فتح النوبة من ضمن المعارك التي خاضها المسلمون فى شهر رمضان المبارك والتي حدثت في العام الحادي والثلاثين من الهجرة النبوية المباركة حيث نتجت عنها معاهدة القبط التي كانت فاتحة خير على المسلمين في البلاد الإفريقية. حيث أرسل عمرو بن العاص حملة عسكرية بقيادة عقبة بن نافع وكان ذلك فى عهد عمر بن الخطاب لفتح بلاد النوبة التي تقع في جنوب مصر لكن المسلمين فوجئوا في هذه المعركة بأن النوبيين يجيدون رمي السهام وأصابوا عددا غير قليل المسلمين في حدق عينهم من جرَّاء النبل وكانت من نتيجة هذه الحملة أن تم التوافق على هدنة بين المسلمين والنوبيين واستمر الصلح حتى عصر خلافة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه حيث عزل عمرو بن العاص عن مصر وولّى مكانه عبد الله بن أبي سرح ونقض النوبيون الصلح وهاجموا صعيد مصر مما دفع ابن أبي سرح إلا أن خرج في جيش تعداده عشرون ألف مقاتل وقاتل النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق حتى استسلموا مطالبين بالصلح وكان في شهر رمضان من العام الحادي والثلاثين بعد الهجرة على عدة بنود منها : 1- حفظ من نزل بلادهم من مسلم أو معاهد حتى يخرج منها. 2- رد من لجأ إليهم من مسلم محارب للمسلمين وإخراجه من ديارهم. 3- حفظ المسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة وألاّ يمنعوا منه مسلمًا. 4- أن يدفعوا للمسلمين كل عام ثلاثمائة وستين رأسًا من أوسط رقيق بلادهم حيث كان القوم مشهورين بكثرة الرقيق عندهم. 5- في مقابل ذلك لهم عند المسلمين أمان فلا يحاربونهم ولا يغزونهم. تلك هى البنود العهد الذي تم بين المسلمين وأهل النوبة وقد رفع هذا الصلح إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فأقره. وبذلك تم حماية حماية الدولة الإسلامية والتأكيد على وحدتها حيث نرى أن حفظهم للمسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة هو الأثر الأهم والنتيجة العظمى لهذا الصلح الطيب فوجود المسجد وعدم التعرض للمسلمين في المدينة يعني انتشار الإسلام بين الناس بالاضافة الى حفظهم لمن يدخل بلادهم من المسلمين فهذا يعني انتشار الإسلام بسهولة ويسر حيث إن تجار المسلمين والمسافرين الذي لا يتوقفون عن الحركة على مدار العام سيعملون على دعوة الناس إلى الإسلام في حين أن هؤلاء الدعاة من التجار وغيرهم يكونون في مأمن طالما كانوا في أرض النوبة فلا يتعرض لهم أحد. لذا كان لهذا الصلح أثر عظيم في انتشار الإسلام في بلاد السودان وجنوبها حيث استغل المسلمون الأوائل هذه المعاهدة في نشر الإسلام في تلك البلاد وكان المسجد الذي بناه المسلمون في فناء دنقلة مركزًا لنشر الإسلام في بلاد النوبة وجنوبها الى ان أسلم أهل النوبة والسودان وتلك البلاد النائية في إفريقيا