تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات مرتقبة، عنوانها ان تركيا قررت التخلي عن جماعة الإخوان بعد أعوام من الإستضافة على أمل تنفيذ أجندتها التوسعية في المنطقة العربية إبتداءاً من مصر. ويرى مراقبون، أن تركيا ستعيد ترتيب أوراقها فى المنطقة، وسيشهد هذا الترتيب إعادة تقييم علاقاتها مع جماعة الإخوان من جديد، وأن الاتفاق النووى الإيرانى سيغير كثيرا من العلاقات بين الدولة فى منطقة الشرق الأوسط. فبعد ترحيل السلطات التركية، المحكوم إعدام في مصر، محمد عبدالحفيظ، كشفت مصادر إخوانية عن ضغوط تركية لإغلاق قناة "مصر الآن" الناطقة باسم الجماعة، والتى تبث من تركيا. وستغلق القناة نهائياً الإثنين المقبل، بسبب ضغوط مارستها الحكومة التركية التي يبدو أنها ضاقت ذرعاً من فشل الإخوان المتكرر وعجزهم عن تحقيق أي تقدم في مشروعها التوسعي في المنطقة العربية، كما كان دورهم في التوسع الإيراني. وتؤكد هذه التحركات أن موقف السلطات التركية تجاه الإخوان شهد تحولاً كبيراً، يتجه نحو التخلي عنهم على الرغم من إنكار الطرفين لذلك. وفي تصريح سابق، قال الدكتور محمد سعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إغلاق إحدى قنوات الإخوان فى تركيا يعد تحولا كبيرا فى علاقة أنقرة بجماعة الإخوان بشكل عام، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط تشهد خلال الفترة الأخيرة تحولات كبيرة، وقد تسعى السعودية خلال الفترة المقبلة لجعل تركيا تغير علاقاتها مع مصر. وفي إعتراف غير صريح، قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بالإخوان، إن التنظيم سيتعرض لأزمات كبيرة فى المستقبل حال تغير موقف تركيا من الجماعة، موضحا أن سياسة الدولة لا تستقر، وتتغير فى أية لحظة وهو ما لم تعيه الجماعة. وأضاف أبو السعد، أن الإخوان سيتشتتون حال طالبتهم تركيا بمغادرة أراضيها، لافتا إلى أن المضامين التى بثتها الإخوان عبر قنواتها تعرض أية دولة للحرج مع بقية دول العالم.