تعد الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لكوت ديفوار، هى الأولى من نوعها لرئيس مصرى، كما أن لقاء القمة بين الرئيس السيسى ورئيس كوت ديفوار الحسن واتارا هو لقاء القمة الثانى بينهما، حيث قام الرئيس واتارا بزيارة مصر عام 2017، كما أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكوت ديفوار تتم ضمن جولة إفريقية شملت غينيا ثم كوت ديفوار والسنغال. وذكر تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات أن هذه الجولة الإفريقية تأتى فى إطار توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاه إفريقيا، منذ توليه المسئولية عام 2014، الذى اتخذ أشكالاً عديدة سياسية واقتصادية وثقافية. وسبق الزيارة تاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث وقفت مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع كوت ديفوار «ساحل العاج» حتى حصلت على استقلالها بقيادة زعيمها الراحل فيليكس بوانييه، الذى ارتبط بصداقة وعلاقات وثيقة مع مصر وزعيمها الراحل جمال عبد الناصر، الذى كان دائماً ما يردد أن الرئيس فيليكس هوفويت - بوانيه هو «حكيم إفريقيا وأب وسند له». وبحسب تقرير الهيئة العامة للاستعلامات، فإن مصر كانت من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية كوت ديفوار خلال عام استقلالها فى 1960، وتمت إقامة أول تمثيل دبلوماسى مصرى على مستوى قائم بالأعمال 1963، ورفع التمثيل إلى مستوى السفارة عام 1967، كما افتتحت كوت ديفوار سفارة لها فى القاهرة فى العام نفسه. وقد ارتبطت مصر بعلاقات صداقة مع كوت ديفوار، وتميز نمط تصويت «كوت ديفوار»، دائمًا بتأييد المواقف والترشيحات المصرية بشكل عام، خاصة ما ارتبط منها بموقف إفريقى موحد، وتبدى كوت ديفوار تقديرًا للدور المصرى الداعم للسلام، واستعادة الاستقرار، فى كوت ديفوار ومنطقة غرب إفريقيا حيث دعمت مصر اتفاق واجادوجو للسلام فى 4 مارس عام 2007م. وتشترك مصر وكوت ديفوار فى عضوية العديد من المنظمات، منها منظمة الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة وحركة عدم الانحياز بالإضافة إلى عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى مثل المؤتمر الإسلامى والاتحاد الإفريقى وتجمع دول الساحل والصحراء، كما تشارك مصر فى عملية الأممالمتحدة لحفظ السلام بكوت ديفوار «ONUCI» بسرية مهندسين عسكريين، ما يعطى العلاقات بعداً مؤسسياً ويتيح التقاء مسئولى البلدين على فترات متقاربة. وقال تقرير هيئة الاستعلامات: إنه تعزيزاً لعلاقات الصداقة والتعاون الوثيق شهد البلدان العديد من الزيارات المتبادلة، بين كبار المسئولين فى البلدين لترسيخ ودعم أواصر التعاون فى جميع المجالات، وكان أبرزها: الزيارة التى قام بها لمصر الرئيس الإيفوارى الحسن واتارا، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شهر ديسمبر 2017 حيث شارك فى منتدى إفريقيا 2017، الذى عقد بمدينة شرم الشيخ، وأعطت الزيارة ولقاء القمة بين الرئيسين للعلاقات الثنائية دفعة قوية، وعكست حرص القيادتين على تنمية وتعزيز العلاقات فى شتى المجالات واستمرار التنسيق حيال كل القضايا، ووجه خلالها الرئيس واتارا الدعوة للرئيس السيسى لزيارة أبيدجان. كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى ديسمبر 2018، نائب رئيس جمهورية كوت ديفوار «دانيال كابلان دينكان» على رأس وفد ضم وزير التجارة والصناعة، ووزير الاقتصاد والمالية، ومدير مكتب رئيس جمهورية كوت ديفوار، وتسلم الرئيس رسالة خطية من الرئيس الحسن واتارا تضمنت تجديد دعوة الرئيس لزيارة كوت ديفوار، فى إطار تعزيز وتدعيم العلاقات المتميزة التى تربط بين البلدين الشقيقين، خاصة فى المجال الاقتصادى والتجارى. كما استقبل المهندس طارق الملا، وزير البترول فى مؤتمر إيجبس 2019، عبد الرحمن سيسيه وزير البترول والطاقة المتجددة بكوت ديفوار والوفد المرافق، وأعلن سيسيه خلال الزيارة ترحيب بلاده بالتعاون مع مصر فى مجالات الطاقة وتكرير البترول. كما قام سورو كيجبافورى جيوم، رئيس البرلمان الإيفوارى، بزيارة لمصر فى أبريل 2017، واستقبله خلالها سامح شكرى وزير الخارجية وبحث الجانبان التعاون الثنائى والتنسيق المشترك فى المحافل الدولية بين البلدين. وعلى الجانب المصرى قام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة لكوت ديفوار للمشاركة فى الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى فى يوليو 2017، بجانب العديد من الزيارات الأخرى بين مسئولى البلدين. كما زار الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى السابق، كوت ديفوار لترأس وفد مصر المشارك فى فعاليات الاجتماع السادس لوزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء فى مايو 2017. وزار المهندس إبراهيم محلب، مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، آنذاك، كوت ديفوار، فى مارس 2015 واستقبله الرئيس الإيفوارى الحسن واتارا، وبحث الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، أشار تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن مصر وكوت ديفوار تجمعهما آفاق عديدة للتعاون فى العديد من المجالات، على رأسها التبادل التجارى، بجانب السعى نحو تعزيز الاستثمارات المشتركة واستثمارات الشركات المصرية فى كوت ديفوار، وارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال السنوات من 2011 إلى 2016م بنسبة 45% ليصل إلى 38.55 مليون دولار بنهاية 2016 مقابل 26.61 مليون دولار نهاية 2011م. وسجلت الصادرات المصرية إلى ساحل العاج زيادة بنسبة 38.8% لتبلغ نحو 47 مليون دولار خلال عام 2017 مقارنة ب38 مليون دولار فى عام 2016. وتتمثل أهم الصادرات المصرية إلى ساحل العاج فى الزيوت والعطور ومستحضرات التجميل والبلاستيك ومنتجاته والمواد الكيماوية والمعادن الثمينة والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية والسيارات والجرارات والدراجات والمركبات والوقود والزيوت المعدنية، فيما سجلت الواردات المصرية من ساحل العاج 2.1 مليون دولار عام 2017 مقارنة ب 2.3 مليون دولار عام 2016.