وسط حالة من الترقب العالمي للأوضاع المتوترة علي الأرض في ليبيا, حذر الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف من أن الرئيس الليبي معمر القذافي مازال يمتلك نفوذا وسلطة عسكرية رغم الانتصار الذي حققه الثوار الليبيون بسيطرتهم علي معظم طرابلس. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن ميدفيديف تعليقه: هناك فعلا حكم مزدوج في ليبيا.. لم تنفد بعد القدرات العسكرية لأتباع القذافي.. وأكد الرئيس الروسي أنه علي الثوار أن يبدوا إرادة كافية لتوحيد ليبيا تحت راية المبادئ الديمقراطية وأن روسيا مستعدة في هذه الحالة لإقامة علاقات رسمية مع ليبيا( ولكن) لم يتغير شيء في الموقف في الوقت الحالي. كما دعا ميدفيديف العقيد القذافي والمعارضة الليبية إلي وقف القتال وإجراء محادثات, مشددا أنه علي الليبيين التوصل لاتفاق فيما بينهم. وأضاف نريد أن يتوقف القتال بأسرع ما يمكن وأن يجلسوا علي مائدة التفاوض ويتوصلوا لاتفاق بشأن مستقبل ليبيا. وأشار ميدفيديف أيضا إلي أن بلاده يمكن أن تعترف بالمعارضة كحكومة رسمية لليبيا إن أمكنها توحيد البلاد, مكررا تحذيره من أن القذافي مازال يتمتع بقدر من النفوذ والقدرات العسكرية رغم نجاحات المعارضة. وفي واشنطن, أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن دعم الولاياتالمتحدة لمهمة حلف شمال الأطلنطي( الناتو)- التي تساعد قوات المعارضة علي إحراز تقدم في ليبيا ضد نظام القذافي- مثال للتعاون الدولي الذي سيكون حاسما في المستقبل. وقال بانيتا في خطابين له أمام طلبة كل من كلية الدراسات العليا البحرية ومركز اللغات الأجنبية بمعهد اللغات التابع لوزارة الدفاع الأمريكية: إنه مؤشر جيد علي ذلك النوع من الشراكة والتحالفات التي نحتاج إليها في المستقبل إذا أردنا التعامل مع التهديدات التي نواجهها في عالم اليوم. كما أعرب عن فخره بشكل خاص بالمهمة التي قامت بها الولاياتالمتحدة كشريك للناتو في ليبيا, بما في ذلك إنشاء منطقة الحظر الجوي للمساعدة في حماية الشعب الليبي. وقال إنه لشيء يصب في صالح المهمة العظيمة لعمل الدول معا في إطار مشترك ضروري بشكل أساسي للغاية إذا ما أردنا أن نوفر الأمن في المستقبل. وأضاف أن هذا الدعم والمساعدة كان جزءا من المفتاح الذي مكننا من مساعدة قوات المعارضة هناك لتكون قادرة في نهاية المطاف علي تحقيق النجاح. وأشار إلي أن بلاده لا تزال تراقب وترصد الأحداث, ولكن الوضع ما زال خطيرا ومائعا للغاية. وأضاف وزير الدفاع الأمريكي مكررا تصريحات الرئيس باراك أوباما: مستقبل ليبيا في أيدي الليبيين من نواح كثيرة, معربا عن أمله في أن يدركوا أهمية إحلال الاستقرار وإجراء إصلاحات سياسية مهمة في المستقبل بعد40 عاما من حكم القذافي. كما دعا الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك كيمت- الذي شغل منصب مساعد وزيرة الخارجية للشئون العسكرية والسياسية في إدارة الرئيس السابق جورج بوش- المعارضة المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس إلي عدم التسرع واتخاذ الحيطة بسبب عدم اعتقال العقيد معمر القذافي أو أي من أبنائه. وفي لندن, قال وزير الخارجية البريطانية ويليام هيج ان معركة طرابلس لم تنته بعد, ولكن الادعاءات التي تتردد عن أن القوات الموالية للقذافي تكتسب أرضا هي مجرد خيال, مشيرا إلي ان القوات المناهضة للقذافي تواصل تحقيق نجاحات مهمة واضحة في أثناء سعيها لاستعادة السيطرة الكاملة علي العاصمة. وأضاف انه لم يكن بوسع هذه القوات تحقيق ذلك بدون قرار مجلس الأمن الدولي وبدون ما تقوم به طائرات حلف الأطلنطي وحلفائنا, ولكن لاشك في أن مجهود هذه القوات علي الأرض كان حاسما. ومع ذلك, حذر وزير الخارجية البريطاني من أن الوضع في طرابلس ليس آمنا ولا منظما, مشيرا الي أن هناك كثيرا من الأشخاص المسلحين هناك حصلوا علي أموال من أجل الولاء للقذافي. وفي الوقت ذاته, اعترفت كوريا الجنوبية أمس بأن المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو السلطة الشرعية الحاكمة التي تمثل الشعب الليبي. ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن الحكومة الكورية الجنوبية قولها انها تعتزم إرسال مساعدات إنسانية تقدر قيمتها بمليون دولار. وبذلك تنضم كوريا الجنوبية إلي العديد من الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل شرعي للشعب الليبي. كما اعترفت نيجيريا أيضا بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي كممثل شرعي للشعب في ليبيا. ونقل راديو صوت أمريكا عن وزير الدولة للشئون الخارجية النيجيري فيولا أونوليري قوله انه يتعين علي العقيد الليبي معمر القذافي التنحي عن السلطة فورا. وتشير التقارير الي أن الاتحاد الإفريقي الذي يحاول التوسط لحل الصراع الليبي لم يعترف حتي الآن بالثوار, وانه من المقرر أن يعقد رؤساء دول الاتحاد سلسلة من الاجتماعات في العاصمة الاثيوبيةخلال الأيام المقبلة لبحث الوضع في ليبيا.