قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري حصلت عليه رويترز يوم الجمعة انها تشعر "بقلق متزايد" بشأن نشاط محتمل في ايران لتطوير رأس حربي نووي لصاروخ. وقالت الوكالة في تقريرها انها ما تزال تتلقى معلومات جديدة تزيد من بواعث القلق هذه. وقال دبلوماسي على اطلاع بالتحقيق الخاص بايران ان بعض المعلومات تتعلق بأنشطة تتحدث مزاعم عن أنها جرت العام الماضي.
ومن المُرجح أن تذكي التطورات التي سلط عليها الضوء في أحدث تقرير ربع سنوي للوكالة شكوك الغرب بشأن الطبيعة السرية للنشاط النووي الايراني الذي تشتبه القوى الغربية في انه يهدف الى تطوير أسلحة ذرية.
وربما يقدم التقرير حججا إضافية للولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين لتشديد العقوبات على ايران.
ونفى علي أصغر سلطانية مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما وصفها بأنها "مزاعم لا أساس لها" بشأن برنامج ايران النووي.
لكنه رغم ذلك وصف التقرير بانه خطوة في الاتجاه الصحيح قائلا انه يوضح أن ايران تعاونت بشكل كامل مع الوكالة الدولية من خلال السماح لمفتش نووي كبير بدخول مواقع نووية خلال زيارة استمرت خمسة ايام الشهر الماضي.
وقال سلطانية لرويترز "هذا الاتجاه الجديد من التعاون الايجابي بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ان يتواصل."
ورفض مسؤولون غربيون محاولة ايران الظهور بانها تبدي صريحة متزايدة بشأن انشطتها النووية قائلين انها فشلت حتى الان في معالجة المخاوف الرئيسية بشأن أهدافها.
وبالاضافة الى تناول قضية الابعاد العسكرية المزعومة لبرنامج ايران النووي قالت الوكالة ان طهران بدأت في تركيب أجهزة لتخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى في موقع حصين تحت الارض قرب مدينة قم.
وقالت الوكالة الدولية ومقرها فيينا ان ايران بدأت تخصيب اليورانيوم في موقع منفصل للابحاث والتطوير على نحو تجريبي باستخدام نموذج من أجهزة الطرد المركزي أكثر تقدما من اجهزة السبعينات العتيقة التي ظلت تستخدمها لسنوات.
وقال الدبلوماسي المطلع على تحقيق الوكالة "احرزت ايران تقدما بخصوص التخصيب" مضيفا ان ايران تبذل "الكثير من الجهود" لتشغيل موقع فوردو الذي أنشأته تحت الارض.
وأوضح التقرير أن ايران أنتجت حتى الان اكثر من 4.5 طن من اليورانيوم منخفض التخصيب اجمالا منذ بدأ هذا النشاط عام 2007 وهي كمية يقول خبراء انها يمكن أن توفر المادة اللازمة لصنع قنبلتين على الاقل اذا تم تخصيبها بدرجة اكبر. وتزايد ايضا انتاج طهران من اليورانيوم المخصب بدرجة أعلى.
وتنفي ايران اخفاء أي طموحات لامتلاك أسلجة نووية قائلة انها تريد تخصيب اليورانيوم لتوليد الكهرباء أو لصنع النظائر المشعة لاغراض طبية وزراعية. لكنها تفرض منذ فترة طويلة قيودا على وصول مفتشي الوكالة الدولية الى المواقع النووية مما يذكي المخاوف في الخارج.
وعلى مدار عدة سنوات تجري الوكالة تحقيقات في تقارير للمخابرات الغربية تشير الى أن ايران بذلت جهودا لمعالجة اليورانيوم واختبار متفجرات على ارتفاع كبير وادخال تعديلات على هيكل صاروخ ليكون ملائما لحمل رأس نووية.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بضمان عدم تحويل التكنولوجيا النووية لاغراض عسكرية ان ايران لم تتبادل الاتصالات مع الوكالة فيما يتعلق بهذه القضايا منذ عام 2008.
وقالت الوكالة الدولية في تقريرها انها "تشعر بقلق متزايد بشان احتمال وجود انشطة نووية حالية او ماضية لم يكشف عنها في ايران تشارك فيها جهات متصلة بالجيش بما في ذلك أنشطة تتعلق بتطوير رأس نووي لصاروخ وهو ما زالت الوكالة تتلقى معلومات جديدة بشانه." (رويترز)