قال شعبان عبد المنعم، مدير ترميم متحف مركب خوفو بالهرم، إنه تم العثور على المركب في 26 مايو 1954م وكانت أخشابها موضوعة بعناية شديدة داخل حفرة من الحجر الجيري بجوار الهرم الأكبر من الجهة الشرقية، حيث وجدت المركب مفككة ومقسمة إلى 1224 قطعة خشبية على هيئة 13 طبقة، حيث كانت المقصورة الملكية هي الطبقة الأخيرة من أعلى ووجدت بحالة جيدة لأن المصري القديم غطاها بطبقة من الحصير والكتان. واستخدم المصري القديم في صناعتها أخشاب مستوردة مثل (الأرز– السدر) وأخشاب مصرية مثل (العرعر – والقان – والدرداء) ووجدت بعض العلامات والرسومات على أطراف القطع الخشبية التي وضعها المصري القديم لتسهل عملية إعادة التجميع reassembly مرة ثانية. واستغرق استخراج المركب من الحفرة عامين (من 1955 حتى 1957) وعملية التجميع ثلاثة عشر عام، من 1957 حتى 1970) واستمرت أعمال الترميم للمركب اثنتا عشرة عام (من 1970 حتى 1982) حتى تم العرض بمتحف مركب خوفو جنوب شرق الهرم الأكبر، وقد تأسس المتحف سنة (1961) وتم افتتاحه رسميًا في 6 مارس 1982م ليحتوي المتحف على أضخم مركب ملكية جنائزية تخص الملك خوفو من الأسرة الرابعة فهي تعتبر أقدم المراكب الخشبية إذ ترجع إلى ما يزيد على 45 قرنا. وقام الحاج أحمد يوسف (شيخ المرممين في مصر) منذ الاكتشاف حتى العرض بدراسة أشكال المراكب الموجودة على أسطح جدران المقابر المصرية القديمة، حتى عرف شكل المركب وقام بعمل نموذج خشبي لها بكل التفاصيل كما قام بتوثيق كل القطع الخشبية عن طريق عمل رسم هندسي لكل قطعة، ورفع الرسومات والعلامات التي على الأخشاب التي على أحجار الحفرة أيضًا، واستعان أحمد يوسف ببعض العمال الماهرين مثل الريس تهامي (رئيس العمال منذ الكشف حتى العرض) وهو رجل عجوز وقور ذو شارب أبيض كثيف وكان قد شارك بخبرته في رفع الكتل الحجرية الضخمة التي كانت تغطي الحفرة واستخراج الكتل الخشبية بحرص وعناية فائقة.