تناولت الصحافة المصرية الصادرة صباح اليوم المشهد الدموي الذي تشهده القاهرة الان وهز وسط مصر بأكملها حزنا على مايحدث وطرحوا اسئلة كثيرة .
ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب والشاعر فاروق جويدة فى كل مرة يقال لنا إن هناك طرفا ثالثا أطلق الرصاص على المتظاهرين وأن قوات الجيش والشرطة لم تستخدم الرصاص.. هذا ما أكده المجلس العسكرى والمسئولون فيه وما أكده رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى فى مؤتمر صحفى..
وأضاف أن هذه ليست هى المرة الأولى التى نسمع فيها هذا الكلام، فى أحداث العباسية قيل إن هناك من أطلق الرصاص، وفى أحداث ماسبيرو أعلن الجيش أنه لم يطلق الرصاص وفى مذبحة محمد محمود وإنهاء الإعتصام فى ميدان التحرير والإعتصام أمام مجلس الوزراء تبرأ الجميع من دماء الشهداء وقالوا لم نقتل أحدا بالرصاص رغم أن الجميع مات بطلق نارى.
وتساءل الكاتب ما إذ كانت قوات الجيش بريئة وقوات الشرطة لم تقتل والمتظاهرون لايحملون سلاحا فمن الذى إستخدم الرصاص الحى وقتل عشرة شهداء..وماذا يعنى أن يقول رئيس وزراء مصر إن هناك طرفا ثالثا..لماذا لايقول لنا المسئولون فى الدولة من هو هذا اللهو الخفى الذى يقتل الشباب وماذا عن الجنود الذين سحلوا سيدة محجبة فى الشارع وهى عارية ونقلتها الصحف ووكالات الأنباء العالمية.
وأكد أن محاولة إسكات الشارع بدعاوى مجهولة النسب والهوية شئ مريب ولاينبغى السكوت عليه وإذا كانت هناك أياد خفية تقتل هؤلاء الشباب فإن أمانة المسئولية تتطلب أن يكشف المسئولون عن هذه الحقائق.
ومن جانبه قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده بصحيفة "الأهرام" إنه مع تزايد أعمال العنف في العراق بينما القوات الأمريكية تشد رحالها خارج أرض الرافدين ثمة تساؤلات ومخاوف عديدة حول مستقبل العراق ومدي قدرته على الحفاظ على أمنه ووحدة أراضيه بعد رحيل القوات الأمريكية يزيد من حجم هذه المخاوف.
وأضاف أن تصريحات عدد من كبار قادة الجيش العراقي يشكون من عدم جاهزية القوات العراقية لملء الفراغ الذي سوف ينتج عن خروج القوات الأمريكية رغم تصريحات رئيس الوزراء نور المالكي التي تؤكد أن القوات العراقية سوف تنهض بمهام حفظ الأمن بكفاءة رغم الحدود الشاسعة للعراق.
وأشار إلى أن الأمريكيين يعترفون بأن المالكي حليف متعب شديد الاعتداد بنفسه حريص على صورته أمام العراقيين بأنه خلص العراق من الوجود العسكري الأجنبي إلا أنهم يتشككون في مدي قدرته على إحتواء القوات العراقية التي تم تدريبها والحفاظ على الحد الأدني من تماسكها.
وأكد أنه من الواضح من تفاصيل المشهد العراقي أن المالكى رغم سلطاته الواسعة ربما لا يكون قادرا على الحفاظ على تحالفه الهش والإبقاء على أنصار الزعيم الشاب مقتضى الصدر داخل الحكم إذا سمح بوجود قواعد أمريكية فى العراق تبقى على جزء من الوجود العسكرى الأمريكى.
وقال إنه فى ظل هذه الظروف المعقدة خاصة بعد اتساع نطاق الإضطرابات في سوريا وزيادة التكهن بإمكانية سقوط حكم الرئيس بشار والخوف من إشتعال حرب طائفية في سوريا يمكن أن تمتد تأثيراتها إلي العراق لا يبدو أمام رئيس المالكي من حل آخر للحفاظ على وحدة العراق سوى تعزيز جبهته الداخلية وتوطيد عملية المصالحة الوطنية وإلتزام العدالة فى توزيع ثروات البلاد على كل الأقاليم دون تمييز طائفي.
وقال الكاتب فهمي هويدي في مقاله بصحيفة "الشروق" إن الصورة التي طيرتها وكالات الأنباء إلى أرجاء الكرة الأرضية، وتصدرت أمس الصفحات الأولى لكبرى الصحف في العالم كانت للفتاة المصرية المحجبة، التي ألقيت على الأرض وأوسعها بعض "الأشاوس" ضربا بعصيهم حتى مزقوا ثيابها وكشفوا عورتها.
