بمشاعر تفيض بالحزن حدادا على البابا الراحل ودون مظاهر احتفالية ووسط حالة من البكاء والنحيب بين القساوسة والآباء والكهنة .. أقامت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء اليوم قداس عيد القيامة المجيد وسط إجراءات أمنية مشددة حيث انتشرت وحدات من الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى حول مداخل وساحات الكاتدرائية لتأمين إحياء الأقباط الأرثوذكس لقداس عيد القيامة .. وكان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد أصدر بيانا اليوم أكد فيه أن إحياء الكنيسة لعيد القيامة سيكون دون مظاهر إحتفالية وجاء بالبيان " يعز على الكنيسة أن يجىء عيد القيامة المجيد فى غياب البابا شنودة الثالث الذى نثق بأنه يشفع لنا فى السماء" كما بحث المجمع المقدس الترتيبات اللازمة لإحياء ذكرى الأربعين فى وفاة البابا الراحل بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون. ويأتى إقامة القداس بعد نهاية أسبوع الآلام والذى توج بالصوم الكبير الذى امتد 55 يوما حيث يوافق ذلك ذكرى دخول المسيح إلى مدينة القدس .. هذه ولم توجه الكنيسة دعوات رسمية لأى من الشخصيات العامة للحضور وإنما تركت الدعوة عامة كما لم تقم الكاتدرائية أى مظاهر احتفالية كعادتها كل عام حيث كانت تعلق لمبات الإضاءة وتقيم السرادقات وتعلق الزينة وذلك حزنا وحدادا على البابا الراحل هذا وقد ترك كرسى مامرقس خاويا وهو الكرسى الذى كان يجلس عليه البابا ليقول كلمته فى نهاية القداس بينما جلس الأنبا باخوميوس قائم مقام بطريرك الكرازة المرقسية على مقربة من الكرسى وعلى كرسى آخر صغير ليشارك الآباء والقساوسة مظاهر وطقوس القداس.. قداس عيد القيامة المجيد وقد شارك فى إحياء القداس عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعدد من الوزراء والمحافظين والإعلاميين وقيادات الشرطة والشخصيات العامة والسياسيون يتقدمهم السيد عمرو موسى والفريق أحمد شفيق والسيد منير فخرى عبد النور والدكتورة منى مكرم عبيد. وفى كلمته التى ألقاها نيافة الأنبا باخوميوس نعى البابا شنودة الراحل وقدم شكره لجميع الحاضرين حيث قال : يسرنا أن ننقل إليكم جميعا تهنئة الكنيسة القبطية كلها وعلى رأسها آبائى وأخوتى أعضاء المجمع المقدس وإن كان احتفالنا فى هذه السنة يتزامن مع رحيل أبينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث والذى وإن كنا قد ودعانه فى هذا العام الخالى إلا أننا ندرك أنه فى السماء يشفع فينا ويصلى من أجلنا وفى بداية حديثى أود أن أشكر كل أحبائنا الذين شاركونا بالتعزية والتهنئة وعلى رأسهم السيد المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكل الأخوة فى السلطات التنفيذية والسياسية والشخصيات العامة .. نحن فى عيد قيامة يسوع وعندما يجتاز الألم إلى قلوبنا نقول ما علمه لنا بولس " لا تحزنوا لأن الذى رحل عنا هو طائر أمام الرب فى المجد " .. القيامة هى رجاؤنا فى هذا العالم وهى موضوع تعزيتنا وهى هدفنا فى الأبدية.. نحن لا نخاف الموت ولا ننظر للموت من خلال القبر المظلم ولكن من خلال القيامة المجيدة والموت هو انتقال من هذا العالم إلى الأبدية والخلود ومن الفساد إلى العدل .. قداس عيد القيامة المجيد وأضاف نيافة الأنبا باخوميوس: نحن نعزى فى حبيبنا الذى بذل من أجل هذا العالم كل هذا البذل العظيم لكنه قائم يتكلم إلى الأبد إلى مجىء المسيح فهو لم يمت فهو يتكلم فيما عمله من خير وما أقامه من مدراس روحية وفكرية وفيما قدمه للوطن من بذل .. كان يعلمنا أن الراعى إذا تعب تستريح الرعية وإذا استراح تتعب الرعية .. نحن نودعك على رجاء القيامة ورجاء الراحة ورجاء اللقاء الأبدى .. نحن لا ننسى تعب محبتك وصوتك فى كل بيت ومنهجك عاش به كل قائد ..
