شهدت سوق العملات المشفّرة، يوم الإثنين، تراجعًا حادًا أعاد إحياء موجة البيع الواسعة التي بدت في الأيام الماضية وكأنها فقدت زخمها. وانخفضت البيتكوين بنحو 6% لتتراجع إلى ما دون 86 ألف دولار خلال التعاملات المبكرة في آسيا، فيما هبطت الإيثريوم بأكثر من 7% إلى أقل من 2800 دولار، حسب بيانات صادرة عن "بلومبرغ". كما لحقت معظم العملات الرقمية الأخرى بالمسار الهابط، حيث تراجعت سولانا بنسبة 7.8%.
وتأتي هذه التطورات في ظل هشاشة واضحة تشهدها سوق الأصول الرقمية، بعد موجة بيع ممتدة بدأت منذ أسابيع، عقب تصفية مراكز مدينة تجاوزت قيمتها 19 مليار دولار في أوائل أكتوبر، وذلك بعد أيام من وصول البيتكوين إلى مستوى قياسي بلغ 126،251 دولار. ورغم أن انحسار الضغوط البيعية الأسبوع الماضي مكّن البيتكوين من استعادة جزء من مكاسبها وتجاوز 90 ألف دولار، فإن السوق عادت مجددًا تحت وطأة عمليات البيع.
توقعات بمزيد من التراجع
ومع الهبوط الجديد، يتهيأ المتعاملون لاحتمال تسجيل انخفاضات أوسع. وقال شون مكنولتي، رئيس تداول المشتقات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "فولكن إكس": "يبدو أنها بداية موجة نفور من المخاطرة مع دخولنا ديسمبر."
وأضاف أن ضعف التدفقات نحو صناديق البيتكوين المتداولة وغياب المشترين عند الانخفاض يمثلان أبرز مصادر القلق في السوق، متوقعًا استمرار الضغوط الهيكلية خلال الشهر الجاري. وأشار إلى أن مستوى 80 ألف دولار يعد دعمًا رئيسيًا يراقبه المتداولون للبيتكوين.
وتترقب الأسواق بيانات اقتصادية أمريكية مهمة الأسبوع المقبل، والتي ستُعد مؤشرًا حاسمًا على قوة الزخم الاقتصادي، بينما يقيّم صناع القرار مسار أسعار الفائدة خلال الفترة المتجهة نحو عام 2026.
كما من المتوقع أن تؤثر هذه البيانات على توقعات استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في دورة خفض الفائدة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأحد أنه حسم قراره بشأن مرشحه لرئاسة الفيدرالي، مؤكدًا أنه يتوقع منه المضي في خفض أسعار الفائدة.
وفي سياق متصل، شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تقلبات ملحوظة في تداولات الصباح، بعد أسبوع كانت قد حققت خلاله أفضل أداء لها في نحو شهرين، بينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" بشكل طفيف