يصادف اليوم الذكرى ال 98 لميلاد الموسيقار الراحل علي إسماعيل، والذى أدخل حالة من التجديد على الفن العربي بأعماله المتميزة، سواء أكانت فى الإذاعة أوالسينما أوالمسرح وفرقة رضا للفنون الشعبية. نبذة عن نشأته ولد علي إسماعيل في عام 1922، وكان والده يعمل مدرسًا للموسيقى، وحصل على دبلوم مدرسة الصناعات البحرية، وكانت لديه مواهب كثيرة منذ الصغر، واتسم بأذنه الموسيقية. يعتبر علي زميلًا للعندليب الراحل عبد الحليم الحافظ، عندما التحق بمعهد الموسيقى والذي كان يطلق عليه حينها "معهد فؤاد الأول". مشواره الفني الحافل نجح علي إسماعيل في ابتكار لونًا موسيقيًا جديدًا، لم يكن متعارف عليه في مصر حينها، حيث قام بإدخال الهارموني في الأغنية المصرية وكان ذلك بمساعدة الموسيقار كمال الطويل بحكم وظيفته في الإذاعة. وعمل علي إسماعيل في فرقة محمد عبد الوهاب، كما أصبح بعدها رئيسًا لفرقة الأختين رتيبة وأنصاف رشدي وكان يعزف علي آلتي الساكسفون والكلارنيت في الملاهي الليلية في عدة فرق منها فرقة (ببا عزالدين) و(احسان عبده). كما أنتج مونولوج بعنوان (قلبي طرب) لزميلته وزوجته سعاد وجدي التي اشتهرت بعد ذلك بإسم الشاعرة نبيلة قنديل، وبعدها وضع الموسيقى التصويرية لأكثر من 350 فيلما سينمائيا مصرياً، بالإضافة إلى العديد من الأغانى الوطنية، ولحن أيضًا للفنانة الراحلة شادية في فيلمي بنت الشاطئ ولواحظ. وكما حقق علي إسماعيل نجاحات كبيرة في السينما، أيضًا تميز في كل من الإذاعة والأعمال الدرامية. الإذاعة بدأ مشواره بها عندما شجعه محمد حسن الشجاعي الذي كان يشغل منصب مستشار الموسيقى في الإذاعة المصرية في ذلك الوقت، لأنه كان صديقا لوالده واشترك في برامج كثيرة، كما سمح له بتكوين فرقة كاملة بالإذاعة ولحن غنائيات راقصة مثل يامغرمين، وحبيبي في عنيه لعبد الحليم حافظ. مشواره مع فرقة رضا وعندما كون الأخوين "علي رضا ومحمود رضا، فرقتهما "رضا للفنون الشعبية"، كان علي إسماعيل هو رئيس الفرقة الموسيقية ومؤلف للموسيقى الخاصة بكل الرقصات والتابلوهات الاستعراضية وطاف معهم أغلب دول العالم وهو أهم انجازاته الموسيقية ومنها: رنة الخلخال - المجنونة نين زين - رقصات صعيدية. فرقة الثلاثي المرح كما ابتكر فكرة فرقة الثلاثي المرح، وقدم لهم أغنياتهم الشهيرة "العتبة جزاز - يا أسمر ياسكر - مانتاش خيالي ياوله -وغيرها". وضع علي الموسيقي التصويرية لأكثر من فيلم مصري، ومن أبرزها الأيدي الناعمة، السفيرة عزيزة، الحقيقة العارية، معبودة الجماهير، معبد الكرنك. حياته الشخصية وتزوج علي إسماعيل من نبيلة قنديل صاحبة الشخصية المركبة التي بدأت حياتها كمنولوجست ثم اتجهت بعد ذلك إلى عالم الشعر الغنائي وكان أشهر ما قدمته بعض الأغاني الوطنية مثل أغنية فدائي ودع سمائي في فترة الخمسينات التي واكبت الأحداث السياسية في ذلك الوقت. وانطلاقًا من مقولة "هذا الشبل من ذاك الأسد"، أنجب علي عدة أبناء كان من بينهم الملحن مصطفى، الذي قام بتلحين أغاني لمحمد منير وأغنية تروح وترجع للفنانة لطيفه وغيرهم. أعمال وطنية لاتنسى لقب علي ببيتهوفن مصر وذلك لأنه كان موسيقار عالمي ولكن بنكهة ومذاق مصري أصيل، وكان قائد الأوركسترا في حفل قيام ثورة يوليو، كما شارك أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بلحن أغنيته الشهيرة (دع سمائي) التي غنتها المطربة فايدة كامل التي أشعلت عزيمة الشعب حينها. وفي السبعينات، تفائل علي إسماعيل بالنصر والعبور في حرب أكتوبر 1973، عندما قدم أغنيات (رايات النصر) للمجموعة وأغنية رايحين شايلين في ايدنا سلاح ولحن لشريفة فاضل (أم البطل). وقاد الفرقة الموسيقية للأغاني الوطنية الرائعة لعبد الحليم حافظ وكمال الطويل في أعياد الثورة مثل (المسئولية، صورة، مطالب شعب)، كما لحن علي إسماعيل النشيد الوطني الفلسطيني: نشيد " فدائي". تميزه في فن المونولوج قدم إسماعيل الكثير من المونولوجات الغنائية لكل نجوم فن المونولوج في ذلك الوقت وأبرزهم: محمود شكوكو وثريا حلمي وغيرهما، ولحن أغاني الأفراح لعايدة الشاعر مثل (كايدة العزال) و(الطشت قاللي) و(ليمونة). بروفة مسرحية تشهد النهاية وفي يوم الأحد الموافق السادس عشر من يونيو لعام 1974، توفي علي إسماعيل أثناء إجراءه لبروفة مسرحية كبارية وقد كرمه الرئيس الراحل أنور السادات بافتتاح متحف في منزله يوم 13 يونيو 1975.