعت تنفيذ فكرة تاكسى العاصمة، ومابين العام 2005 – 2006 قمت بإنشاء أول شركة فى مصر لإدارة تاكسى العاصمة بتمويلى وتحت قيادتى، ولكن مع بداية عام 2008 وظهور مشروع التاكسى الأبيض قمت ببيع الشركة رغم أنها كانت فى أوج أزدهارها. واستطرت قائله: أردت أن أتوسع أكثر فى قطاع السياحة ، فأنشأت شركة للنقل السياحى والليموزين، وأصبحت صاحبة مجموعة شركات ريمو تورز للسياحة، والتى وصلت فى عام 2010 إلى حوالى 10 فروع و 150 موظفا، وأسطول سيارات، وفى نفس العام أنشأت شركة سياحية أخرى، بجانب شركة للإستثمار الفندقى، من أجل بناء منتجع سياحى فى مرسى علم. وتابعت : مع بداية عام 2011 وإندلاع ثورة 25 يناير، تأثرت السياحة سلباً حيث أنها صناعة مرنة وقلقة تتأثر بشكل سريع، نظراً لتخوف العديد من السياح العرب والأجانب من زيارة مصرفي ظل حالة عدم الإستقرار الأمنى والسياسى الذى شهدته البلاد فى هذا العام، وما ترتب عليه من إلغاء نسبة كبيرة من حجوزات البرامج السياحية، وأثر ذلك بشكل ملحوظ على عملى، حيث تقلصت مجموعة شركات "ريمو تورز"، وأصبحت فرعين و20 موظفا فقط . وأضافت: رغم كل هذه التحديات الكبيرة التى واجهت مجموعة شركاتى ، إلا أننى أبيت الإكتفاء بمجرد مشاهدة أحلامى تنهار أمام عينيى ورفضت الإستسلام لواقع السياحة المرير، لأننى كنت أشعر بكم المسئولية الملقاه على عاتقى تجاه الموظفين الذين يعملون تحت قيادتى وحرصت على استمرار سير عملى، فإلتحقت بالجامعة الأمريكية، وقمت بدراسة برنامج خاص عن تطوير وريادة الأعمال،وساعدتنى هذه الدراسة فى إعادة التفكير بشكل مُنظم، ووضع خطط جديدة لكى أنقذ عملى بها، وفتحت لى آفاق جديدة، فبدأت التركيز على السوق المحلى، وقمت بتقديم خدمات حجز تذاكر الطيران، عن طريق بيع التذاكر مباشرة للعملاء في مصر، وأيضاً وضعت مجموعة جديدة من عروض السفر التي تركز على السياحة الدينية " الحج والعمرة"، كما أطلقت موقع على شبكة الإنترنت باسم الشركة وبدأت التعاقد مع مواقع إلكترونية للتسويق لشركاتى، إلى جانب إطلاق صفحة على موقع التواصل الإجتماعى باسم ريمو تورز للسياحة. وواصلت حديثها: مع تزايد الطلب بعد الثورة على خدمات نقل آمنة وموثوق بها، بدأت التفكيرفى إستخدام حافلاتى السياحية المتوقفة عن العمل كوسائل لنقل العاملين بالشركات والمدارس ونتيجة لكل هذه الخطط والأفكار التى اكتسبتها أثناء دراستى فى الجامعة الأمريكية، استطاعت شركات "ريمو تورز" الصمود فى وجه الإعصار الذى أصاب السياحة المصرية، فتوسعت الشركة من جديد حتى وصلت إلى ستة فروع و120 موظفا، ونتيجة لكل ذلك النجاح والتحديات التى استطعت التغلب عليها فقد تم ترشيحى للقب رائدة سيدات الأعمال فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، من قبل الجامعة الأمريكية، التى رشحتنى للقب بعد دراستى لبرنامج خاص عن تطوير وريادة الاعمال بالجامعة، حيث قامت مؤسسة كلينتون، بالإشتراك مع مؤسسة جولدن مان ساكس، وهى أكبر مؤسسة مالية فى أمريكا، بدعوتى لحضور مؤتمرها وحفلها السنوى حيث تم تكريمى وتتويجى باللقب، تقديراً