...انا بقتل عشات اعيش ....ولو مقتلتش ح تقتلوني... ..القتل مش دم سايل على الارض..القتل قتل كرامه ..لما تاخد من الراجل كرامته يبقى لوماخذه ...ركوبه... بهذه الحوار بين بطلي العمل المسرحي(زوايا) يلخص المخرج الشاب محمد خميس تجربته ورؤيته في اسباب الثوره المصريه. مسرحية زوايا من تأليف الكاتب الياباني الشهير رينوسيكيه اكوتاجاوا واستطاع المخرج السكندري الشاب محمد خميس المزج بين ثلاث قصص قصيره من اعمال الكاتب وهم راشمون والبرتقاله والانف وقرب الاحداث للمتلقي المصري حيث نقطة الانطلاق من احدى نجوع الصعيد الجواني في مكان نائي حيث يعيش بطل العمل المسرحي(احمد عسكر)وكأنه لاشئ ..يعيش على هامش الحياه وبعيدا عن اهتمامات المسؤلين الذين انشغلو بسرقة الشعب. مما دفع هذا البطل الى استغلال كل ما يقع تحت يديه ويظهر ذلك بوضوح عندما يضل احد البهوات طريقه هو وزوجته فيقعان فريسة لهذا اللاشئ والذي كان ضحيه العهد الفائت, فيقوم بضرب الزوج بعد ان اوهمه بان هناك كنز ومساخيط في مغاره, ووجد لعاب الزوج قد سال فاستغل ضعفه ثم قام بتمزيق ملابس الزوجه ليبدأ في افتراسها واغتصابها وما بين جوعه للشهوه و مقاومة الضحيه في مشهد رائع يتناول الاغتصاب ...يستعين خميس بخلفيه صراع بين الفهد وغزالة حتى تستسلم لمخالبه..ويتناول خميس مشهد الاغتصاب بثلاث طرق مختلفه وثلاث رؤى متنوعه ايضا كل تناول يوصلك الى نتيجه معينه...ففي التناول الاول يطلب البطل اللاشئ من الزوجه التي اغتصبها ان تعيش معه ولكنها تشترط عليه ان يقتل الزوج...فينهرها ويبصق على وجها ويستنهض زوجها ويواجهما بالحقيقه , مما يدفع الزوج لصفعها لاكتشافه خيانتها ثم يرفع الخنجر فتهرب فيوجه الخنجر تجاه قلبه وفي التناول الاخريقوم الزوج بمواجهه المغتصب والوحش البري المتعطش لكل شئ ولكنه لايصل الى نتيجه...فوز ام هزيمه؟..وفي التناول الثالث تطلب الزوجه من الغاصب ان يقتلها ليمحو عارها الذي لن تنساه على مدى حياتها ويظهر ذلك من خلال الحوار بينهما....اقتلني عشان تخلص من عاري...وهوه في حد شافنا.... انا ح اشوفك كل لحظه قدام عيني...بهذه الحواريه يظهر جليا الصراع النفسي مابين حالة المغتصبه والتي شعرت ان جسدها انفتح على العالم وتعرى دون رضاها وارادتها ومابين حالة الغاصب الذي وصل الى مايرنو اليه من قضاء شهوته ومراده واطفاء نيران الشهوه..وليظهر هذا الصراع الذات الدفينه للانسان وشريط الذكريات الذي لايمكن نسيانه او تناسيه وهو ربط ذكي بين ما جرى للشعب المصري من محاولات اذلال وتجويع وترويع وتهميشه طوال سنوات..وهو اللاشئ ...والمستبعد والمغيب عن الاحداث, وهو الضحيه للنظام السابق والذي يحاول ان يقتنص اي شئ من الكعكه التي تم توزيعها واستبعد هو رغما عن انفه واستغلال النظام لجهله وخوفه في السطو على ثرواته.
شهد العرض المسرحى عدد من اللقطات الطريفة لعل أبرزها الاحترام الطاغي الذي ظهر بوضوح على (اكي يامادا) مساعد مدير المؤسسه اليابانيه , حيث كانت ابتسامتها وانحنائتها ترغم الحضور على احترام ثقافة اليابانيه. كما داعب (ماساتو فورويا) مدير المؤسسه اليابانيه الحضور باللغه العربيه ..هالو .. اسمي.. ماساتو ..هما دول الكلنتين اللي عارفهم بالعربي. كما شهد العرض حضور طاغي للفنان اشرف فاروق ..مدير مسرح الهناجر كعادته مثل الفراشه يتنقل بين الحضور دون ان تشعر به. وانقطع الصوت فجأه بطريقه لاحظها الجمهور ويبدو ان الكواليس نسوا المايك شغال حتى ظهر صوت الممثلين في قاعة العرض مما دفع احدى المتواجدات ان تقول ...بسي دول نسيوا المايك شغال. انفعال الممثل الشاب..احمد عسكر..الذي تقمص الشخصيه ادى الى اصابة ممثل اخر اثناء دفعه بقوه في احد المشاهد. وقام احد افراد الامن بتقديم مذكرة لاشرف فاروق يشتكي من ترك الورديه اللي قبله باب غرفة الديكور مفتوح مما يعلرضها للسرقه,فاشر عليها استلمت الاصل