يسعى رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني، إلى تنظيم مهرجان للعرب الأمريكيين في جنوب ولاية كاليفورنيا، جرت العادة على إقامته سنويا منذ 15 سنة، إلا أن هذا المهرجان يواجه حملات منظمة وأخرى عشوائية من قبل ناشطي الجالية العربية تدعو إلى مقاطعته. ورغم ان هذه ليست المرة الأولى التي تنظم حملات لمقاطعة هذا المهرجان، إلا ان هذه المرة قد تؤدي الحملات إلى إفشاله تماما بعد أن أعلن صاحب المهرجان موقفه المؤيد لجرائم النظام السوري. ويملك صاحب المهرجان ويدعى (أحمد علم) نشرة أسبوعية اسمها (العالم العربي) وتوزع مجانا على أبناء الجالية، يخصصها للترويج لمهرجانه وأعماله كونه وسيط بيع عقارات ويقدم قروضا بنكية، وأخيرا أصبحت النشرة تروج أيضا للنظام السوري وتقف ضد ثورة السوريين. وعلى الرغم من أن (العلم) لا يعد مثقفا ولا كاتبا ولا يعنى بالسياسة إلا أنه وقع تحت تأثير شخص يدعى (رياض سعيد) يعمل على محاولة ترويع أبناء الجالية السورية بالترويج لنفسه انه يعمل مع المخابرات السورية ويستخدم لغة الشتائم البذيئة شأنه شأن (الشبيحة) في سورية. ويعمل رياض سعيد مديرا لنشرة العلم منذ سنوات. وأعلن أبناء الجالية السورية والعربية في المنطقة مرارا عن امتعاضهم الشديد من نشرة لا تلقي بالا على بحور دماء السوريين الذين يسقطون يوميا على أيدي الجيش ورجال الأمن والشبيحة في بلادهم، وأفصح العلم لأكثر من شخص عاتبه على موقف نشرته بأنه لا يقدر على الاستغناء عن رياض سعيد بسبب انه قد يؤذي مصالحه في لبنان. وقام العديد من أصحاب الأعمال بقطع إعلاناتهم عن نشرة (العلم) وهو الأمر الذي جعل العلم يصدر عدة بيانات توضيحية كتبها رياض سعيد وهي أشبه بالبيانات العسكرية لجهات انقلابية حيث يحمل كل بيان رقم واحد واثنين وهكذا.. وهو الأمر الذي أثار تندر أبناء الجالية العربية الأمريكية. وتندر الجالية العربية لم يقف عند هذا الحد، إذ أن (الشبيح) رياض سعيد يملك مكتبا لتعبئة طلبات المهاجرين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومؤخرا قام بإقناع شاب سوري بأن يدعي بأنه مضطهد في سوريا بسبب الأحداث الدامية هناك ولكونه مسلما سنيا والنظام من الطائفة العلوية، مما قد يعرضه إلى الخطر في حال عاد إلى بلاده سورية. وهو الأمر الذي كشفه الشاب نفسه لبعض أصدقائه عن (أخلاقيات) هذا الشبيح الذي لا يلتزم أصلا بمبدأ ومستعد أن يبيع نظام الأسد الذي يروج له مقابل عدة دولارات. ويواجه مهرجان العرب الأمريكيين الذي من المقرر أن يقام أواخر الشهر الجاري حملة قوية من أبناء الجالية السورية والعربية. وهذه الحملة سبقتها حملات عديدة بالسنوات الماضية بعد أن قام المهرجان ببيع أماكن متخصصة في أرض المهرجان لمجلة (بلاي بوي) الخليعة لتبحث عن وجوه جديدة لأغلفتها وهو الأمر الذي أدى إلى استياء العائلات العربية الأمريكية والتي قاطعت المهرجان حتى قبل أن يعلن العلم موقفه المؤيد للنظام السوري. وعلى الرغم من أن نشرة (العلم) لم تنفك عن الترويج لروايات نظام الأسد بأن هناك مؤامرة تقف خلف الأحداث الدامية في سورية، وهذه المؤامرة هي من إعداد جهاز الاستخبارات الأمريكية (السي آي إيه) إلا أن العلم استضاف بالسنوات الماضية في مهرجانه (السي آي إيه) نفسها التي كانت تبحث عن عملاء جدد من أبناء الجالية