قال عبد المنعم الهونى ممثل المجلس الوطنى الانتقالى الليبى لدى الجامعة العربية ومصر، إنه يتمنى تقليص الفترة الانتقالية التى سيتولى فيها المجلس الوطنى السلطة ما بعد مرحلة القذافى إلى اقل حد ممكن، مضيفا"أتصور أن فترة لا تتجاوز مدتها الزمنية مابين عشرة شهور إلى عام هى الفترة الأنسب لتأهيل البلاد إلى مرحلة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة". ولفت الهونى فى بيان أصدره مكتبه اليوم فى القاهرة إلى أن هناك فرصا كبيرة لبتنا مؤسسات وطنية وقومية فى ليبيا مع إتاحة المجال أمام وسائل إعلام حرة ومستقلة سوءا فى مجال الإعلام المكتوب أو المسموع أو المرئى، مشيرا إلى أن الشعب الليبى قادر على تجاوز محنته الحالية فى أسرع وقت ممكن. وقال الهونى إن دعوته السابقة إلى مظاهرة مليونية لدعم المجلس الوطنى الانتقالى لا يجب أن تفسر على أنه لمصلحة فصيل ضد فصيل آخر ولكنها كما قال كانت دعوة للتوحد حول ما ارتضاه الليبيون من قواعد وأسس فى المرحة التى تلى إزاحة القذافى. وطالب الهونى الليبيين بان تتحول ذكرى إحياء استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار إلى مناسبة وطنية وقومية يستلهم منها الجميع للعمل على توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات السياسية فى هذا الوقت العصيب من تاريخ ليبيا. وقال الهونى إن عمر المختار قدم الكثير للشعب الليبى وللعرب وللمسلمين فى مواجهة الطغاة والمستعمرين، وأنه يتعين على أحفاده من الليبيين اليوم استحضار هذه الروح الوثابة للنهضة مجددا بعيدا عن الفرقة والعصبية والجدل العقيم. وأكد الهونى على أن ليبيا تحتاج إلى تضافر جميع المساعى الوطنية وتفادى الجدل السياسى بينما لا زال العقيد معمر القذافى هاربا وطيقا ويمكنه تهديد ثورة الشعب الليبى. وأضاف "إن عملية تحرير ليبيا بالكامل لم تنتهِ بعد وبالتالى فعلينا عدم إضاعة الوقت فى مهاترات سياسية لا طائل منها والتركيز فى المقابل على استكمال عملية تحرير ليبيا واعتقال القذافى لدرء خطره وتقديمه مع أبنائه ومساعديه لمحاكمة جراء ما اقترفوه من جرائم بشعة وممنهجة بحق ليبيا والعالم على مدى السنوات ال 42 الماضية. وشدد الهونى على أن المرحلة الحالية تستوجب على جميع أطياف اللون السياسى فى ليبيا أن تنتبه إلى حقيقة أن القذافى مازال قادرا بالأموال والذهب الذى بحوزته على افتعال المشاكل وتهديد أمن واستقرار البلاد، الأمر الذى يتطلب من الجميع الحيطة والحذر". وبعدما لفت إلى أن القذافى مازال حيا ويقاوم، اعتبر الهونى أن بقية المدن الليبية التى مازالت خاضعة لسيطرة القذافى يجب أن تكون محل اهتمام جميع الليبيين للعمل على تحريرها فورا حتى تكون ليبيا بالكامل آمنة من شرور القذافى وأفعاله لشريرة. وقال إن ثورة الشعب الليبى تحقق لها النصر بفضل تضافر الجهود منة الجميع وأنه ينبغى استمرار هذا الروح حتى تكتمل فرحة الشعب الليبى بتحرير كافة المدن واستعادة الأمن والاستقرار فى ربوعها. وأوضح الهونى أن ليبيا وطن يتسع للجميع من مختلف الاتجاهات السياسية والوطنية التى تريد تعزيز مصالح الشعب الليبى بما يمتلكه من مقدرات طبيعية وبشرية قادرة على أن تضع ليبيا فى المكانة الإقليمية والدولية التى تستحقها عن جدارة. وأضاف أن معركة إعادة بناء ليبيا واعمار ما دمره القذافى على مدى أكثر من أربعة عقود هى أشد خطورة وصعوبة من التخلص من القذافى ونظامه الفاسد المجرم، مشيرا إلى أنه لا ينبغى حرمان أى تيار سياسى مهما كان من التعبير عن آرائه بحرية فى كيفية إعادة رسم خارطة مستقبل الدولة الليبية. وأضاف الليبيون أحررا فى رسم مستقبلهم بأيديهم، والبلد تتسع للجميع بدون استثناء ولا فرق بين اسلامى أو ليبرالى فكلهم مواطنين يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات والتعاون بينهم هو السبيل الوحيد لإعادة كتابة مستقبل ليبيا بالشكل الذى يليق بها . وأضاف"كل القوى السياسية والوطنية فى ليبيا لديها من الإدراك والوعى ما يجعلنا نطمئن إلى أن هدفها الرئيسى هو إعادة بناء ليبيا كما ينبغى، والجميع متفق على المبادئ الحاكمة المستقبل البلاد فى المرحلة المقبلة". وتابع الهونى قائلا: نرحب بكل جدل سياسى فى حدود مصلحة البلاد من أجل الابتعاد عن الفرقة والتشتت، محذرا من أن استمرار وتصاعد الجدل السياسى قد تكون له انعكاسات سلبية سيئة على أمن الوطن والمواطنين. ووجه الهونى فى ختام بيانه الشكر إلى العديد من أساتذة وفقهاء القانون والدستور فى مر الذين أعربوا عن استعداداهم للمساهمة بشكل تطوعى فى إعادة كتابة الدستور الليبى الجديد. وقال الهونى إن الاتصالات الكثيرة التى تلقاها من فقهاء الدستور المصرى تعكس حرص المصريين على أمن واستقرار وتنمية ليبيا بأسرع وقت ممكن, مشيدا بالعلاقات التاريخية والثنائية بين البلدين. وقال إن هذه العلاقات فى مرحلة ما بعد القذافى ستوظف بشكل جيد لتحقيق مصلحة لشعبين الشقيقين فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة. واعتبر أن ملمسه من تعاون إيجابى وبناء للغاية من المجلس العسكرى المصرى برئاسة المشير محمد حسن طنطاوى ورئيس الحكومة المصرية عصام شرف فى هذا الصدد يجعله مطمئنا إلى مستقبل العلاقات المصرية الليبية فى القريب العاجل.