13 شركة تستحوذ على 70% من السوق.. والنقابة تتقدم ببلاغات ضد كيانات تابعة لصيدليات كبرى اتجهت الكثير من القطاعات ومن بينها قطاع الأدوية لتوفير منتجاتها للمواطنين عن بعد مع ظهور أزمة فيروس كورونا، وذلك من خلال تطبيقات البيع عبر الإنترنت، لكن ذلك تسبب فى نشوب أزمة مع نقابة الصيادلة. وقال الدكتور محمود فؤاد، رئيس مركز الحق فى الدواء، إن الأزمة هدفها تجارى فى المقام الأول، موضحاً أن الشركات التى اتجهت لتلك التطبيقات سعت لتحقيق هامش ربح أكبر للصيدلى، وتصل أحياناً إلى أكثر من 20%، لكن الصيدليات الصغيرة ليس لديها القدرة على تقديم مثل هذه العروض. وأوضح أن العديد من الشركات تمتلك حق بيع الأجهزة الطبية والمستلزمات، وبالتالى ليس لديها مشكلة قانونية فى البيع «أونلاين»، لكن شركات مثل «فيزيتا» على سبيل المثال ليس لديها ترخيص لتوزيع الأدوية ولهذا تتحايل على القانون معتمدة على وجود صفقات داخلية بينها وبين أصحاب الشركات وبعض الأطباء. فيما قال الدكتور عصام عبد الحميد، وكيل نقابة الصيادلة، إنهم تقدموا ببلاغ ضد 33 شركة أدوية خلال الفترة الماضية، آخرها منتصف الشهر الجارى، وكشفت تحقيقات اللجنة الداخلية بالنقابة قيام عدد كبير من الشركات بشراء مواقع إلكترونية بمبالغ مالية كبيرة بأسماء مختلفة كنوع من التحايل على القانون، وبدأوا فى الترويج لها من خلال صفحات رسمية لمؤسساتهم. وأوضح أن هناك 8 مواقع اتضح أنها تابعة لصيدليات معروفة، أبرزها «سيف» و«مصر» وتحمل مسميات «دواء تك» و«إتش سى كير» وتقوم ببيع الأدوية أونلاين بتخفيضات كبيرة تصل إلى 40%، وهو ما يخالف اللائحة الرسمية للنقابة، بالإضافة إلى تخصيصها أقسامًا لبيع مستحضرات التجميل عن بعد بشكل يسىء لهيبة القطاع. وأضاف أن هناك شركات كبيرة اقتحمت التجارة الإلكترونية بعقود سرية، من خلال الدخول فى شراكة وهمية مع شركات ناشئة مثل «إيرمى» و«فلك» و«سواك» مقابل مبالغ مالية كبيرة تتخطى المليون جنيه، لتجنب المساءلة القانونية. وأشار إلى أن هناك 13 شركة معروفة تمارس تجارة الأدوية إلكترونياً وتم تقديم بلاغ ضدهم فى ديسمبر الماضى، منهم «فيزيتا» و«علاجي» و«دليل الأدوية الشامل» و«مزمن» و«وياك»، وبلغ استحواذها على سوق الأدوية نسبة 70% ما أدى لتراجع أرباح الصيدليات بسبب الركود وازدياد نسبة المرتجع بنسبة 50%، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على المهنة ويلغى دور الصيدلى ومفتش الرقابة المسئولين عن كل شريط دواء يباع للمريض. فى حين قال محمد رائف، مسئول التنسيق الإعلامى بشركة فيزيتا، إنها تقدم خدمة جيدة يجب دعمها، مؤكداً أن «فيزيتا» شركة كبيرة تم تصنيفها فى السنوات الماضية ضمن أفضل الشركات الناشئة فى مجال تقديم الخدمات الطبية، ومن الصعب أن تخاطر بسمعتها بتقديم أدوية مغشوشة أو منتهية الصلاحية، لافتًا إلى أن «الصيادلة» غاضبين بسبب تحطيم فكرة احتكارهم للسوق. وأكد الدكتور سامى شهدى، مدير العلاقات العامة بشركة يداوى، أن تجارة الأدوية بيزنس مثل أى تجارة، وتتم عن طريق صفقات مع مصانع وشركات الأدوية الكبرى، ويتم الحصول على كوبونات للخصم يستفيد بها العميل، مشيراً إلى أن خدمة البيع أونلاين متاحة بكافة دول العالم ويجب أن تواكب مصر هذا التقدم التكنولوجى، خاصة مع وجود أزمة كورونا التى منعت المواطنين من الخروج من منازلهم لمنع انتشار الوباء.