قال ناشطون وسكان محليون ان القوات الحكومية السورية ووحدات من جنود منشقين عن الجيش السوري اشتبكت في معركة شرسة يعتقد انها واحدة من اقوى المعارك خلال الانتفاضة السورية المستمرة منذ تسعة اشهر. وقال الناشطون ان قوات من الفرقة المدرعة الثانية عشرة، ومقرها بلدة الاسراء التي تبعد نحو 40 كم من الحدود مع الاردن، اقتحمت بلدة بصرى الحرير الاحد، فيما شهدت سورية الاحد اضرابا عاما تلبية لدعوة من المعارضة.
ونقلت عن ربة بيت في البلدة، طلبت عدم ذكر اسمها، قولها انها سمعت اصوات اسلحة رشاشة ثقيلة من دبابات، وان اطفالها كانوا يبكون خوفا وذعرا.
وقال ناشطون ان الاضراب الذي دعت اليه المعارضة تسبب في شل الحركة التجارية في انحاء عديدة من العاصمة دمشق ومدن سورية اخرى.
وقالوا انه اكبر اضراب منذ بدأت الانتفاضة في مارس/آذار لاسقاط نظام حكم الرئيس السوري بشار الاسد. ونقل عن ريما فليحان، العضوة في المجلس الوطني الانتقالي السوري، قولها "انها المرة الاولى التي نرى فيها المحال وقد اغلقت في العديد من ضواحي دمشق، وانتشر الاضراب الى معظم الضواحي والمحافظات الاخرى".
واضافت ان الهدف "الوصول الى عصيان مدني عام يشمل كافة القطاعات لدفع النظام الى الانهيار". وقالت ان "الكلفة ستكون مزيدا من الضحايا، لكنها ستكون اقل من كلفة انتفاضة مسلحة نرى فيها النظام مصرا على البقاء لتدخل البلاد في سيناريو شبيه بليبيا".
وتقول مصادر من داخل سورية إن الاشتباكات بين الجيش والمنشقين أسفرت عن احتراق ثلاث مدرعات سورية. ويعرف عن منطقة بصرى الحرير ومنطقة التلال شمالي البلدة انها مخبأ لمنشقين ومنطلق للهجوم على خطوط امداد الجيش السوري، وهي ملجأ آمن لهم نظرا لطبيعتها الجبلية التي تصّعب على الدبابات وقوات المشاة اقتحامها. إلا أن القوات السورية دفعت بتعزيزات إليها من عناصرها المتمركزة في بلدة الاسراء على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن. ويوجد في المنطقة كهوف تساعد المنشقين على الاختباء وممرات سرية يمكن استخدامها للوصول إلى ريف دمشق بحسب ما يقول الناشطون.
الحكومة تتوعد وقالت بعض الانباء ان الحكومة هددت اصحاب المحال المضربين باتلاف محلاتهم ومصادرتها ان هم اصروا على اقفالها. كما قال عضو المجلس الوطني السوري زيور عمر ان الاضراب يحظى بدعم واسع.
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن ناشطين قولهم إن دعوة الاضراب قوبلت باستجابة كبيرة في حمص ومحافظة درعا وفي جبل الزاوية في ادلب قرب الحدود التركية، وحرستا ودوما قرب دمشق.
واتهم المرصد قوات الأمن السورية بتنفيذ حملات اعتقال ومحاولة إجبار التجار على فتح محلاتهم في المدن التي اضربت. حمص من جهتها أعربت فرنسا عن مخاوفها من أن تشن قوات الأمن هجوما على مدينة حمص.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "تحذر فرنسا الحكومة السورية من انها ستحمل السلطات السورية مسؤولية اي اعمال ضد السكان في حمص".
ويقول مراقبون إن ذلك يأتي تأكيدا للمخاوف التي تصاعدت في واشنطن ولندن وانقرة تجاه تقارير تحدثت عن استعدادات لعملية عسكرية ضخمة.
كما اتهمت باريس دمشق بانها وراء الهجوم الذي وقع على الاراضي اللبنانية الاسبوع الماضي. وكانت دورية من خمسة جنود فرنسيين من عناصر القوات الدولية في لبنان (يونيفيل) قد تعرضت الجمعة لتفجير بلغم راضي اسفر عن اصابتهم بجروح متفاوتة.
وقالت مصادر امنية لبنانية ان التفجير، الذي وقع في الجزء الشرقي من صور، كان قويا واصاب سيارة دورية من نوع "جيب" كان يستقلها الجنود الدوليون.