استأثرت التطورات في ليبيا والشأن السوري والشأن المصري وقضية رئيس صندوق النقد الدولي السابق باهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين. صحيفة الاندبندنت تخصص افتتاحيتها الرئيسية لتطورات الأوضاع في ليبيا تحت عنوان "المرحلة النهائية من الصراع باتت وشيكة لكنها تنطوي على مخاطر ذاتية". تقول الصحيفة إنه ليس من الواضح إن كان نظام القذافي في ساعاته وربما أيامه أو أسابيعه الأخيرة لكن المؤكد أن المرحلة الأخيرة من الصراع بين قوات المعارضة ونظام القذافي الذي استمر على مدى الشهور الست الماضية باتت وشيكة. وتتابع الافتتاحية قائلة إن قوات المعارضة زحفت على طرابلس من ثلاث محاور ومن ثم فإن السؤال المحوري المطروح حاليا لم يعد إن كانت قبيلة القذافي سيطاح بها أم لا ولكن متى ستزاح عن السلطة وكيف سيتم ذلك؟ وما سيحصل بعد ذلك؟ وتسترسل الصحيفة قائلة إن الإجابة على سؤال "متى سيطاح بقبيلة القذافي؟" تعتمد على الميزان الحقيقي للقوى المتصارعة ومدى استعداد النظام للقتال. وتستشهد الصحيفة بما قاله وزير الإعلام الليبي موسى إبراهيم ومفاده أن النظام لن يتنازل عن السلطة لصالح المعارضة بدون قتال وفي الوقت ذاته أبدى استعداد النظام للتفاوض مع خصومه. وتقول الصحيفة إن المعارضة إذا شعرت بأن لها اليد العليا في تحديد تطورات الأحداث، فإن فرص التفاوض في هذه المرحلة تبدو مستبعدة. وتمضي الصحيفة قائلة إن من الصعب الإجابة على سؤال كيف ستكون نهاية الصراع. فهناك تقارير خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي تحدثت عن انشقاق مسؤولين كبار في معسكر القذافي وتعزيز المعارضة لصفوفها في طرابلس. وتشير الصحيفة إلى أن نظام القذافي لم يبد أي علامات حتى الآن على استعداده للتخلي عن السلطة لصالح المعارضة. وتسوق مثالا على مدى تشبثه بالسلطة بالمعارك التي نشبت في شوارع مدينة الزاوية بين الطرفين وحالات الكر والفر التي شهدتها مدينة البريقة النفطية. وتواصل قائلة إن المعارضة إذا اضطرت إلى القتال في طرابلس فإن النتيجة ستكون حدوث حمام دم ممتد. وزير إعلام القذافي تقول الفاينانشال تايمز إن نبرة التحدي كانت بادية في حديث الأسد ونظل مع الصحيفة ذاتها إذ نشرت مقالا لمراسلها دونالد ماكينتاير تحت عنوان زير إعلام القذافي. يقول المقال إن وزير إعلام صدام حسين محمد سعيد الصحاف كان يتقن الكلام المنمق إذ قال قبل يومين من دخول القوات الأمريكية إلى بغداد إن الجنود الأمريكيين "ينتحرون بالمئات على أبواب المدينة" لكن نظيره الليبي موسى إبراهيم يختلف عنه في إدارته للمعركة الإعلامية لنظام القذافي إذ يظل ملتزما بالحرفية من عدة جوانب وفق ما يقتضيه نمط العلاقات العامة حسب الطريقة الغربية. ويمضي المقال قائلا إن جهود إبراهيم بعيدا عن عدسات الكاميرا لدحض رواية إيمان العبيدي وهي المرأة التي اتهمت قوات القذافي باغتصابها كانت بالكاد مقنعة. وتسترسل الصحيفة قائلة إن من السهل إدراك لماذا يشعر المنفيون الليبيون بالغضب عندما يشاهدونه وهو يستميت في عرض وجهة نظر النظام الليبي على القنوات الغربية أو ادعاؤه باستمرار إن طرابلس وغيرها من المدن الليبية آمنة أو أنها تخضع لسيطرة قوات القذافي عندما يكون من الواضح أن الوضع ليس كما يقول. وتواصل الصحيفة قائلة إن تناوله للأحداث "يبدو بعيدا عن الواقع." لكن الصحيفة تستدرك قائلة "ما الخيار المتاح أمامه إذا كان يريد الاحتفاظ بمنصبه؟ رجل علاقات عامة لا يمكنه إلا ان يتصرف على هذا المنوال." وتختتم الصحيفة قائلة إن إتقانه للغة الإنجليزية وخبرته بالسياسة البريطانية عندما كان طالب دكتوراه في لندن يفترض أنهما يؤهلانه ومنذ مدة طويلة للانشقاق عن نظام القذافي وقبول وظيفة في الغرب لكن الصحيفة تقول إن مشكلة موسى إبراهيم لا تكمن في مدى مقدرته على عرض الوقائع ولكن في ولائه لنظام القذافي. تحدي صحيفة الفاينانشال تايمز تخصص أحد موضوعاتها للشأن السوري. فتحت عنوان "الرئيس السوري يتحدى الغرب ويرفض دعوات التنحي"، تقول الصحيفة إن بشار الأسد رفض الدعوات الأمريكية والأوروبية بالتنحي مع استمرار حملات القمع التي يتعرض لها المناوئون لنظامه. ففي مقابلة مع التلفزيون السوري الأحد، قال الأسد إنه يرد فقط على الشعب السوري وليس على القوى الخارجية. وأردف قائلا "هذه الدعوات لا يمكن أن تقال للرئيس السوري الذي لم تعينه الولاياتالمتحدة أو الغرب. عينني الشعب السوري." وأضاف الأسد أن قواته الأمنية تحقق مكاسب بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات، متعهدا بأن نظامه سيتغلب على أكبر تحد واجهه بعد أربعين سنة في سدة الحكم. ومضى قائلا "الوضع في سورية قد يبدو خطيرا لكننا قادرون على التعامل معه". وتختتم الصحيفة قائلة إن نبرة التحدي إزاء الضغوط الغربية المتواصلة كانت بادية في حديث الأسد. إسقاط التهم وبعيدا عن الشؤون العربية نقرأ في الديلي تلجراف خبرا عن اسقاط تهم الاعتداء الجنسي الموجهة إلي رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستراوس كان. تقول التلغراف إن من المقرر أن يمثل اليوم ستراوس كان البالغ من العمر اثنين وستين عاما امام محكمة في نيويورك بعد تأجيل الجلسة مرتين. وكانت نافي ديالو العاملة في احد الفنادق في نيويورك قد اتهمت ستراوس كان بمحاولة اغتصابها. غير أن موقفها القانوني في القضية اصبح ضعيفا للغاية بعد ان شكك الادعاء العام في مصداقيتها. وقد صرح كينيث تومسون محامي العاملة بأن موكلته لن تمثل علي الارحج امام المحكمة إذا ما أسقطت التهم عن ستراوس كان. والمعروف ان الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي ينفي جميع التهم الموجهة إليه غير أنه يواجه تهما مماثلة في فرنسا حتى في حالة إسقاط تهمة الاغتصاب عنه في نيويورك. متشددون إسلاميون تقول الصحيفة إن إسرائيل تتعامل بحذر مع جارتها بعد سقوط حليفها مبارك ونقرأ في الاندبندنت وتحت عنوان "معركة مصر الجديدة مع المتشددين الاسلاميين" مقالا لأيستر بيش من العريش يقول فيه إن الهجوم الذي وقع في الاسبوع الماضي جاء بعد أيام قليلة من قيام المجلس العسكري الحاكم في مصر بنشر مئات الدبابات في منطقة شمال سيناء في اعقاب تفجر اعمال العنف في عاصمتها الاقليمية العريش. ويضيف بيش أن المجلس العسكري قال إن العملية كانت تستهدف طرد العناصر التي تسير علي خطى تنظيم القاعدة لكن وبعد عملية إيلات اكتسبت عملية نشر الدبابات المصرية في سيناء بعض الحدة. ويشير بيش إلى ان إسرائيل كانت تتعامل بحذر مع جارتها بعد سقوط نظام حليفها حسني مبارك وكانت تعتقد أن المجلس العسكري فقد السيطرة على سيناء. ويقول بيش في تقريره إن الصورة في الواقع تخالف كثيرا الروايتين الرسميتين في القاهرة وتل ابيب. ويضيف ان ما من شك في أن ما يزعمه الاسرائيليون من تحركات للمتشددين الفلسطينيين عبر الحدود فيه قدر من الصحة. غير ان الكاتب يخلص إلى أن الخطر المزعوم من تنظيم القاعدة تهديد مبالغ فيه. وفي هذا الإطار، ينقل الصحفي عن مسؤول عسكري في سيناء قوله "من غير الصحيح أن الجيش المصري يلاحق متشددين اسلاميين يقتدون باسامة بن لادن ...هناك تعاطف مع التيار الاسلامي المتشدد في شبه جزيرة سيناء ولكن ليس مع تنظيم القاعدة".ر