بعد نحو شهرين من مقال للكاتب الكبير فهمي هويدي حمل عنوان (الأتراك قادمون) في جريدة الشروق، جاء الشاعر والكاتب فاروق جويدة ليكتب مقالا في نفس الجريدة وتقريبا بنفس العنوان (أخيرا الأتراك قادمون). مقال هويدي المؤرخ في 31 مارس 2010 ركز في الأساس على الحضور "التركي" الطاغي في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في مدينة سرت الليبية، وتمثل في إنشاء البنية التحتية الكاملة للمؤتمر وصولا إلى تقديم خدمات الضيافة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لضيوف المؤتمر، (يعني تحملوا عبء المؤتمر من الإبرة للصاروخ)... واختتم هويدي مقاله يومها بقوله: "إذا أضفت إلى ما سبق التحركات السياسية النشطة التى تقوم بها تركيا فى العالم العربي، فسوف تجد أنها تتقدم بخطى حثيثة فى فراغنا المخيم، وإن دول المنطقة وفى المقدمة منها مصر، ستتحول إلى (كومبارس) فى نهاية المطاف، لأسباب عدة أهمها أنها رسبت فى اختبارات الحضور". على نفس النهج يسير فاروق جويدة وإن كان من زاوية مغايرة بعض الشيء، فهو يستغرب في البداية من تسارع الأحداث الذي أدى في النهاية إلى "قفز" تركيا لتكون في قلب أحداث العالم العربي، ويرصد شواهد عدة مهدت لهذا الحضور من أهمها رفض البرلمان التركي أن تكون أراضي البلاد محطة انطلاق للقوات الأمريكية لغزو العراق، وكذلك مشهد تصادم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع شيمون بيريز وإفحامه له في منتدى دافوس على مرأى من العالم أجمع. ويقدم جويدة في مقاله تحليلا لأسباب اقتراب الحكومة التركية من العالم العربي انطلاقا من توجس الغرب من هذه الحكومة المصبوغة بالطابع الإسلامي على خلفية الميراث العثماني السابق في أوروبا، وهو نفس الميراث الموجود أيضا إبان الحكم العثماني للعالم العربي... لكن مع اختلاف جوهري بين الحالين يتمثل أساسا في الرابط الديني الذي يجمع تركيا بالعرب. يؤكد جويدة أيضا أن أحداث 11 سبتمبر أسهمت في تقريب التجربة الإسلامية التركية ليس من العرب فقط بل وأيضا من الغرب الذي رأى في هذه التجربة نموذجا للوجه الإسلامي المتسامح المقبول لدى الغرب، ورأى كذلك في قوة أنقرة قدرة على مواجهة النفوذ المتنامي لإيران في المنطقة خاصة بعد تحييد القوة العراقية التي كانت هائلة في عهد صدام. لكن تركيا كما يقول الكاتب طمعت في دور أكبر تمثل في الاتفاق الأخير الذي أبرمته مع البرازيل وإيران بشأن تخصيب اليورانيوم للمفاعلات النووية الإيرانية، والذي رفضته أمريكا وأوروبا.... ثم ها هو أردوغان يعلن أنه سوف يزور غزة وهي زيارة لم يفكر مسئول عربي سابق أن يقوم بها.. ويرى جويدة أن هذا الدور التركي الذي انبنى أساسا على خلو الساحة السياسية في المنطقة من لاعبين عرب بحيث خلت لإيران وإسرائيل وبات الوضع متاحا لتركيا لتحصل على جانب كبير من مقدرات اللعبة وهو ما أفقد الحكومات العربية توازنها على حد قول جويدة، لأنها ظلت طوال سنوات تحذر من خطر المد الشيعي على الشعوب العربية، لتفاجأ بخطر من دولة "سنية" لها تاريخ طويل مع العالم الإسلامي. يختتم جويدة مقاله في الشروق بقوله: "ليست إسرائيل وحدها الآن التي تواجه العاصفة التركية القادمة، ولكن الحكومات العربية في موقف أسوأ أمام الغزو التركي القادم على أجنحة شعوب عربية محبطة جعلت من أردوغان زعيما للعرب والمسلمين خلال أيام معدودة". ومن أبرز ما جاء أيضا في جريدة الشروق يوم الأحد: الجزء الثاني من دراسة شيخ الأزهر الراحل عن بني إسرائيل: اليهود أبرع الناس في الترويج للنظريات التي تنفعهم وتضر غيرهم... امرأة فرنسية فضحت بروتوكولات صهيون لأنها كتب شريرة تؤكد أن الإسرائيليين أسياد العالم... طنطاوي يسرد نعم الله على اليهود ويفند دعواهم الباطلة... أصابع اليهود وراء كل فكرة تستخف بالقيم الإسلامية. النائب العام يطلب من القضاء الأمريكي كشف المسئول في رشوة المرسيدس الشروق تنشر تفاصيل مهر هشام طلعت لسوزان تميم: مليون دولار في بنك بسويسرا و3 ساعات من الماس والذهب الأبيض.