العربية الأمريكية، كما أنه ينشر إعلانا أيضا لجهاز الاستخبارات في نشرته يطلب مترجمين يجيدون اللغة العربية برواتب جدا مغرية وذلك في الصفحة المقابلة لبياناته التي يدافع فيها عن (نظام المقاومة والممانعة) ويتحدث عن مؤامرات السي آي إيه! ورغم أن غالبية أبناء الجالية السورية في منطقة جنوب كاليفورنيا يعلنون موقفهم المؤيد للثورة السورية وينظمون مظاهرات أسبوعية للتنديد بجرائم النظام، إلا أن هناك فئة قليلة منتفعة من نظام الأسد، لا زالت تؤيده ومعظمهم قام بزيارات سابقة إلى سورية والتقوا بالرئيس الأسد وادعوا أنهم ممثلون للجالية السورية، وهو الأمر الذي دفع البعض لإنشاء صفحة على الفيسبوك لنشر قائمة العار الخاصة بالسوريين الأمريكيين المنتفعين والمؤيدين للنظام، وبعضهم يملك أعمالا تستفيد فقط من أبناء الجالية، وعلمت (وطن) أن كسادا أصاب أعمالهم بسبب مواقفهم وحملات المقاطعة ضدهم. ولم يسبق للمدعو (رياض سعيد) بأن قام بالالتقاء بالأسد مع الوفود التي التقته ويؤكد الكثير من السوريين بأن هذا الشخص يدعي صلته بالنظام وهو كاذب ولم يحظ بشرف أن يكون حتى مخبرا للمخابرات السورية، إنما يحاول الترويج لهذه الأقاويل لإرعاب البعض الذين يخشون من أن ينتقم النظام السوري من عائلاتهم المتواجدة في سورية. وكان (رياض سعيد) يعمل مسبقا (سائق ليموزين) قبل ان يتعرف على (العلم) الذي لا يجيد كتابة اسمه باللغة العربية، فقام بتعيينه مديرا لنشرته. ومنذ ذاك الوقت اتخذت نشرة (العلم) موقفا مؤيدا ومناصرا لنظام الأسد. ويتساءل أبناء الجالية العربية عن هؤلاء الأشخاص الذين يقفون مع (نظام إجرامي) ويعيشون في بلد يحترم على الأقل كرامة مواطنيه ويكفل الحقوق ويتعامل مع الرئيس الأمريكي باعتبار أنه موظف لخدمة المواطنين الأمريكيين لفترة انتخابية واحدة أو اثنتين. ويستغرب البعض كيف أن هؤلاء يملكون عقلية (الشبيحة) في سورية ويختصرون الوطن بفرد واحد لا يتوانى عن قتل شعبه لأنه يطالب بالحرية. وتفيد معلومات (وطن) بأن (العلم) يواجه صعوبات كثيرة للترويج لمهرجانه هذا العام ولم يستطع بيع أماكن في المهرجان إلا لجهات قليلة مما قد يعرضه لبعض المخسر. وأفاد ناشطون بأنهم ينوون الوقوف في الشوارع المؤدية لمقر المهرجان لثني الناس عن حضور مهرجانه وذلك بتبيان جرائم النظام السوري، وكيف أن صاحبه ونشرته تروج لهذا النظام وتقف ضد حرية السوريين. ويقسم الكثير من السوريين بأنهم سيقاضون (العلم) و (سعيد) حال انهيار النظام السوري وذلك خشية من الانتقام من عائلاتهم التي تعيش داخل سورية. وهذا المهرجان تقوم فكرته على عقده لمدة يومين ويشمل أماكن مخصصة لأصحاب الأعمال للترويج لأعمالهم، ويضم المهرجان فقرات فنية متنوعة. ومن المعروف أن مثل هذه المهرجانات والتي تقام في ولايات مختلفة تشرف عليها مؤسسات جاليوية خيرية ويعود ريع المهرجان لتلك المؤسسات التي تعمل على خدمة أبناء الجالية في شتى المجالات، إلا أن مهرجان ولاية كاليفورنيا يقوم عليه تاجر، يستخدم شعارات رنانة عن وحدة العرب ويروج أنه يعقد هذا المهرجان لإبراز ثقافتهم، في حين تؤكد بعض المصادر المقربة منه أن أرباحه في كل مهرجان تتجاوز المائة ألف دولار، وقد ارتفعت هذه الأرباح فعلا بعد نجاحه على مدى سنوات ببيع أماكن مخصصة لمجلة خليعة ولجهاز الاستخبارات الأمريكية.