"هكذا يمكن لى أن أمد ساقى وأفرد قدمى" جملة قالها "سقراط" الفيلسوف اليونانى حينما فوجىء ضمن طلابه الجالسين أمامه وجهًا جديدًا لم يراه من قبل فتحرج فى حديثه "أى لم يستطع أن يأخذ راحته فى الكلام والجلوس " لوجود هذا الشخص الجديد ضمن حوارييه أو طلابه وحينما إستنطقه بالكلام حتى يراه إستطاع أن يعتدل فى جلسته بما يناسب راحته كفرد قدميه أمام الجالسين. وما زالت هذه الحكمة تتردد ونحتاجها كثيرًا اليوم ومن الملاحظ أن من يتقدم هذه الأمة لا يتكلم ولكنه يتجهم فيحسب أنه حكيمًا وينطبق عليه القول "إذا سكت ............ حسبوه حكيمًا " وعلل بأمثلة مثل " السكوت من ذهب والكلام من فضة "وللأسف الشديد أصبحت هذه سمة جديدة من سمات الوجوه العامة فى مصر. ومن بعض العامة فى مصر " من سكت دهرًا ونطق كفرًا " ولعل ما ينطبق عليه هذا القول إذا كان شخصًا مسئول عن نفسه وأسرته فله ماله وعليه ما عليه " واللى شايل قربة مخرومة تخر على دماغه" وهذا ليس شأننا لكن إذا إنطبق هذا القول على مسئول أو منتمى إلى جماعة أو حزب وزاول الحديث فى جهاز إعلامى مثل التليفزيون أو الراديو فهنا الطامة الكبرى. نصدم يوميًا بجهابذه من هؤلاء النوعية تفرد لهم الأجهزة الساعات والدقائق لكى يدلو بدلوهم (جهلهم) للناس وللأسف الشديد لامحاسب ولارقيب ولا معقب مثل "سقراط" -"الله يرحمه "لكى يضع فى فمه "فوطة مبلولة" مستخدمًا وسيلة من وسائل الإسكات التى إبتدعت فى مصر على يد الأختين "ريا وسكينة". إن الملاحظة الثانية على المشهد العام فى مصر خلال الفترة الماضية أن تردد فى أروقة الحكومة المصرية السنية عن إقتراح بصرف 75% من المرتب لمن يرغب أن يقوم بنصف (واجبه ) ،60% من مرتبه لمن يرغب إلا يقوم بواجبه كاملًا ، لقد إعتدنا فى مصر على على أن من يقوم بواجبه فهو فى المجتمع يعتبر بطلًا.. وتشيد به الأقلام فى الصحف وإذا قام أحد بالقيام بنصف واجبه وجب تقديم الشكر الجزيل له على أنه تفضل وقام بنصف واجبه. ولعل من لا يقم بواجبه فهو شخص عادى جدًا لا يلتفت إليه أحد على أنه مخالف أو معطل أو مرفوع من الخدمة ويأتى أخر كل شهر يقبض ما يسمى بالمرتب وكل الحوافز وبدل الحضور وبدل ... وبدل ... وبدل وكل هذه البدلات لا تكفى منع إراقة ماء الوجه للمواطن المسئول.وبالتالى من يقم بواجبه كله أو نصفه وجب شكره فى العلن والسر ودعينا له بطول العمر والبقاء فى منصبه لأنه لم تولده ولادة لأنه يقوم بواجبه أو بجزء منه. ولتقنين هذه النظرية التى أودت بنا كمجتمع ووطن إلى درجة لا نستحقها فى الرقى فنحن نستحق أكثر مما هو واقع ومعلن
أى الحكومة تحاول أن تكون محلل لمن يستحق الرفت أو الطرد من العمل أو التحقيق معه فيما قبضه على ما لم يؤديه من واجبات "الحمد لله لاشكر على واجب" [email protected]