استعبد المنسق الإقليمي للاتحاد البريدي العالمي المكلف بالبلاد العربية نجيب بولعراس، حدوث عمليات تهريب لأموال الوزراء والمسئولين المصريين السابقين من خلال إرسال طرود بريدية خارج البلاد. وأوضح بولعراس -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن المسئولين المتورطين في قضايا الفساد وتهريب الأموال في البلدان العربية لم يكونوا بحاجة إلى تهريب أموالهم من خلال طرود بريدية لأنهم كانوا يستخدمون حصانتهم لتمرير حقائبهم دون الخضوع لعمليات تفتيش. وأكد بولعراس أن الاتحاد البريدي العالمي التابع لمنظمة الأممالمتحدة يلعب دورا هاما في منع محاولات غسيل الأموال من خلال البريد، لافتا إلى أن التحويلات المالية من خلال البريد تخضع لمراقبة البنوك المركزية في البلدان المعنية، مشيرا إلى أن الاتحاد البريدي العالمي يشترط كذلك فتح أي طرد حال الاشتباه به. ونوه بوجود تعاون بين الاتحاد والسلطات الأمنية ووزارات المالية وهيئات الجمارك لضبط حالات غسيل وتهريب الأموال على مستوى دول العالم، مشيرا إلى أن البريد يعالج أكثر من 6 مليار طرد سنويا. وأشار بولعراس إلى الاتحاد يلعب أيضا دورا هاما على الصعيد الإنساني، لافتا إلى مساعدة الشعب الياباني بعد الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان مؤخرا حيث قامت المكاتب البريدية المتنقلة بإيصال المؤن إلى الأشخاص المعزولين في الأماكن المنكوبة. وفيما يتعلق بالجانب المالي، أكد بولعراس أن قيمة الحسابات الجارية أو حسابات الادخار لدى المؤسسات المالية البريدية بلغ ما يقارب المليار من أصل 185ر5 مليار حساب جار أو حساب ادخار في السوق العالمي للمصارف بالتجزئة، لافتا إلى أن مصالح البريد في العالم تعالج ما يقارب 438 مليار رسالة سنويا، فيما يعود 80 في المائة من هذا العدد إلى الشركات والمؤسسات والكيانات الحكومية، بينما تشكل رسائل الأفراد نسبة تتراوح ما بين 5 في المائة و 11 في المائة. وأكد المنسق الإقليمي للاتحاد البريدي العالمي المكلف بالبلاد العربية نجيب بولعراس أن الاتحاد يلعب دورا هاما في التحويلات المالية للمهاجرين وبين الشركات على مستوى العالم، وذلك من خلال عمليات آمنة وسريعة، مضيفا أن الاتحاد يملك خبرة هامة في هذا المجال كونه ثاني أقدم مؤسسة أممية في العالم حيث تم تأسيسه في عام 1874 في مدينة برن. وأوضح بولعراس أن الاتحاد يسعى حاليا لتطبيق العديد من البرامج لمساعدة البلدان النامية من خلال إعادة هيكلة وإصلاح البريد العالمي حتى تستطيع مؤسساته أن تضمن الربحية والربط بين جميع أفراد العالم، منوها بتطوير الخدمات المالية من خلال دفاتر التوفير والحوالات البريدية الداخلية والخارجية. وقال إن إيرادات الاستثمار البريدية ارتفعت بنسبة 7ر13 في المائة لتبلغ 2ر1 مليار وحدة من حقوق السحب الخاصة، فيما يدر بريد الرسائل 40 في المائة من الإيرادات البريدية في البلدان العربية، أما الطرود والخدمات اللوازمية فتساهم بنسبة 6 في المائة من هذه الإيرادات. وأوضح بولعراس أن حصة سوق البريد العربي من البريد العاجل تمثل 2 في المائة ، مشيرا إلى وجود منافسة شديدة من جانب 140 شركة خاصة لنقل البريد في البلاد العربية، عدا تونس. ولفت إلى أن حصة السوق العربي من الطرود البريدية بلغت 3 في المائة، في الوقت الذي تشهد فيه التجارة الإلكترونية تطورا هاما جدا على مستوى العالم. ونوه بولعراس بوجود 75 في المائة من البلاد العربية لها مؤسسات بريدية مستقلة ماليا وإداريا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أغلب المؤسسات لها رأسمال مملوكا للحكومة عدا 4 بلدان فقط تمثل 2ر18 في المائة ولها سلطة تنظيمية للمجال البريدي. وأوضح بولعراس أن مساهمة المنطقة العربية في ميزانية الاتحاد البريدي العالمي تبلغ 72ر13 في المائة من مساهمة البلدان الأعضاء، فيما تضم الشبكة العربية للبلدان العربية حوالي 16 ألف مكتب بريدي حضري، أي 4ر2 في المائة من الإجمالي العالمي.مشيرا إلى أن كل مكتب بريد يخدم في المتوسط 20323 ساكنا.