خيانة الصديق لا تغتفر، لأنها مثل سكين تصيب القلب فلا يبرأ، ولكن "حسام السنوسي" مدرب السباحة في النادي الأهلي، تلقى سكينًا حقيقية أودت بحياته، من صديق غدر به، رغم كل المساعدات التي قدمها له، فكان جزاء الخير شرًا، وجزاء الصداقة والأمان غدرًا وخيانة، حيث ضحى "أمير" بصديقه مقابل 5 آلاف جنيه. صدمة مروعة عاشتها أسرة حسام السنوسي بعد تلقى خبر مقتله على يد صديقه الذي آمن له في يوم من الأيام، بسبب تأخر القاتل في دفع باقي ثمن "إسكوتر" باعه له الضحية، وتبقى من ثمنه فقط 5 آلاف جنيه، فذهب إليه ليطالبه بها، إلا أنه لم يعلم بالمكر والغدر الذي ملأ قلب صديقه، فأنهى حياته دون رحمة ولا شفقة؟ انتقلت محررة "الفجر"، إلى منطقة جسر السويس، حيث تعيش أسرة القتيل حسام السنوسي، لتتعرف منهم على تفاصيل هذه الحادثة المفجعة. يجهش صوت الأب وهو يتحدث عن ابنه، ويتمالك نفسه ويحبس دموعه ويقول: "أنا أب، وفخور بابني، وحتى الغريب والقريب كانوا يحبون أبني، وقالوا في حقه الكثير من الأمور الجيدة، وخبر مقتله نزل علي كالصاعقة، وأصعب خبر يتلقاه الأب أن ابنه مات، وهذا الخبر يمكن أن يؤدي للوفاة إلا ما رحم ربي، والحمد لله هو إنسان لا مثيل له، وربنا يجعل مثواه الجنة ومن الشهداء، وهو معملش أي حاجة وحشة". من جانبها، قالت السيدة "أميمة"، والدة حسام، إن نجلها كان يعمل نادي الغابة، ثم نادي الرواد، وبعدها انتقل إلى النادي الأهلي فرع الشيخ زايد، وبالفعل قبلوه، موضحة أنه يوم الخميس الماضي أي قبل الواقعة بيومين بيومين أخبرها أنه سيترك الشقة التي يعيش فيها مع صديقه أمير، لأن "أمير" يرغب في الزواج بها، وبالتالي هو سوف ينتقل إلى شقة أخرى، وفي مساء يوم الجمعة، تلقيت اتصالا أخبروني فيه أنه تشاجر مع صديقه أمير، وتوفى. "مكانش بيحب له الخير" تتنهد الأم المكلومة لتلتقط أنفاسها، وتضيف تفاصيل الرواية المؤلمة، بصوت مبحوح من الوجع، وتقول أنه في الفترة الأخيرة كان يشكو من معاملة أمير، ولا يحب له الخير، موضحة أن نجلها كان يمتلك "إسكوتر"، وبعد أن تعرض لحادث أصيب فيه بكسر في الكتف الشمال، وقطع في الوتر، ما أدى إلى شل حركته تمامًا، عرض هذا الأسكوتر للبيع، فطلب أمير أن يشتريه وبالفعل اتفقا على مبلغًا معينًا من المال، وتبقى له 5 آلاف جنيه من ثمن الإسكوتر، وعندما طالبه بهذا المبلغ لكي يدفعه مقدما في شقة جديدة ينتقل إليها، رفض وقال إنه سوف يقسطها له على عدة شهور. آخر وجبة تناولها مع أخوته "اتغدى مع أخواته ونزل، وعاد قتيلا".. تتابع الأم في حديثها إلى "الفجر": "في يوم الجمعة، اتغدى مع أخواته ونزل، وبعدها حصل اللي حصل، وأنا بطلب من وزارة الداخلية يجيبولي حق ابني، وحسام كان بار بأبوه وإخواته وأصدقائه، وكل الناس، وأنا احتسبته عند الله، وأطلب الحق والعدل"، مشددة: "كان الجميع يحبون ابني، وفي جنازته حضر كثير من الناس من كل الأندية". رسالة للمتهم ووجهت والدة الضحية رسالة إلى القاتل قائلة: "أقول للمتهم، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، لأن ده ابني اللي كان مفروض يشليني ويدفني