حذَّر عبد المنعم الهونى، سفير ليبيا بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، من خطورة استمرار تردى الوضع الراهن ببلاده واحتمالات تقسيمها، قبل أول انتخابات برلمانية تشهدها منذ نحو أربعة عقود. وقال الهونى، في مؤتمر صحفي عاجل عقده بالقاهرة، اليوم الأحد، إنه يتعين على المجلس الانتقالي القيام بدوره كاملًا في الحفاظ على وحدة واستقرار الأراضي الليبية، أو أن يستقيل فورًا طالما أنه عاجز عن وقف الاقتتال الداخلي واستعادة الأمن والاستقرار المفقودين في ليبيا. وشدد الهونى على أن ما يجرى في مختلف المدن الليبية من أعمال قتال قبلية أو اشتباكات بين أبناء الوطن الواحد يجب أن تتوقف فورًا، مشيرًا إلى أن استمرار ذلك الوضع يتحمله المجلس الانتقالي وحكومته المؤقتة بالإضافة إلى كل صاحب ضمير حي بليبيا. وأضاف: تحزننا تلك الأنباء عن سقوط مئات الجرحى والقتلى في اشتباكات قبلية بمدينة الكفرة جنوب ليبيا، وهناك مناطق أخرى تشهد أيضًا ممارسات مماثلة يجب أن تتوقف على الفور، مضيفًا أن كل ليبي حر وشريف يجب أن يشعر بالخوف على مستقبل ليبيا في ظل تلك الأوضاع الأمنية المتدهورة، وما يدفعنى إلى إطلاق نداء عاجل لكل العقلاء والحكماء بليبيا بالتدخل فورًا لوقف ما يجرى. وأوضح أنه إذا عجز المجلس الانتقالي وحكومته عن وضع حد للاقتتال الداخلي وحوادث الاختطاف اليومية التي تجرى بمختلف المدن بما في ذلك العاصمة طرابلس نفسها، فإنه يتعين عليهما فورا الرحيل وتقديم الاستقالة، مضيفًا: لدى المجلس الانتقالي وحكومته المؤقتة مؤسسات عسكرية وأمنية يجب أن تتدخل فورًا لوقف نزيف الدم الذي يراق يوميًا بكل أنحاء البلاد. وتساءل: أين وزارتيّ الدفاع والداخلية مما يجرى؟، ولماذا لا يتم وقف تلك الحرب الأهلية فورًا ويعم الاستقرار كل الأراضي الليبية خاصًة أننا مقبلون على استحقاق انتخابي مهم بالسابع من الشهر الجاري؟.. هل هذا ما قامت من أجله ثورة 17 فبراير من العام الماضي ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافى؟، وهل أسقطنا نظام هذا الطاغية لنتحول إلى حمل السلاح ضد بعضنا البعض؟. وطالب الهونى الحكماء والأعيان والمثقفين بلعب دورهم في الدعوة لحوار وطني لوقف الاقتتال الداخلي بين الليبيين، لافتا إلى أن استمرار الفوضى وحالة عدم الاستقرار يقودان ليبيا نحو التجزئة والتقسيم مما يفتح الباب نحو التدخل الدولي المرفوض. وقال الهونى إن كل الثوار الذين اتحدوا لإسقاط نظام القذافى يجب أن يتحدوا مجددًا اليوم لوقف العنف والعمل معًا على بناء الدولة الحديثة والتي تستند للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. دعا الشعب الليبي إلى محاسبة كل المقصرين عن عدم توفير الأمن والاستقرار بهذه المرحلة الحرجة وأن يقف الليبيون على قلب رجل واحد من أجل وقف نزيف الدم والعمل على مصالحة وطنية شاملة تعطى كل ذي حق حقه وتحل المشاكل القبلية والصراعات العرقية التي تسبب فيها نظام القذافى على مدى سنوات حكمه ال 42 الماضية.