أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء لقاء تلفزيوني مع قناتي "صوت أمريكا" و"البي بي سي" الناطقتين بالفارسية أن بلادها ستنشئ سفارة افتراضية للولايات المتحدة في طهران عبر شبكة الإنترنت حتى يتمكن المواطنون الإيرانيون من طرح تساؤلاتهم والتواصل المباشر مع الإدارة الأمريكية. وفيما يخص محاولة الاغتيال الفاشلة التي كانت تستهدف السفير السعودي في واشنطن قالت: "إيران انتهكت القوانين الدولية وعلى الأممالمتحدة أن تتعاون معنا لمعاقبة طهران على فعلتها هذه، ونظراً للعريضة التي قدمها الادعاء العام ضد المتهم منصور أرباب سيّر قدمنا الكثير من القرائن و الأدلة التي تثبت صحة هذه القضية".
و أضافت أيضاً: "إن هذه الأدلة سيتم تقديمها للمحكمة, ومن المحتمل أن تتمكن الحكومة من إثبات صحة تلك الاتهامات في المحكمة".
وفي ردها على سؤال حول الغموض الذي يلف القضية, قالت: "نحن قمنا بشرح ملابسات القضية بحيث لا ندع مجالا للغموض, لكن كان أداء فيلق القدس التابع للحرس الثوري بشكل لا يدع مجالا للشك في أنه هو من قام بالعملية".
وتتهم السلطات القضائية الأمريكية, مواطناً أمريكيا من أصل إيراني وهو "منصور أرباب سيّر" ومواطنا إيرانيا آخر وهو "غلام شكوري" والذي يقال إنه عضو في فيلق القدس التابع للحرس الثوري, بأنهما كانا ينويان اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.
وفي رد وزيرة الخارجية الأمريكية على سؤال حول مساعي الولاياتالمتحدة لإعادة العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران, قالت: "إن الرئيس باراك أوباما أعلن عن استعداده فتح حوار مع المسؤولين الإيرانيين, إلا أن نظام الحكم في إيران معقد للغاية ولا يمكن التكهن بمن هو صاحب القرار في البلاد".
وأوضحت: "المسؤولون الإيرانيون يتجنبون الظهور مع نظرائهم الأمريكيين حتى في الحفلات الرسمية في العالم، وكما يبدو أن إيران تشهد حرباً داخلية على السلطة ولا يمكنها أن تتخذ أي قرار في ما يتعلق بعلاقاتها بالولاياتالمتحدة".
وفي ردها على سؤال حول امتناع الولاياتالمتحدة عن دعم الحركة الخضراء أثناء الاحتجاجات التي اندلعت عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في صيف 2009, قالت كلينتون: "كانت هنالك أصوات من داخل الحركة الخضراء تحذر الولاياتالمتحدة من مغبة التدخل والعمل بطريقة تظهرها الداعم الرئيسي للحركة الخضراء, حتى لا يتعرض أنصار الحركة للخطر وتتأثر الحركة سلباً بهذا الدعم".
وأضافت أيضاً: "في الثورة الليبية مثلاً أعلن الثوار عن ترحيبهم بأي دعم أجنبي وبالتالي قمنا بدعمهم, لكن زعماء الحركة الخضراء لم يرحبوا بهذا الشكل من الدعم".
يشار إلى أن الكثير من زعماء المعارضة الإصلاحية في الخارج غيّر من موقفه تجاه التدخل الأجنبي لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية ونظموا مؤتمرات في واشنطن ولندن وباريس، بحثت بشكل تفصيلي إمكانية تنظيم مظاهرات في الربيع القادم في إيران خلال الانتخابات التشريعية القادمة في مارس/آذار على غرار "الربيع العربي"، ووجه هؤلاء انتقادات حادة الى واشنطن والاتحاد الأوروبي بسبب تراخيها في دعم المعارضة الإصلاحية والاحتجاجات بعد الانتخابات.
وفي تصريحات مثيرة تنبئ عن مخاوف جدية من ربيع ساخن ستشهده إيران، أعلن داوود أحمدي نجاد شقيق الرئيس الإيراني أن لدى الحكومة معلومات بأن "التيار المنحرف" ويقصد به الإصلاحيين وعموم مخالفي تيار شقيقه، يستعد للدخول في مرحلة عسكرية للسيطرة على مقاليد الحكم في إيران.
وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد هدد يوم الثلاثاء معارضيه المؤيدين للمرشد علي خامنئي، بأنه قادر على القضاء عليهم في ثانيتين فقط إذا أراد.