لدور المرأة في تنمية المجتمع المدني في البلاد النامية، وقد حضر الحفل كلاً من جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكى، و بيل كلينتون، الرئيس الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية، وزوجته هيلارى كلينتون، وزيرة خارجية أمريكا السابقة، وتشيلسى كلينتون، ابنتيهما، والملكة رانيا، ملكة الأردن، ولفيف من الشخصيات فى مصر والعالم . وأضافت: تُعتبر مؤسسة كلينتون أكبر مؤسسة إجتماعية على مستوى أمريكا، وتهدف إلى تنمية المرأة والطفل، والإهتمام بدورهما على مستوى العالم وتقديم منح دراسية لهما، إلى جانب تطوير بعض الدول الفقيرة فى أفريقيا، ولكنها لا تهدف للربح، ويتم دعمها من قبل مؤسسات كبيرة فى أمريكا. وأوضحت "ريم" المعايير التى تم الإستناد عليها لإختيارها للجائزة قائله:هذه الجائزة مُخصصة لسيدات الأعمال والتى لابد أن تكون رائدة فى مجالها، و لديها إمبراطورية كبيرة متعددة الفروع والموظفيين ، إلى جانب قدرتها على إبتكار أفكار جديدة، والتطوير من عملها، ووضع خطط مستقبلية لشركاتها، وفتح فروع أكثر، وتوظيف عدد أكبر من العمالة، والدخول فى مجالات عمل جديدة. وأضافت: استطعت الفوز بهذا اللقب لأننى حققت نجاح وتميز وتطوير كبير فى مجال السياحة، الذى يعتبر من أكثر المجالات التى تأثرت سلباً بالظروف السياسية الراهنة. وتابعت : عندما حصلت على اللقب، قالت لى تشيلسى كلينتون،: أنت المثل الأعلى بالنسبة لى، أما هيلارى كلينتون، فقالت : بأنها فخورة بتحملى للصعاب ووصولى لهذا اللقب الذى ترى أننى أستحقه. وأشارت إلى الصعوبات التى تواجه سيدات الأعمال فى مصر قائله: أول وأكبر تحدى يواجهن هو التوفيق بين حياتهن العملية والخاصة، إلى جانب أننا مجتمع ذكورى يشجع الرجل ويقدره، ولا يؤمن بدور المرأة، ولذلك يصعب نجاحها إلا إذا كان لديها إرادة وعزيمة قوية للوصول لما تريده. وأضافت : المرأة فى مصر ليس لديها المثل الأعلى فى مجال البزنس، وليس لديها تدريب كافى، ولذلك اقترح بضرورة تدريبهن لكى يتمكنوا من ابتكار خطط تساعدهن على التقدم والتميز والوصول لما يريدهن، هذا إلى جانب ضرورة إنشاء بنك صغير لتمويل السيدات المُطلقات والأرامل برأس مال يساعدهن على عمل مشاريع صغيرة، لأن شروط الصندوق الإجتماعى صعبة جداً وتحتاج لضمانات وشروط كثيرة. وعن كيفية التوفيق بين حياتها الأسرية والعملية، قالت : المرأة يمكنها أن توازن بين متطلبات العمل ولأسرة من خلال توزيع وقتها بالشكل المطلوب والمناسب، فبرغم زواجى فى سن مبكر "19 سنة"، إلا أن ذلك لم يعوقنى عن العمل، بل على العكس كان دافع لنجاحى، واستطعت التوفيق بين منزلى وعملى عن طريق تنظيم وقتى وتفهم من حولى طبيعة عملى ، حيث يُعتبر والدى مثلاً أعلى بالنسبة لى، وتعلمت منه المثابرة والجد، برغم اعتراضه الشديد على عملى فى بداية الأمر. وأضافت : أتمنى إقامة قرية سياحية فى مرسى علم، وإنشاء شركة قابضة كبيرة للسياحة والليموزين وتعزيز والمساهمة فى تعاظم دور المرأة ومكانتها والترسيخ من أن يكون لها دور فعال فى المستقبل المصرى.