هناك بشر يحصرون الجيش فى السيسى .. فإذا تحدث أحد عنه بسوء وذكر المذابح التى أحدثها فى الحرس الجمهورى ورابعة والنهضة يهبون من رقادهم وتنتفخ أوداجهم .. وكأن أحدا سبهم فى أم أو أب .. وثاروا بعد برود وفاروا بعد شرود .. وذكروا لك أن السيسى بطل الأبطال ومصل الأمصال الذى خلصهم من الداء العضال .. ونسوا أنه استخدم أولادنا وأبناءنا فى الجيش لإزاحة خصوم سياسيين يعطلون مصالح رجال مبارك .. ويهددون بمقاضاة الفاسدين ويجمعون الأدلة لإدانة المتورطين والمتجاوزين وينوون محاسبة كل مقصر ومداهن وموالس .. ونسوا أيضا أنه قال ب"عضمة لسانه" فى الفيديو المسرب عندما طالبه أحد رجاله فى اجتماع مع قادة الجيش بوضع خط أحمرأمام الإعلاميين والصحفيين بخصوص القوات المسلحة لايتجاوزونه .. ولا يتناولون الجيش بالنقد أو حتى مجرد الإشارة لقادته مثلما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير التى أطاحت بالطغاة فقال له بالحرف الواحد " الحالة اللى أوجدتها الثورة فككت كل القيود اللى كانت موجودة .. دى مرحلة زمنية بتمر بينا ودى إفرازاتها .. وأعراضها .. واحنا بنحاول نستوعب بقدر الإمكان .. لكن مش هاتقدر تعمل استيعاب كامل وترجع بيه للى كنت فيه قبل كده .. اللى هو محدش يجيب اسمك ولا سيرتك .. لسه .. أو زى ما انت قلت احنا دخلنا فى شكل جديد يا عمر هيتفرض علينا نتعامل معاه خلال الفترة اللى جاية .. دا لسه فيه برلمان جاى وممكن البرلمان ده يطلب استجوابات .. ياترى هانعمل معاه ايه؟ .. ياترى انتم هاتتأثروا بيها ازاى ؟ وعشان كده قلتلكم فى بداية الكلام لازم نبقى كتلة واحدة ..لازم نبقى متفاهمين ..لازم يبقى عندنا ثقة .. عشان فيه متغيرات حصلت .. لازم احنا كمان نستعد للمتغيرات ديه ان احنا نجابهها من غير ماتأثر علينا سلبا " .. هذا الكلام كان فى ديسمبر 2012 أى أن الانقلاب كان يتم الإعداد والتجهيز له قبل تنفيذه بستة أشهر .. الأمرإذا ليس استجابة للشعب ولا نجدة للمتمردين لكنه للخروج من الورطة وللحفاظ على الهيبة .. لذلك فإن مايحدث من البعض فيه خلط للأوراق وارتياب وشك فى أصحاب الحق هو عين الباطل . أيها السادة .. عندما يحول الجيش بندقيته عن صدور الأعداء ليوجهها إلى رؤوس مواطنيه " ويضرب فى المليان " فلاتتحدث عن جيش مصر العظيم الذى وهب نفسه لحماية البلاد والعباد وعبر بنا من شاطئ الهزيمة واليأس إلى شاطئ النصر والأمل . عندما تجد بشرا لاتهتز لهم شعرة عندما تراق دماء مواطنيهم فى الشوراع والميادين .. ويفوضون لقتل الأبرياء والسلميين ويفرحون لرؤيتهم صرعى برصاصات القناصة وغرقى فى دمائهم بلا جريرة سوى الدفاع عن مبدأ وقضية ورأى هم يخالفونه فلاتتحدث عن بشر لهم قلوب تنبض وعقول تفكر ومشاعر إنسانية .. تحدث عن غلاظ عتاة قلوبهم قدت من حجر . عندما تجد إعلاما يصور الحق باطلا والزيف حقيقة والخداع يقينا والمكر موهبة والأنانية هبة والقسوة رحمة .. فلا تتحدث عن إعلام بل دعارة فى الفكر والرأى تبيع جسدها لمن يدفع أو"يتفتون ". عندما تجد من يخلط الأمور أو يتعمد خلطها فيصور كل معارض لحكم العسكر على أنه إخوانى .. ويصور كل منتقد للقتل والإبادة بالبيادة لتعديل مسار وطن كان ينطلق نحو حريته ليسوقه إلى عهد القهر والظلم والطغيان وتكميم الأفواه وتكبيل اليدين على أنه " ابن الجماعة ".. فلا تتحدث عن عقول منصفة أو ألباب مفكرة بل تحدث عن طغمة من الأغبياء والأوغاد وأصحاب المصلحة والمنتفعين من كل خسارة لمخالفيهم ومن كل ابتلاء للذين يفكرون بطريقة غير طريقة تفكيرهم الراكد الذى عاش عاشقا للذل والمهانة كمدمن المخدرات يعلم جيدا أنها تقتله ومع ذلك يكاد يقتل نفسه لأجل شمة منها .