يسير البدو فى سيناء على نهج أجدادهم الذين شاركوا فى حرب أكتوبر المجيدة، فضربوا أروع أمثلة الوطنية فى مساندة القوات المسلحة أثناء العملية الشاملة سيناء 2018، من خلال دعم قوات إنفاذ القانون بالمعلومات اللازمة عن تواجد العناصر الإرهابية، ما كان له الأثر الكبير فى توجيه ضربات قاصمة للتكفيريين فى أرض الفيروز. وقال شيخ قبيلة التياهة، إن البدو قدموا شهداء كثيرين منذ إعلان الحرب على الإرهاب فى سيناء، وهم على استعداد لتقديم المزيد، فى سبيل تطهير كل شبر من أرض الفيروز، ولعل سليمان حسين الأعرج الذى استشهد على يد التكفيريين بسبب استضافته لأفراد الجيش على مائدة إفطار فى رمضان الماضى أكبر دليل على ذلك، وأيضا الشيخ سليمان أبو هليل، الذى استطاع تصفية مجموعة من التكفيريين هجموا على مكان سكنه فى الجبل بعد علمهم بدعمه للقوات المسلحة. واتفق آخر مع ما قاله سابقه، مشيرا إلى أن العناصر التكفيرية تتلقى دعماً وتمويلاً من الخارج، والدليل على ذلك أن القوات الأمنية عثرت فى بيوت ومخابئ الإرهابيين على دولارات وعملات أجنبية وبكميات كبيرة، إلى جانب مختلف الأسلحة والمعروف منشأ تصنيعها، مؤكداً أن العنصر التكفيرى الذى يراقب تحرك القوات الأمنية يحصل على 1000 دولار يومياً كمرتب من التنظيم، إلى جانب اعتماد الإرهابيين على خطوط من شركات اتصال إسرائيلية. «سيناء أرضنا ولن نسلمها للتكفيريين»، بتلك الكلمات بدأ أحد شيوخ قبيلة الترابين، الذى كان واحدًا من مجاهدى سيناء فى حرب أكتوبر المجيدة، مؤكداً أن القبائل كلها على قلب رجل واحد من أجل القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وأن دعمهم للقوات المسلحة هو واجب وطنى، فسيناء أرض للمصريين ولا يمكن التفريط فيها لعناصر إجرامية تريد لمصر الخراب. وقال: «كانت هناك خلافات بين بعض القبائل، ولكن فور بدء الحرب على الإرهاب نسينا خلافاتنا وتوحدنا خلف المؤسسة العسكرية وسنساندها حتى آخر فرد لدينا، ولن نسمح للغرباء بأن يستبيحوا الدماء باسم الدين، متذكراً عندما اجتمع موشى ديان مع شيوخ القبائل فى سيناء عام 1967 ووعدهم بإقامة منطقة خاصة بهم ومدهم بالسلاح ،كان رد القبائل عليه: «لنا رئيس يدعى جمال عبدالناصر تفاوض معه». وأضاف: القبائل لمست التنمية ونظرة الدولة المختلفة للبدو، خاصة بعد ثورة 30 يونيو، بعدما كانوا مهمشين حتى فى أقل سبل التمدن والمعيشة.