ينشر موقع الجمعة كلمة الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريركى في أثناء صلاة قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية. قال باخوميوس " أن الكنيسة تقدم التهاني لأبنائها بعيد القيامة الذي يتزامن مع الحزن الكبير لرحيل راعى الرعاة البابا شنودة ، وأن ما يعزينا أنه يشفع لنا في السماء ويصلى لأجلنا . وتابع :"نحن إذ نحتفل بعيد قيامة الرب يسوع يتزامن برحيل حبيبنا البابا شنودة من هذا العالم الفاني , ولعل معلمنا بولس الرسول يدرك مدى الألم الذى نعرفه فى هذه الليلة ، ويعطينا رسالة تعزية يقول فيها "لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم , ونحن فى عيد قيامة ربنا يسوع نفرح بقيامته ، وعندما يجتاز الألم فى رحيل راعينا يقول بولس الرسول، أن من رحل عنا قائم أمام رب المجد , فالقيامة موضوع رجائنا فى هذا العالم ونؤمن أنه إن كان حبيبنا قد رحل فقد انضم لصفوف القائمين فى المجد , لإن المسيح بموته قهر الموت " . وأكمل:" ندرك أن أبينا قائم فى هذا المجد يعتنى بنا فى قيامة الرب , ونصرة الرب على الموت نصرة لنا, وإن كنا نحتفل بقيامة السيد المسيح , نؤمن أن معلمنا انضم لصفوف القائمين , وليس للموت سلطان عليه , ونؤمن أن الموت انتقال من هذا العالم للأبدية ،ومن الفناء للخلود ومن الفساد لعدم الفساد , وذلك نتعزى فى رحيل أبونا الحبيب , الذى أحببناه وأحبنا عاش فى قلوبنا وعشنا فى قلبه , وبذل من أجل وطننا وكنيستنا والعالم كله وهو قائم بهذا المجد العظيم لإنه حمل رسالة ". وأوضح : " وهو إن كان فى نظر العالم مات وهو قائم يتكلم ، ويتكلم ايضا فيما صنعه من بر وإقامة مدارس فكرية وروحية، وفيما قدمه للعالم من بذل , وما قدمه للعالم من فضائل, وكلماته دائما فى فكرنا ما حيينا , ومن يموتون يستريحون من آلام كثيرة ،عاش الصليب فى حياته فإستمتع بمجد القيامة فى رحيله , كان صاحب رسالة وفكرة وكانت حياته قدوة , وكان فى حياته يحمل آلامنا لكى نستريح ، كان يعلمنا أن الراعى لو أستراح تتعب الرعية , كان يتعب نهاره وليله علمانيته وتكريسه حياته فى المدينة والبرية نراه يجول يصنع خيرا رحل لكى يعلن أنه ذهب للأبدية لكى يستريح". ووجه باخوميوس رسالة للبابا الراحل قائلا:" أنت ذهبت لكى تستريح أنعم براحتك , ورجاء إيماننا أن نجاهد من أجل البر والفضيلة وأن نكمل فكر آبائنا وأن نلتقى بأحبائنا ،ولنا إيمان أن رحيل أبونا الحبيب لم يكن موت بل قيامة ورجاء ،وهذا هو فكرنا منتظرين يوم أن نلتقى فيه , ودعناه على رجاء اللقاء الأبدى , لا نؤمن أن الموت فناء لكنه أنتقال وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى وهذا الرجاء يعزينا فى رحيل أبائنا , لقد كملت أيام أبونا الحبيب ولا نستطيع أن نعترض على ارادة الرب ".