كشف ميخائيل مارجيلوف المبعوث الروسي إلي افريقيا أمس النقاب عن أن نظام العقيد معمر القذافي هدد بمهاجمة الثوار الليبيين بصواريخ( أرض-أرض) اذا تمكنوا من السيطرة علي العاصمة طرابلس. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن مارجيلوف قوله ان رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أبلغه في طرابلس انه اذا احتل الثوار المدينة فسوف نطوقها بالكامل بصواريخ ونقوم بتفجيرها,الا أن المبعوث الروسي أعرب عن اعتقاده بأن نظام القذافي لا يمكنه تطبيق هذه الخطة. وعبر مارجيلوف عن شكوكه حيال تقارير استخباراتية امريكية اشارت إلي أن القوات الموالية للقذافي تستنفد اسلحتها, مشيرا إلي أن القذافي لم يستخدم حتي الآن صاروخ( أرض-أرض) الذي يمتلك منه الكثير. وأضاف أن نظام القذافي من الناحية النظرية قد يكون يعاني من نقص في الدبابات والذخائر لكنه يمتلك ما يكفي من الصواريخ والمتفجرات. يأتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه شبكة( فوكس نيوز) الاخبارية الامريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم ان التقارير الاستخباراتية الاخيرة الواردة لواشنطن تفيد بأن خروج أي من الطرفين( قوات القذافي والثوار الليبيين) منتصرا مازال بعيد المنال, لكن هناك ثلاثة عوامل تؤثر سلبا علي موقف قوات القذافي وتتمثل في تراجع إمدادات الطاقة والأزمة النقدية فضلا عن تردي الحالة المعنوية للقوات الحكومية الليبية.وهو ما تبين من خلال اعترافات القوات المنشقة او التي أسرها الثوار كما ان قادة القوات الحكومية ابدوا شعورهم بعدم الرضا عن نوعية القوات التي تقاتل تحت قيادتهم فضلا عن عجزهم عن تحقيق انتصارات مهمة في ميدان القتال ضد الثوار. وفي غضون ذلك أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تأييده لجهود روسيا في التوسط من أجل التوصل إلي حل سياسي في ليبيا. وقال إن الولاياتالمتحدة مستعدة لدعم المفاوضات التي تؤدي إلي تحول ديمقراطي في ليبيا طالما أن العقيد معمر القذافي سيتنحي.جاء ذلك في بيان صحفي للبيت الأبيض حول لقاء أوباما بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في واشنطن. ومن المقرر أن تشارك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم في الاجتماع الرابع لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا, الذي سيعقد في اسطنبول.بينما أعلنت الصين أنها لن تحضر الاجتماع. وفي طرابلس أصدر البرلمان الليبي( مؤتمر الشعب العام) بيانا جاء فيه أن بعض المسئولين الغربيين,خاصة الفرنسيين والإيطاليين والإنجليز, دأبوا علي تكرار التعبير عن أحلامهم بعيدة المنال بشأن ما يسمونه بتنحي أو رحيل القائد معمر القذافي عن السلطة وهذا الموضوع غير مطروح وغير قابل للنقاش من أي كان.وبرر البيان الذي بثته وكالة التليفزيون الليبي أسباب رفض مناقشة هذا الموضوع لأنه أولا من حيث المبدأ مسألة تخص الليبيين, ولأنه ثانيا ليس هناك ما يمكن أن يتنحي عنه القائد القذافي,لأن السلطة بيد الشعب يمارسها من خلال المؤتمرات الشعبية التي تضم كل الليبيين. واعتبر البرلمان ان أولئك المسئولين الغربيين إنما يحرثون في البحر ويرسفون في الجهل ويصرون علي عدم فهم طبيعة النظام السياسي في ليبيا ولذا فهم لا يدركون معني أن القذافي ليس حاكما لليبيا وأن سلطته فيها هي سلطان أدبي يحفظه له الليبيون باعتباره رمزا لهم. وميدانيا ذكرت وكالة رويترز للأنباء ان الثوار الليبيين تحصنوا أمس في قرية القواليش الواقعة جنوبي طرابلس بعدما فقدوا السيطرة عليها.