لو لم يكن للإخوان مرشح آخر فى الانتخابات الرئاسية غير خيرت الشاطر, لالتمست لهم بعض العذر فى ردود أفعالهم الغاضبة على قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باستبعاد الشاطر, لكن الإخوان دفعوا بمرشح احتياطى فى آخر لحظة وهو الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة, فلماذا كل هذا الغضب والتهديد والوعيد والويل والثبور, للجنة العليا وكل السلطات فى الدولة بعد صدور قرار استبعاد الشاطر من الترشح للرئاسة. ثم أن ترشيح د.محمد مرسى بجانب المهندس خيرت الشاطر يحمل فى معناه قناعة الجماعة بأن الموقف القانونى لترشح الشاطر غير سليم ولن تقبل به اللجنة وإلا ما كانوا قد دفعوا بمرشح احتياطى, لا توجد خصومة بين اللجنة وجماعة الإخوان مهما ادعى المستبعدون, خاصة أن مرشح الإخوان الاحتياطى لم يتم رفضه, ثم ما كل تلك المؤتمرات التى يعقدها الشاطر ليعلن الجهاد, مثلما هدد فى مؤتمره الشعبى بمدينة المطرية مطالبًا (بالنزول إلى الشارع والجهاد بالدم). جهاد بالدم يا باشمهندس, من أجل ماذا؟ من أجل وصولك إلى كرسى حكم مصر, أمن أجل هذا تقبل أن تراق دماء المصريين وأن تزهق أرواحهم, هل تريد الوصول للحكم عبر بحور من دماء المصريين, وماذا ستقول لله سبحانه وتعالى يوم الحساب؟ ألم يصلك قول الرسول الكريم: إن للكعبة حرمة لكن زوال الكعبة أهون عند الله من إراقة دم مسلم. قلها صراحة يا باشمهندس أن حكم مصر هو المغنم وأنك تريده كغاية, فإذا كنت تترفع عنه وتراه تكليفًا وليس تشريفًا, فادعم مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسى, ثم إذا أردت أن تستمع إلى صوت العقل والحكمة, فلماذا لم تطالب الجماعة بدعم القيادى السابق بها والمناضل عن حق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح, الذى هو بحق خير واجهة تمثل وسطية وسماحة الدين الإسلامى والمقبول من كل التيارات. بالله عليك, إذا كانت مصر وطنًا نريد له الخير فلماذا تريد أن تقسمه بين أنصارك وأنصار بقية المرشحين, وبين من معك ومن ضدك, نحسبك جامعًا للناس لا مفرقًا لهم, عاصمًا لدمائهم, لا أن تجعلها جسرًا للوصول إلى السلطة, احترم أحكام اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات, فليس بينها وبينك خصومة, وأنت وفق قانون الترشح لم يرد لك اعتبارك القانونى, فلنحترم أحكام القضاء, فإذا لم تحترم القانون وأنت خارج المنصب, فماذا ستفعل إذا وصلت إليه؟. المهندس خيرت الشاطر, أعرف أن لك أتباعك ومريديك, وأعرف أنك تستطيع أن تحشدهم بعشرات الآلاف فى الميادين, لكنك بهذا تفرق تلك الأمة, وتشعل الفتنة, وسوف تحاسب على ذلك يوم القيامة, فدرء المفاسد مقدم على جلب المنافع, ودعوتك لأنصارك للنزول إلى الميادين مفسدة وفتنة فى هذا التوقيت, وأحسبك ستخلص للوطن فى نهاية المطاف بعد أن تهدأ قليلاً, فالذى يحمل مشروعًا كبيرًا مثلما قلت عنه بأنه مشروع النهضة, ليس شرطًا أن يكون رئيسًا للدولة كى يحققه, فأنت تنتمى لجماعة كبيرة ولديها حزب يمثل الأكثرية فى البرلمان وتستطيع إطلاق هذا المشروع فورًا, وإذا اقتنع به المصريون فسوف يساندونه, بعيدًا عن منصبك. أرجو أن تقبل اقتراحى ياباشمهندس بأن تطلق مشروعك النهضوى فورًا, فمصر ليست بحاجة إلى رؤساء بل من يحمل لها الأمل فى الغد, وحديثك عن مشروع النهضة يحمل هذا الأمل, فأعلنه كاملا على الناس واشرحه للرأى العام مصحوبًا بالتوقيتات الزمنية, ووقتها سيكون المصريون جميعًا على اختلاف انتماءاتهم سندًا لهذا المشروع, لكن نرجو تغليب مصلحة الوطن عن المصلحة الشخصية والحزبية, فلا تجعل استبعادك القانونى من الترشح للرئاسة عائقًا عن خدمة البلاد. مصر بحاجة لكل أبنائها.