تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى اختيار القرعة الهيكلية للبابا تواضروس الثاني، البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة، وذلك بالتزامن مع عيد ميلاده. ذكرى تحمل طابعًا روحيًا خاصًا تعود الذكرى إلى الرابع من نوفمبر عام 2012، حين أُجريت القرعة الهيكلية لاختيار خليفة البابا الراحل شنودة الثالث. وجاء ذلك بعد صوم جماعي من الدرجة الأولى استمر ثلاثة أيام متتالية — من 31 أكتوبر حتى 2 نوفمبر — شارك فيه الأقباط في مختلف الكنائس، استعدادًا للحدث التاريخي. وخلال قداس القرعة الهيكلية في الكاتدرائية الكبرى بالعباسية، قام الطفل بيشوي جرجس مسعد (6 سنوات) بسحب إحدى البطاقات الثلاث الموضوعة على المذبح، ليقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس، الذي كان يبلغ آنذاك 60 عامًا، ليصبح البابا رقم 118 على كرسي مارمرقس الرسول. القرعة الهيكلية.. مزيج من الانتخاب والإيمان تُعد القرعة الهيكلية من أبرز الطقوس الكنسية التي تجمع بين الجانب الانتخابي والروحاني، إذ تُجرى بعد عملية تصويت لاختيار ثلاثة مرشحين حصلوا على أعلى الأصوات، ثم توضع أسماؤهم داخل صندوق يُغلق بالشمع الأحمر ويُوضع على المذبح. بعدها يُختار أحد الأطفال المكرّسين ليختار عشوائيًا إحدى الأوراق، فيُنظر إلى النتيجة باعتبارها "اختيار السماء". ويستمر هذا التقليد الفريد حتى اليوم داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بوصفه علامة على توازنها بين النظام الكنسي الحديث والإيمان الراسخ بتدخل العناية الإلهية في اختيار راعيها الجديد.