موسى الدلح أحد مشايخ قبيلة الترابين، قال عنه النظام السابق إنه أخطر رجل في سيناء والمطلوب رقم 1 أمنيا، الأسطورة التي صنعها رجال مبارك عن أكبر جاسوس وقائد لشبكة من الجماعات المسلحة التي تدير عمليات تهريب السلاح وزراعة المخدرات في جبال سيناء. موسى الدلح شاب في الأربعينيات من عمره، ينتمى لقبيلة الترابين، تخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس قسم لغات شرقية ثم درس الحقوق وهو بين القضبان التي قضى فيها 6 سنوات من عمره على فترات بتهم ما بين عدم التعاون مع الأمن أو التستر على عناصر مطلوبة كما كانوا يدعون عليه، برع في إتقان العبرية والإنجليزية والفرنسية، ذهب إلى الكاتدرائية ليدرس اللاهوت والديانات القديمة، سعى جاهدا لإحياء الثقافة البدوية من خلال تدشين رابطة شعراء البادية وغيرها من النشاطات. عمل منسقا لعلاقات شئون البدو الخارجية، بعدها عمل في الأعمال الحرة، استعان به رجال القوات المسلحة في وقتنا هذا للتصدى للتكفيريين مما يزيح عنه كل التهم المنسوبة إليه، جمع القبائل العربية تحت عباءته ليكونوا حائط صد ضد الجماعات الإرهابية. ■ ماذا حدث في أرض الفيروز منذ اندلاع ثورة يناير 2011 حتى اليوم؟ للأسف الشديد كانت فوضى غير منظمة واختلط الحابل بالنابل، وبعد ثورة التصحيح (30 يونيو) بدأ ظهور تنظيمات إرهابية مسلحة بدعم خارجى، وأصبحت حينها سيناء خارجة عن السيطرة تماما لأن كل واحد كان بيقول «وأنا مالى» حتى كل قبيلة كانت منغلقة على نفسها بشدة ولم يتعاونوا مع المؤسسات بالشكل الكافى بل إن بعضها كان يأوى العناصر التكفيرية ويحميها حتى وصل الأمر لانتهاك الأعراض وحرمة البيوت فهذا الشيء اجتمعنا على أنه لا يمكن السكوت عنه. ■ إلى أي مدى تصل خطورة الجماعات الإرهابية المتواجدة بداخل القبائل؟ نحن نعرف تاريخ الجماعات وتاريخ أبناء القبائل المنضمين للعصابات مثل شادى المنيعى الذي كان يعمل «تاجر رقيق» ويبيع الأفارقة، وكان يأخذهم يعذبهم ويصورهم ويرسل تلك الصور لأهاليهم لابتزازهم وأنا شخصيا تدخلت وقابلته كتير وأنقذنا ناس كتير من الأفارقة من يده. ■ ما مدى مصداقية أن أمريكا وإسرائيل لا تزالان تسيطران على أجزاء من سيناء؟ كل شيء تحت السيطرة، و«إللى حارق دم الأمريكان والصهاينة» أن الدولة المصرية فتحت ذراعيها وعادت المياه إلى مجاريها مع أبناء القبائل، والرئيس السيسى أعلن أن القبائل البدوية في سيناء هي خط الدفاع الأول عن مصر، ومفيش شبر في سيناء إلا وكان تحت سيطرة البدو، خلاص انتهت. ■ ماذا كان يقصد الرئيس عبد الفتاح السيسى بخط الدفاع الأول عن مصر؟ البدو لم يخوضوا حربا بالسلاح، نحن نمتلك من المعلومات ما جعلنا نقضى على 75٪ من الإرهاب في سيناء، وكلمة الرئيس قصمت ظهرهم لما كانوا يفعلونه من الإيقاع بين القبائل والجيش المصرى وتخويف المصريين بأن الحرب في سيناء ستتحول إلى حرب أهليه وقبلية. ■ هل تتواجد داعش من الأساس في سيناء أم هم مجرد جماعات إرهابية موالية لهم مثل جماعة أنصار بيت المقدس؟ داعش.. بيت المقدس.. ولاية سيناء.. كلها مسميات فقط وكلهم ينتمون لجماعة واحدة لديهم فكر وعقيدة واحدة وهى تقسيم الدولة المصرية وزعزعة أمنها وهذه المنظمات ما هي إلا كلاب عند «أسيادهم». ■ هل حان الوقت لتعديل اتفاقية كامب ديفيد؟ علينا في البداية الخلاص من السرطان الذي أصابنا منذ عزل محمد مرسي، أما بالنسبة لكامب ديفيد فنحن استعدنا أرضنا والمهم الآن أنه لا تراجع للجيش ولا للقبائل العربية الموحدة. ■ منذ متى والقبائل العربية تدعم مؤسسات الدولة وتقف جنبا إلى جنب الشرطة والجيش؟ النظامان السابقان هما من أشاعا أن القبائل العربية تعمل ضد الدولة بجميع مؤسساتها، ناسين تاريخ أجداد أجدادنا وأقل دليل حينما تم عقد مؤتمر الحسنة لتدويل سيناء بحضور موشى ديان وسفراء من معظم الدول الأوربية عام 1969 وحاولوا الإيقاع بين القبائل والدولة، بعدما علموا بما كان يصدر بحقنا من معاملة سيئة أيام الزعيم عبد الناصر، فقام الشيخ عيد بن عامر من قبيلة التياها والشيخ المرش من قبيلة البياضية قالوا «لو عاوزين تتفاوضوا على سينا روحوا لعبد الناصر إحنا مواطنين مصريين». ■ متى قررت قبيلة «الترابين» إعلان الحرب على التكفيريين؟ حدثت أربع وقائع كل منها أقذر مما سبقها، الأولى عندما تم خطف سيدة من جنب زوجها وانتهاك عرضها وذبحها ووضع رسالة على جثمانها تفيد أننا إذا لم نتراجع عن تدعيم الجيش المرتد كما يطلقون عليه سيفعلون المزيد، أما الواقعة الثانية والمعروفة إعلاميا بمقتل «عبد الباسط جلادين» أمام زوجته وأطفاله بالرصاص والطعن حتى لفظ أنفاسه وكل ذلك لرفضه توزيع المنشورات التي تهدد فيها قبيلة الترابين، وبعدها أصدرنا بيانا لهم يفيد بأنهم تعدوا على القبيلة، وجاء ردهم بنسف منزل مهجور مملوك ل«إبراهيم العرجانى» وهو أحد أبناء سيناء والتعدى على والدته العجوز وسرقة سيارتها. ■ لماذا قبيلة الترابين؟ لأن قبيلة الترابين هي حائط الصد الطبيعى والحاجز الحائل بينهم وبين الوصول إلى المناطق الوعرة مثل جبل الحلال ووسط سيناء. ■ ما خطة الردع التي اتبعتها القبائل العربية لمجابهة العناصر الإرهابية؟ اجتمعت كل القبائل مع قيادات القوات المسلحة، وتم التعاون بحمد الله فيما بينهم، والباقى يتم التنسيق مع بقية القبائل التي تأوى إرهابيين أو يوجد لديها عناصر إرهابية وديا، وفى خلال 10 أيام حصلنا على نتيجة هائلة و75٪ من أرض سيناء طاهرة تماما من الإرهابيين، وباق قبيلتان فقط وهما السواركة والرميلات والشرفاء فيهم بدءوا يتحركون الآن، ولكن إن لم يتم الانصياع لإرادة الدولة فسيتم التعامل معهم كإرهابيين بالطبع. ■ ما الجهة التي تقوم بتزويدكم بالأسلحة في مجابهة الإرهاب؟ البدوى بطبيعته مسلح نظرا للظروف الصحراوية التي نعيشها، والأسلحة عادية جدا للأمان لأن أقرب نقطة شرطة ممكن تبعد بال80 كم، لكن أسلحتنا لا هي جرينوف ولا مدافع، فبالتأكيد لا يوجد جهة تمولنا. ■ كيف تم التعاون بين القبائل والقوات المسلحة؟ إحنا لم نوجه ولم نضرب رصاصة واحدة في وجه مصرى وكل ما نفعله هو تقديم المعونة والمعلومة سواء كان ب(قص الأثر) أو بالدليل أو بعلم الفراسة أو بالأدلاء عن أماكن مخازنهم واختبائهم، لأن لا يوجد شبر في سيناء إلا ونعلم ما يحدث فيه، ونحن أكثر الناس خبرة في هذا الأمر. ■ ماذا وجدتم خلال ال 10 أيام التي هاجمتم فيها المراكز الإرهابية؟ طبعا وجدنا ناس من معظم محافظات مصر وعناصر أجنبية وجوازات سفر من دول مختلفة، وهذا ما يؤكد ما تم التصريح عنه مسبقا أن هذا الأمر مدعم دوليا، ودول بعينها هي التي تريد إسقاط مصر بشتى الطرق ■ ما نتيجة مقابلتك مع بعض قيادات الجيش، وهل تمت الموافقة على تشكيل مجلس حرب لقبائل شرق سيناء؟ تم الاتفاق كالتالى اتحاد القبائل وإلغاء فكرة أن كل قبيلة تتكلم عن نفسها، وتمت الموافقة على تشكيل مجلس حرب، ويكون هناك متحدثون رسميون للإعلام هم فقط المعروفون في العموم، لكن من يعملون على أرض الواقع كالجندى المجهول ممكن أن يكون بيننا ولا ندرى للمحافظة على السرية، وستعلن عن التفاصيل لاحقا، وبالطبع خططنا إستراتيجيا لتطهير أرض الفيروز تماما، ونعمل جميعا الآن على الأرض. النسخة الورقية