مشهد الولادة أصعب مشاهد الأسانسير نجح المخرج محمد العدل فى كسب الرهان من جديد بإعادته قصة «بين السما والأرض» لكن بمعطيات مختلفة تناسب المجتمع المصرى فى 2021، وكشف من خلال مسلسله ما طرأ على المجتمع المصرى وطبائع البشر حتى أصبحوا عالقين بين السماء والأرض. ■ بداية.. اختيارك القصة «بين السما والأرض» هل نستطيع اعتبارها إعادة اكتشاف لأدب نجيب محفوظ؟ - أدب نجيب محفوظ لا يحتاج إعادة اكتشاف فأعماله ستظل صالحة للتقديم طول العمر، والدليل أننا عندما اخترنا قصة كتبها فى الستينيات وقدمناها فى 2021 وناقشنا مجتمعنا الحالى المسلسل نجح وهو أكبر دليل على أن أعماله تمكن تقديمها فى أى وقت. ■ الفيلم السينمائى قدم القصة بشكل كوميدى لكنك قدمت المسلسل بشكل درامى اجتماعى بمعطيات 2021 حدثنا عن هذا التحدى؟ - بالتأكيد كان تحديا صعبا للغاية أولاً لأن المسلسل جاء بعد فيلم سينمائى يعتبر من أهم الأفلام فى تاريخ السينما، والمسلسلات التى تعيد أفلاما لا تحقق نجاحا إلا فى استثناءات قليلة منها العار، لكنى رغبت فى تقديم الحقيقة للناس من خلال شكل المجتمع الموجود حاليا والحقيقة أن شكل المجتمع محزن وهو ما جعلنى أقدم العمل فى قالب يناسب ما أريد قوله. ■ الفيلم حمل توقيع اسم صلاح أبو سيف فهل ترى أن إعادتك للنص سيضع اسم محمد العدل فى مكانة مختلفة أعلى من باقى المخرجين؟ - لا على الإطلاق فأنا لا أفكر بهذا المنطق، وإن كنت لا أنكر أنه بالطبع شرف كبير أن أقدم عملا سبق وقدمه الأستاذ صلاح أبو سيف فى عمل سينمائى، وهذا كرم كبير من الله، لكنى لا أفكر أبدا فى مكانتى بين المخرجين فأنا أنظر لنفسى واجتهادى لتقديم أفضل ما عندى، وفى النهاية الناس هى التى تحدد إن كنت مخرجا «شاطر». ■ حدثنا عن صعوبات التصوير وكواليس التحضيرات للعمل؟ -التصوير بالنسبة لى كان حاجة مرعبة جداً خاصة أن جزءا كبيرا جداً من أحداث المسلسل داخل المصعد، وهو مكان ضيق، فأنا ومهندس الديكور أمير عبد العاطى بنينا الأسانسير وهدناه 3 مرات للوصول إلى الشكل الذى يشعر به المشاهد أنه حقيقى وبعدها عقدنا بروفات كثيرة مع الممثلين وصلت إلى 16 ساعة يوميا لمدة أسبوعين، وأثناء التصوير راعينا دقة التفاصيل فمثلا عند الحوار بين اثنين من الممثلين باقى التسعة مشاركين معهم بالأداء وهى مهمة الكاميرا مان فالموضوع كان صعبًا جداً. ■ اختيارك لنص «بين السماء والارض» تحديدًا يجعلنا نتوقف عن الرسالة التى أردت تقديمها؟ - أنا دائما أهتم بالإنسان وأحاول شرح المجتمع وما وصل إليه، و«بين السما والأرض» يتناول شرائح من مجتمع معلق فى مكان واحد ومنه نشرح كيف اختلف المجتمع وتطور وكيف تغير البشر، وأكبر مثال على ذلك المتحرش بطفلة المعادى عبر صفحته بالفيسبوك نجده يقف عند الكعبة وأغلب منشوراته أدعية ويبدو كأنه رجل محترم ومتزوج لكن تصرفاته غير ذلك، فالناس أصبحت صعبة جداً ولابد وأن تلحق نفسها قبل فوات الأوان حينها لا وقت للندم والإصلاح. ■ المسلسل قدم شخصيات جديدة على القصة كيف اخترت الأنماط التى أضفتها على العمل؟ - الأستاذ نجيب محفوظ كان يتحدث عن المجتمع «بتاعه» وقتها لم يكن هناك تطرف دينى ولا متحرش يصور الفتيات، وحاولنا التعبير عن مجتمعنا نحن بمشاكله المعاصرة فطبيعى أن يكون لدينا شخصيات وأنماط مختلفة عما تم تقديمه فى الفيلم لأن المجتمع نفسه اختلف فى 60 سنة. ■ إذا توقفنا عند بعض المشاهد «مشهد الولادة، وفاة عم شاكر، مشهد ثروت بالمستشفى، مونولوج سوسن بدر أمام المرآة» أيها الأصعب؟ - كل المشاهد المذكورة صعبة، وإن كان مشهد الأسانسير الأصعب، خاصة مشهد الولادة، لأنى لم أحضر ولادة حقيقية من قبل فكنت أسأل كل السيدات التى ولدت على التفاصيل الحقيقية وأصررت على تجسيدها مثل قطع الحبل السرى لإيمانى بضرورة تقديم حاجة حقيقية أما صعوبة المشاهد فى الأسانسير بشكل عام تكمن فى خلق إيقاع من مكان ثابت به عدد ممثلين كبير وأن يكون هناك تنوع وإلا ستكون مشاهد الأسانسير كل يوم شبه بعض. ■ الجمهور رأى أن نهاية المسلسل صادمة بموت الجميع هل تراها نهاية منصفة للأبطال؟ -أود أن أوضح أولا أن وفاتهم ليس عقابا لهم فالموت قدر وليس جميعهم يستحقون ذلك، لكنى قررت أن تكون هذه النهاية لأنى قصدت القول إن هذا المجتمع بتصرفاته وبأخلاقه إن لم يتغير فوراً ستكون هذه النهاية، فمع سقوط الأسانسير المجتمع سيسقط إن لم يصلح نفسه. ■ كيف ترى المنافسة هذا العام وردود الأفعال؟ - «بين السما والأرض» أصعب تجربة عملتها فى حياتى خاصة أنه 15 حلقة والحمد لله نجح مع الجمهور والنقاد الذين اختاروه ضمن أهم 5 أعمال هذا العام، أما المنافسة فكانت صعبة جداً مليئة بأعمال ضمت ثنائيات من كبار النجوم مثل أحمد السقا وأمير كرارة وكريم ومكى.