كشفت الدكتورة إيمان نبيل مسؤول ترميم الأخشاب بالإدارة المركزية للصيانة والترميم، أن مراحل التوثيق والترميم والتجميع لمركب خوفو الأولى استغرقت 25 عامًا من العمل المتواصل والدراسة المستمرة، والتي تعد ثاني أكبر اكتشاف في العالم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. وقالت إن المركب يرجع تاريخها للأسرة الرابعة من 2498 : 2613 سنة ق.م عصر الملك خوفو، وهذا الاكتشاف الذي تم عام 1954، يعد أكبر اكتشاف لأكبر أثر خشبي في العالم تم اكتشافه كاملًا، بعد مقبرة الملك توت عنخ آمون. وأضافت يبلغ طول المركب 43,5 متر وعرضه 5,9 متر وعمق 1,78 متر وارتفاعه يتراوح من 5 إلى 9 متر، ووجدت المركب داخل الحفرة مفكك إلى 1224 قطعة من الخشب فى 13 طبقة، والمقصورة الملكية هي الطبقة الأخيرة من أعلى، وتتراوح أطوال القطع الخشبية مابين 23 متر إلى 10 سم، وتتكون من عدة أنواع من الأخشاب "الأرز اللبناني والعرعر والسنط والجميز"، وقد عُثر عليها بحالة جيدة. وأشارت إلى أن المصرى القديم قام بتغطيتها بطبقة من الحصير والكتان، ووجدت بعض العلامات والرسومات على أطراف القطع الخشبية لتسهيل عملية إعادة التركيب، حيث وضع تلك العلامات والرموز على جوانب وبطن الحفرة التي عثر بداخلها على المركب، والتي توضح اتجاهات المركب الأربعة المقدمة والمؤخرة والجانب الأيمن والجانب الأيسر. بالإضافة إلى بعض العلامات والرموز الاسترشادية المنفذة بأسلوب الحفر الغائر على سطح بعض الواح المركب والملونه باللون الأبيض، وتحمل هذه العلامات والرموز دلالات معينة،إذ وضعها النجار المصرى القديم لتساعده عند إعادة بناء المركب مرة أخرى فى العالم الآخر. وقالت نبيل إن استخراج المركب من الحفرة استغرق عامان من (1955م : 1957م)، وعملية التجميع ثلاثة عشر عام من (1957 م : 1970م)، حيث قام أحمد يوسف شيخ المرممين المصريين والمشرف على أعمال ترميم مركب خوفو بدراسة أشكال المراكب المرسومة على جدران المقابر المصرية القديمة، وتعرف على شكل المركب. كما قام بعمل نموذج خشبى به كل التفاصيل ليكون خط الإرشاد لتجميع المركب، وأصبح هذا النموذج بمثابة عملية توثيق ثلاثية الأبعاد للمركب، واستغرقت عملية الترميم للقطع التالفة اثنى عشر عامًا من (1970م: 1982م)، حيث تم بعدها العرض النهائى وأثناء هذه الفترة تم نقل أخشاب المركب إلى معمل ترميم مؤقت. ومن ناحيته قال الدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم في وزارة الآثار، إن الحاج أحمد يوسف مرمم مركب خوفو، قام بعمل بطاقات أثرية كتبها بكل تفاصيل أجزاء المركب وكيفية تركيبها وأكد أن هذه البطاقات والكراسات التي تركها هي مرجعية لكل أعمال الترميم سواء الخشبية أو غير الخشبية، وتمثل منهج يحترم جدًا في الترميم يشار له بالبنان. جاء ذلك، خلال الندوة التي نظمتها إدارة التدريب والنشر العلمي التابعة للإدارة المركزية للصيانة والترميم بقطاع مشروعات الآثار بعنوان "مركب خوفو أسرار وخبايا" تحت رعاية المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات، والدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم. وتعتبر مركب خوفو أحد أقدم السفن في العالم، حيث كان يستخدمها المصري القديم حسب معتقده، لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة وأطلقوا عليها اسم سفن روح الآلهة، كما تسمى أيضا ب "مركب الشمس". وتروي أسطورة رع "إله الشمس" عند قدماء المصريين بأنه يكون طفلًا عند شروقه، ثم رجلًا كاملًا ظهرًا ، ثم عجوزًا في المساء. ويركب مركبين وهي مراكب رع الذي هو قرص الشمس يعبر بها النهار حيث يعلو في السماء، ثم يختفي عن الأنظار وقت الغروب ويبدأ رحلة البحر السماوي خلال الليل. وعثر في محيط هرم خوفو على 7 حفرات تحوي بعضها مراكب، خمس منها تتبع هرم خوفو واثنان تتبعان أهرام الملكات، ووجدت حفرتي مراكب الشمس جنوبي هرم خوفو في حالة جيدة. واكتشفت مركب خوفو في قاع إحدى هذه الحفر، مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، كان عدد أجزاء المركب 1224 قطعة، لا ينقص منها أي جزء، من ضمنها خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه ومقصورة.