افتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم /السبت/ أعمال الدورة السادسة للمنتدى الاقتصادي العالمي التي تعقد في البحر الميت تحت عنوان "النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل في العالم العربي" بمشاركة نحو ألف من كبار الشخصيات وصناع القرار من المنظمات الحكومية والمدنية من 50 دولة . ويضم وفد مصر الرسمي في أعمال المنتدى وزيري الصناعة والتجارة الخارجية الدكتور محمود عيسى والقوى العاملة والهجرة أحمد البرعي، كما يشارك في فعاليات المنتدى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة في مصر. وسيتركز برنامج عمل المنتدى على أربعة محاور رئيسية، هي محاور الاستقرار والنمو الاقتصادي، والتشغيل، والتعليم، والريادة. ويناقش المنتدى الأوضاع الاقتصادية والتنموية في العالم العربي في ضوء المستجدات والمتغيرات السياسية في المنطقة مع التركيز على تنشيط النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. ويناقش المشاركون في المنتدى دور منظمات المجتمع المدني العربية في ظل الحراك الاجتماعي، ونماذج من الحوكمة الاقتصادية، ومدى الحاجة إلى الإبداع الاقتصادي الذي يؤدي إلى المخرجات الايجابية. وفي جلسة تتصل بشعار المؤتمر، يناقش المشاركون مشكلات الانكماش الاقتصادي على مستوى الوطن العربي وتوقعات النمو الاقتصادي ومعدل استحداث فرص العمل وعلاقة الخطط الاقتصادية ومستوى ثقة المستثمرين في تحقيق هذه الأهداف ومدى تأثير حالة عدم اليقين التي تسود في العالم حيال النمو. ويبحث المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته السادسة بمنطقة البحر الميت بالأردن أيضا أهمية الشفافية والمساءلة في بناء الثقة المؤسسية ومواجهة تحديات الحوكمة الرشيدة ودور الإعلام في نشر التوعية حول هذه القضايا التي تعتبر رئيسية في المؤتمر.وتحظى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باهتمام كبير في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بالبحر الميت حيث تم تخصيص جلسة لمناقشة كيفية مساهمة هذه المؤسسات في تحقيق النمو الاقتصادي الى جانب التركيز على الريادة في قطاع الأعمال على مستوى الوطن العربي ودورها في استحداث فرص العمل الى جانب الرعاية الاجتماعية التي تعنى بها منظمات المجتمع المدني. كما خصص المنظمون جلسة حول مستقبل التعاون بين الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية ودوره في إحداث التنمية الإقليمية، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والعالمية المطروحة في ظل المتغيرات الحالية في المنطقة. وتشهد اجتماعات المنتدى المشاركة الأكبر من نوعها لرؤساء الدول والحكومات حتى الآن حيث يشارك في فعالياته كلا من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، والرئيس الروماني يترايان باسيسكو، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ورئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق برهم صالح، ورئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. كما يشارك في الاجتماعات وزراء من ثماني دول، إلى جانب أكثر من 65 من الشخصيات العامة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم المبعوث الخاص لمجموعة الثمانية للدول العربية إدوار بالادور وممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط، توني بلير ورئيس البنك الأفريقي للتنمية تونسدونالد كابيروكا، ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي، ووزير النفط الكويتي محمد محسن البصيري، وجون ماكين السناتور الأمريكي عن ولاية اريزونا، ووزير التشغيل والتكوين المهني في المغرب جمال أغماني، ونائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نعمت شفيق، والعديد من الشخصيات الأخرى وممثلي الشركات العالمية الكبرى. وستشهد أعمال المنتدى كذلك توزيع جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز والإبداع، التي أطلقت في المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2007 وتهدف إلى دعم المشاريع الريادية الشبابية في العالم العربي. يشار إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي عقد أول اجتماع له في الشرق الأوسط في منطقة البحر الميت عام 2003 حيث اعتبر تظاهرة عالمية اقتصادية وسياسية في المنطقة في فترة كانت تمر بها المنطقة في ظروف حرجة عقب حرب العراق وتوتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وكذلك عقد في العامين 2004 و2005 قبل أن ينتقل في العام 2006 إلى شرم الشيخ في مصر، وعقد المنتدى آخر مرة في الأردن في شهر مايو 2009، وكان أعلن عن عودته إليها مرة أخرى في ختام دورته للعام الماضي في المغرب.