قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن منطقة غرب أفريقيا لم تحظ بنفس الاهتمام من الدولة المصرية في العقدين الأخيرين بنفس قدر الاهتمام بمنطقة وسط وجنوب وشرق أفريقيا، لافتا إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذه المنطقة تأتي انطلاقا من البعد التاريخي الذي يعود للعام 1960، حيث حصلت هذه الدول على استقلالها بدعم من الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. وأضاف في مداخلة هاتفية مع فضائية "إم بي سي مصر 2"، اليوم الخميس، أن زيارة الرئيس السيسي إلى دول غرب أفريقيا تأتي في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي واهتمام الدولة المصرية بقضايا مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والتنمية المستدامة في أفريقيا. وتابع حليمة أن هناك اهتماما بتنمية العلاقات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني والرئيس السيسي يطرح رؤية مصر الاقتصادية التي تركز على فتح افاق للاستثمار الأفريقي الأفريقي. قالت الهيئة العامة للاستعلامات، إن الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لكوت ديفوار هى الأولى من نوعها لرئيس مصرى، كما أن لقاء القمة بين الرئيس السيسى ورئيس كوت ديفوار الحسن وتارا هو لقاء القمة الثانى بينهما، حيث قام الرئيس واتارا بزيارة مصر عام 2017. وأضافت، في تقرير لها اليوم، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكوت ديفوار تتم ضمن جولة أفريقية شملت غينيا ثم كوت ديفوار والسنغال، مشيرة إلى أن هذه الجولة الأفريقية تأتى فى إطار توجه الرئيس تجاه أفريقيا منذ توليه المسئولية عام 2014 والذى اتخذ اشكالًا عديدة سياسية واقتصادية وثقافية، كما أن زيارة الرئيس لكوت ديفوار هى الزيارة رقم (25) فى سلسلة زياراته للقارة الأفريقية، كما أن كوت ديفوار هى الدولة رقم (13) التى يزورها الرئيس. وقالت إنه سبق الزيارة تاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث وقفت مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع كوت ديفوار "ساحل العاج" حتى حصلت على استقلالها بقيادة زعيمها الراحل فيليكس بوانييه، والذى ارتبط بصداقة وعلاقات وثيقة مع مصر وزعيمها الراحل جمال عبد الناصر والذى كان دائمًا ما يردد أن الرئيس فيليكس هوفويت - بوانيه هو "حكيم أفريقيا وأبًا وسندًا له". وأكد تقرير الهيئة العامة للاستعلامات، أن مصر كانت من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية كوت ديفوار خلال نفس عام استقلالها فى 1960، وتم إقامة أول تمثيل دبلوماسى مصرى على مستوى قائم بالأعمال 1963، رفع التمثيل إلى مستوى السفارة عام 1967، كما افتتحت كوت ديفوار سفارة لها فى القاهرة فى العام نفسه. وقد ارتبطت مصر بعلاقات صداقة مع كوت ديفوار وتميز نمط تصويت "كوت ديفوار"، دائمًا بتأييد المواقف والترشيحات المصرية بشكل عام وخاصة ما ارتبط منها بموقف أفريقى موحد، وتبدى كوت ديفوار تقديرًا للدور المصرى الداعم للسلام، واستعادة الاستقرار، فى كوت ديفوار ومنطقة غرب أفريقيا حيث دعمت مصر اتفاق واجادوجو للسلام فى 4 مارس عام 2007م. وتشترك مصر وكوت ديفوار فى عضوية العديد من المنظمات منها منظمة الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة وحركة عدم الانحياز، بالإضافة إلى عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى مثل المؤتمر الإسلامى والاتحاد الأفريقى وتجمع دول الساحل والصحراء، كما تشارك مصر فى عملية الأممالمتحدة لحفظ السلام بكوت ديفوار "ONUCI" بسرية مهندسين عسكريين، ما يعطي العلاقات بعدًا مؤسسيًا ويتيح التقاء مسؤولى البلدين على فترات متقاربة.