يبدأ اليوم رئيس الوزراء المكلف الشيخ جابر المبارك مشاورات تشكيل حكومته الجديدة، التي تشير التوقعات إلى تأخر تشكيلها لمدة أسبوع، في وقت بدأ نواب المعارضة هجوماً مبكراً على المبارك، مطالبين أياه بمحاربة الفساد، مستعجلين قرار حل مجلس الأمة (البرلمان) تمهيدا لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وأدوا رفضهم ما تردد عن تغيير النظام الانتخابي بإصدار مرسوم ضرورة بعد حل المجلس لإجراء الانتخابات وفق نظام الدوائر العشر لا الخمس كما هو الحال حالياً. وفيما نفى النائب المعارض مبارك الوعلان اقتحام سكرتيره لقصر رئيس الوزراء المستقيل ناصر المحمد، بدأ نواب الموالاة الذين اتهموا بتضخم حساباتهم البنكية بشن هجوم معاكس على نواب المعارضة، مطالبين إياهم بإثبات اتهاماتهم . وبدأت الكتل السياسية والتيارات استعداداتها للانتخابات النيابية المتوقعة في بداية العام المقبل انطلاقا من التسريبات وفرضية حل مجلس الأمة الحالي . مصادر نيابية قالت إن تلك الكتل بدأت بالرجوع إلى قواعدها الانتخابية ومكاتبها التنفيذية والإرشادية بغية تهيئة كوادرها لخوض المعركة الانتخابية في الدوائر التي ترى أن حظوظها وافرة فيها للفوز. وأشارت المصادر إلى أن بعض الفعاليات الإسلامية بينها نواب حاليون يسعون لإعادة إحياء تحالف (الإخوان والسلف) في الانتخابات المقبلة، وإجراء تنسيق فعال في هذا الجانب رغم فشل هذا المسعى من خلال الانتخابات الماضية . وأوضحت المصادر أن التوجه الحكومي لتعديل الدوائر بمرسوم ضرورة أربكت الحسابات الانتخابية للعديد من الكتل وحتى النواب المستقلين، الأمر الذي يبقي أي عملية تنسيق أو تحالف سياسي (مجمدة) حتى وضوح الرؤية تجاه نية تعديل الدوائر سواء بالإبقاء على ال5 المعمول بها حاليا أو تعديلها نحو العشر . وحول التشكيل الحكومي الجديد، أوضحت المصادر ان المشاورات ستبدأ اليوم وسوف تستمزج آراء جميع الكتل والفعاليات المؤثرة في المجتمع، بحيث تنال الحكومة إجماع أو، على الأقل شبه إجماع، من تلك التيارات والكتل حتى لا تواجه مصير الحكومات السابقة. وأشارت المصادر إلى أن علي الرشيد البدر من الأسماء المرشحة بقوة لمنصب وزارة المالية، كما تردد اسم نائب رئيس الأركان الفريق خالد الجراح لوزارة النفط، بعد ان كان فاروق الزنكي مرشحا لها، حيث رأت الحكومة ان الزنكي من الكفاءات وأنه سيخدم وينتج في موقعه الحالي، وأكدت بقاء عدد من الوزراء وهم، إلى جانب الوزراء الشيوخ، وزراء الكهرباء والبلدية والتجارة. ووجه زعيم المعارضة النائب أحمد السعدون رسالة إلى رئيس الوزراء المكلف، لتذكيره بان أمامه فرصة تاريخية لإثبات رغبته وقدرته على تغيير النهج الفاسد الذي ساد خلال الحقبة السابقة، ويأتي في مقدمة مسؤولية الحكومة التي سيشكلها حسن إدارة وسلامة الانتخابات بما يفترض من نزاهة وشفافية وتطبيق صارم للقانون.