وأضاف لقد رأينا أحدهم وهو يركل بطنها العارية بحذائه، في حين جرها آخرون من زملائه من شعرها وثيابها، في مشهد يقشعر له البدن ويزلزل كيان أي ضمير حي، لم يكن أسوأ ما فيه فقط بشاعة المنظر ووحشيته، وإنما أيضا درجة الغل والقسوة التي تبدت في سلوك الجنود الذين ارتدوا الثياب العسكرية.
وأكد أن الصورة المروعة تصعق من يراها وتصيبه بالذهول والدوار، حيث لا يصدق أحد - مهما شطح به الخيال أو ذهب به سوء الظن - أن ذلك يمكن أن يحدث لمصري أو مصرية بعد عشرة أشهر من الثورة التى ما قامت إلا لكى تدافع عن كرامة المواطنين وعزتهم.
وأشار إلى أن البيانات والتصريحات الرسمية تحدثت عن مندسين ومخربين وبلطجية، وهو ما لا استبعده ولدي استعداد لتصديقه مؤقتا. لكن هذا الذي رأيناه في الصورة الصاعقة لا ينبغى أن يمر دون اعتذار وحساب وعقاب.
وقال لقد كان ملفتا للانتباه أن تفجير الموقف في ميدان التحرير الذى أدى إلى قتل نحو أربعين مصريا تم متزامنا مع المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية، أما محاولة فض الاعتصام من أمام مجلس الوزراء هذه المرة فقد جاء متزامنا مع المرحلة الثانية، ولا أعرف ما الذي ينتظر المرحلة الثالثة، لكنى صرت أشك في هذه المصادفة.
الأمر الذى دفعنى إلى التساؤل عن هوية ومقاصد الذين يدبرون أو يفتعلون تلك الحوادث.وقال الكاتب د. حسن نافعة في مقاله بصحيفة "المصري اليوم" إن الأحداث، تثبت يوما بعد يوم، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقف ضد مشروع التوريث ولم يكن يمانع فى إسقاطه، لكنه لم يكن أبدا مع تغيير النظام ككل وإسقاطه وبناء نظام ديمقراطى جديد، وبالتالى لم يكن مع الثورة.
وأضاف أن هناك معلومات موثقة وصحيحة تؤكد أن قيادة الجيش المصرى كانت تتحسب للحظة التى يعلن فيها الحزب الحاكم رسميا ترشيح جمال مبارك لمنصب الرئاسة، ولأنها كانت تتوقع رفضا شعبيا كبيرا لمثل هذه الخطوة قد تترتب عليها اضطرابات خطيرة، فقد بدأ الجيش المصرى يعد خططا لاحتمال اضطراره للنزول إلى الشارع للسيطرة على أوضاع متفجرة والتعامل مع الموقف وفق معطياته المتحركة.
وأكد أنه عندما فاجأته أحداث يناير وانهارت أجهزة الأمن مساء جمعة الغضب فى 28 يناير، وطلب رئيس الدولة من الجيش النزول للشارع للسيطرة على الموقف، لاحت فرصة ثمينة لممارسة الضغط على القيادة السياسية من أجل إنهاء مشروع التوريث وترك له وقتا كافيا للتعامل مع الأزمة بطريقة رشيدة.
وقال إن المشاهد التى نقلتها الفضائيات المصرية عن الشرطة العسكرية وهى تلقى بالحجارة على المتظاهرين من فوق أسطح مجلس الشعب والمبانى المجاورة له، ثم تسحل المعتصمين فى ميدان التحرير أو بالقرب من مجلس الوزراء وتشعل النيران فى خيامهم تكفى لإسقاط شرعية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بوصفه المسؤول عن الإدارة السياسية للبلاد فى هذه المرحلة.
وأضاف أن الشعب هو مصدر السلطات وبوسعه منح الشرعية لمن يريد، وهو ما حدث عندما كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة المرحلة الانتقالية بعد سقوط رأس النظام السابق، فمن حقه سحبها منه، بل من واجبه أن يطالب بذلك. سحب الشرعية لا يعنى إسقاط الدولة أو العمود المتبقى منها وإنما إسقاط قيادة لم تف بالعهد ولم تؤد الأمانة كما ينبغى أن تكون، وتكليف قيادة أخرى بتحمل المسؤولية.