بالأمس أعدت قراءة مقال كتبته يوم 1 نوفمبر 2011، وفوجئت بأننى كما لو كنت كتبته بالأمس، ويبدو أننا نحتاج للعديد من "حبوب تنشيط الذاكرة" لعلاج "الزهايمر الثورى"، الذى أصبنا به وأعيد اليوم نشره لأنه، كما تعرفون، فالتكرار يعلم "الشطار".. نعم.. إيه.. لا مشيها الشطار المرة دى عشان خاطرى!! سؤال شديد البراءة.. سألنى إياه صديق تخدعك ملامحه التى تشبه الراحل يونس شلبى، وتخفى خلفها صحفياً ألمعياً ناجحاً.. تفتكر إحنا بنتسرق حضرتك؟.. لم ينتظر إجابتى.. واستطرد.. أصل يا أستاذ قريت إن دولة رومانيا الصديقة كان عندها ثورة عظيمة، وقتلوا رئيسهم نيكولاى تشاوشيسكو والحرباية مراته بالرصاص، وفرحوا وهللوا وبعدين حصلت حاجات خلتنى مش عارف أنام من الكوابيس، وعمال أفكر.. ممكن ده يحصل عندنا؟ أجبته: يا سيدى مصر مش رومانيا، ومبارك مش تشاوشيسكو وسوزان مش إيلينا. وواصل صديقى حديثه وكأنه لم يسمع شيئًا: بأقولك فى رومانيا كان الجيش والشعب إيد واحدة زى ما كان عندنا والشعب الرومانى كان بيكح تراب زينا، وشبابه المثقف قادوا الثورة ضد الفساد اللى كان معشش فى رومانيا زى ما كان معشش عندنا،.. وضد انعدام العدالة الاجتماعية والفقر اللى كانوا مبتليين بيه عشان أصحاب وصاحبات تشاوشيسكو، وصاحبات ايلينا كانوا بالعين رومانيا وسارقين خيرها زى ما كان عندنا يا أستاذ!! أبعدت نظرى عن عينيه المندهشتين وأنا أقول بصوت أخفت قليلا من ذى قبل: يا أخى قلت لك مصر مش رومانيا. بدا صديقى وكأنه لم يكن ينتظر ردى أبدًا وواصل حديثه: .. وبعدين بعد الجيش ما أعدم مباركشسكو وسوزانينا بتوع رومانيا جه واحد اسمه إيون إيليسكو، وكان من الصف الثانى فى الحزب الوطنى الشيوعى بتاع رومانيا، وكان صاحب تشاوشيسكو برضه، وجمع «فلول» رومانيا فى بتاعة اسمها جبهة الخلاص، ويمكن كان اسمها الإخلاص لشاوشيسكو مش فاكر، وبدأ سعادتك يظبط لواءات المجلس بتاع رومانيا لحد ما سيطر على البلد، وجاب واحد من الثوار ظبطه ومسكه التليفزيون والإعلام كله، وشويه شويه كوِّش عمنا ايليسكو على رومانيا، لكن الشباب الرومانى الواعى الثورى حسوا أن الثورة بتتسرق منهم، وصوتهم بدأ يعلا.. قام إيليسكو ده قال عليهم خونة وعُملا للإمبريالية، وعندهم أجندات وبيقبضوا، وسحبهم على المحاكمات واحد ورا التانى، والقضاة بتوع رومانيا كانوا فى الأصل متظبطين من أمن الدولة بتاع رومانيا برضه، وطسوهم أحكام خفيفة أبو سنتين تلاتة «عبال» ما أخونا إيليسكو يهضم رومانيا، مش بس كده، ده كان بيلعب بالعمال وغير المثقفين والناس الغلابة ويخليهم يهاجموا الشباب الثورى ويقتلوهم عشان مفهمهم أن الشباب دول ضد استقرار رومانيا.. وبعدين سعادتك عمل انتخابات «نزيهة» وانتخبوه رئيس لرومانيا 3 دورات، والثورة الرومانية دخلت المتحف الرومانى سعادتك.. وسجلت فى موسوعة جينيس ريكورد على أنها ثورة مرات ثور.. و.. ولم أتركه يستكمل حديثه وصرخت فيه.. هو أنا ناقصك حريقة تحرقك أنت وثورة رومانيا.. يا أخى افهم مصر مش رومانيا.. والقاهرة مش بوخارست.. "والشفيق" مش إيليسكو.. "والشفيق" مش إيليسكو.. "والشفيق" مش إيليسكو.. "والشفيق" مش إيليسكو.. مصر مش رومانيا.. مصر مش رومانيا.. مصر.. مش رومانيا [email protected] twitter@hossamfathy66 شكل الحرامى جديد ولا دى بدله قديمه مستنى بيها العيد ويحزّم التحزيمه شايف الخواجه بعيد بيظبّط الأفلام وكل يوم بيزيد الغش فى السيمه ٭٭٭ طلع الرصاص م الأخ وانطخ فى المغدور مطر الحقايق رخ غرّقنا فى المحظور ثورتنا حبّة ورق ولاّ كلام.. وفلول نقلا عن المصريون