مش أنا أشيله وأدفنه". لن نترك حقه أبدا "مش هنسيب حقه".. ما أن تنهي الأم رسالتها، يلتقط عمرو أحمد، ابن عمة القتيل، ومحاميه الذي يتابع القضية طرف الحديث ويقول: "كلنا لحد دلوقتي مش مصدقين، وهو ليس فقط ابن خالنا، ولكن إحنا إخوات، واتفاجئنا بالموضوع اللي حصل، ونتابع تفاصيل القضية جيدًا"، مشيرا إلى أن مشاجرة حدثت بين "حسام" و"أمير" بسبب الخلاف على مبلغًا من المال، وهناك ثلاثة شهود أدانوا "أمير" الذي هرب حاليًا، والتحقيقات ما زالت جارية، خاصة أن "أمير غدر بحسام في الشقة"، وإن شاء الله لن نترك حقه. وأوضح ابن عم القتيل أن الضحية تلقى طعنة في الكتف، وطعنة في الصدر، وكان هناك بعض الشهود، ولكنهم "محجزوش بينهم". نطالب بحقه وإحنا مخدناش العزاء حتى الآن بغضب شديد، يلتقط محمد صلاح، ابن عم حسام، طرف الحديث، ويقول: تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد أصدقاء حسام أبلغني أنه طُعن بسكين، وذهبنا إلى المستشفى وعلمنا أنه وصل إلى المستشفى متوفيًا، وتم التحفظ على اثنين من الشهود، والمتهم هرب، وذهبنا إلى قسم الشرطة، وسألت أحد الشهود، فقال لي إن حسام كان في السكن ينتظر أمير ليحصل على المال المستحق له، وبعدها دخل أمير ومعه أحد أصدقائه وحدثت مشاجرة ورفض إعطاء حسام أمواله، وبعدها "أمير" ضرب حسام في كتفه المصاب، فرد له حسام الضربة في وجهه، وحينها جرى "أمير" على المطبخ، وأخذ السكين وطعنه بها، ثم تدخل صديق آخر موجود في الشقة اسمه "محمود"، وحاول أن يمسك يد "أمير" اليسرى إلا أن "أمير" طعن حسام باليد اليمنى، فظن "محمود" أن هذه الطعنة خفيفة، فأبعد "أمير" القاتل عن حسام، واحتجز أمير في غرفة بالشقة ولكن عندما جاء اتصال إلى "محمود" ذهب إلى الخارج لكي يرد على الاتصال، فوجد "حسام" يحاول أن يخرج ويذهب إلى المستشفى وبالفعل نزل درجتين على السلم، فأخذه إلى المستشفى وسأل صديقهم الرابع: "أنت جاي معانا!"، فأجابه: "لا يا عم ماليش دعوة". وأضاف ابن عم القتيل: "نحن نطالب بحق حسام، وحتى الآن مخدناش العزاء، لأن المتهم هارب حتى الآن من العدالة، وحرمنا من أخ لينا". التحقيقات تكشف تفاصيل القضية أمرت النيابة العامة في أكتوبر، بحبس مدرب سباحة 4 أيام على ذمة التحقيق في واقعة قيامه بقتل صديقه الذي يعمل مدرب سباحة ايضا، في منطقة مدينة الشيخ زايد، بسبب خلافات مالية بينهما حول ثمن دراجة بخارية "إسكوتر". كما أمرت النيابة بانتقال فريق إلى مسرح الجريمة، وندب الطب الشرعي لفحص جثة القتيل، وكشف كواليس هذه الجريمة. كانت أجهزة الأمن ألقت القبض على مدرب سباحة، لاتهامه بقتل صديقه (مدرب سباحة أيضا) داخل شقة مستأجرة يقيمان بها، حيث طعنه بسكين، بسبب خلافات مالية بينهما على ثمن "إسكوتر"، اشتراه أحدهما من الآخر. وتلقت مديرية أمن الجيزة، بلاغا يفيد مقتل مدرب سباحة على يد صديقه، داخل شقة بمدينة الشيخ زايد، فانتقل رجال المباحث إلى مكان الحادث، وألقوا القبض على المتهم، وضبطوا السلاح المستخدم في الجريمة، وحُرر محضر بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيق.